نشرت صحيفة "البيريوديكو"
الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن رشيدة طليب، المرأة المسلمة التي لم يبق أمامها
الكثير قبل أن تصبح عضوا في الكونغرس الأمريكي.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إن رشيدة طليب لم تتردد في مصارحة الناخبين ووسائل الإعلام
بمدى تأثرها بأحد المواقف الذي حدث معها بسبب الهجوم على الإسلام. فقد كانت طليب
تتناقش مع زوجها حول رسم كاريكاتوري نشرته صحيفة "يو إس إيه توداي"،
الذي أشار إلى أن تعاليم الدين الإسلامي متطابقة مع مبادئ النازية. وفي تلك
اللحظة، قال لها أحد أبنائها: "لا تقلقي يا أمي، إن سألني أحدهم عما إذا كنت
مسلما أم لا، فسأكذب وأنكر ذلك".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الطفل لا
يجب أن يشعر بالخجل من ديانته بعد الآن، بل عليه أن يكون فخورا بعد الإنجاز الذي حققته
والدته. فيوم الأربعاء، تم الإعلان رسميا عن فوز رشيدة طليب في الانتخابات
التمهيدية عن الحزب الديمقراطي في ولاية ميشيغان.
ويبدو جليا أن حظوظ طليب قوية جدا في
الانتخابات القادمة، المقرر تنظيمها خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر القادم، نظرا
لعدم ترشح أي سياسي من الحزب الجمهوري لمقعد دائرة الكونغرس الثالثة عشر بولاية
ميشيغان الأمريكية. وسيجعل هذا الفوز من رشيدة طليب، ممثلة الحزب الديمقراطي
الأكثر تقدمية، أول امرأة مسلمة تصل إلى الكونغرس الأمريكي.
وذكرت الصحيفة أن رشيدة طليب محامية
تبلغ من العمر 43 سنة، ولدت في ديترويت أكبر مدن ولاية ميشيغان، وهي البنت البكر
لأبوين مهاجرين فلسطينيين. وقد دخلت رشيدة طليب معترك الحياة السياسية بشكل رسمي
سنة 2008، عندما تمكنت من الفوز بمقعد في مجلس النواب في ولاية ميشيغان، وأضحت أول
امرأة مسلمة تخدم في المجلس التشريعي في ميشيغان والثانية في الولايات المتحدة
الأمريكية.
وأكدت الصحيفة أن فوز رشيدة طليب
في الانتخابات التمهيدية يحمل الكثير من الأبعاد الرمزية، في ظل رئاسة دونالد
ترامب الذي لم يعبر عن معاداته للدين الإسلامي من خلال خطاباته فحسب، بل حظر دخول
مسلمي سبع دول ذات أغلبية مسلمة فضلا عن مواطني كوريا الشمالية وفنزويلا، إلى
الأراضي الأمريكية.
وتعليقا على هذه المسألة، توجهت رشيدة
طليب بخطاب للأشخاص الذين رافقوها ساعة توقيعها على فوزها في الانتخابات
التمهيدية، حاملة معها العلم الفلسطيني، قائلة: "سأحارب كل توجه عنصري أو
قمعي... فأنتم تستحقون أفضل مما نحن عليه اليوم مع الرئيس ترامب".
وأوضحت الصحيفة أن هذا التحدي لا يعد
معركة جديدة من نوعها بالنسبة لرشيدة طليب، فقد انضمت إلى حركة "أمهات ضد
ترامب" منذ سنتين عندما كان دونالد ترامب مجرد مرشح للانتخابات الرئاسية. وقد
تم إيقاف طليب رفقة 11 امرأة أخرى عندما قاطعت خطاب ترامب، المرشح عن الحزب
الجمهوري للرئاسة آنذاك، في مدينة ديترويت. حينها، صرخت في وجه ترامب متسائلة: "هل قرأت الدستور؟". وأقرت طليب بأنها فخورة بتلك اللحظة، حيث عبرت عن
معارضتها لخطاب الرئيس.
وأوردت الصحيفة أن البرنامج الانتخابي
لرشيدة طليب يركز على تعزيز القيم التقدمية، والقرب من الناخبين، بالإضافة إلى
النهوض بولاية ميشيغان. في المقابل، أكدت طليب أن الكثير من الجوانب التي تعبر عن
هويتها قد لعبت دورا أساسيا في تكوين شخصيتها السياسية، على غرار الجنس واللون
والدين ناهيك عن أنها أم ومن أصول فلسطينية عربية.
وفي مقابلة لها مع مجلة "نيو
ريببلك"، صرحت رشيدة طليب: "أنا أعارض الحرب بشدة، وأعتقد أن هذا أثر
بشكل كبير على وجهة نظري كأمريكية مسلمة تحظى بأصدقاء وعائلة في الشرق
الأوسط". كما أكدت طليب أنها عاينت
بشكل مباشر الدمار الذي خلفه الصراع العسكري، وهي موقنة من أن عددا كبيرا من أعضاء
الكونغرس يعرفون حقيقة الحرب. فتغيير الأنظمة لا يمكن أن يتم من خلال قصف الدول
ورفع ميزانية الإنفاق العسكري، بل بتوخي السبل الدبلوماسية.
وفي الختام، ذكرت الصحيفة أن رشيدة
طليب تطرقت في أكثر من مناسبة للحديث عن دونالد ترامب وفوزه في الانتخابات
الرئاسية. وقد أكدت المحامية أن فوز ترامب في الانتخابات شجع العديد من النساء على
الانخراط في الحياة السياسية لمكافحة سياسة إدارة ترامب القمعية. وقد تزامن فوز
رشيدة طليب مع ترشح 11 امرأة لمناصب سياسية، وحاليا تكافح 185 امرأة للحصول على
مقاعد في مجلس النواب، وقد ارتفع عددهن مقارنة بسنة 2016.
موقع روسي: هل توافق تركيا على فرض عقوبات ضد إيران؟
الغارديان: انتقاد لموقف بريطانيا تجاه معتقلين من "الدولة"
دراسة: هكذا تتم تغطية الهجمات التي يقوم بها مسلمون إعلاميا