انتشرت في الآونة الأخيرة أن وزارة الثقافة
المصرية عازمة على ترشيد الإنفاق على
المهرجانات الثقافية والفنية، وبالذات السينمائية، بدعوى أن الدولة تحتاج لكل مليم للبناء.. ولا وقت لإقامة مهرجانات لا تفيد ولا تقدم شيئا.
ولكن يبدو أن وزارة الثقافة نسيت أن هناك مهرجانين سينمائيين تحديدا؛ كان لهما عظيم الأثر، كنافذة للاحتفال والتواصل هما: مهرجان الأُقصر للسينما الأفريقية، ومهرجان الأُقصر للسينما المصرية والأوربية، لصاحبه الراحل محمد كامل القليوبي. وكان دعم وزارة الثقافة لهذين المهرجانين، بمثابة الأكسجين الدافع إلى الرئة
الفنية في مصر.
وقد يقول البعض إن هذين المهرجانين (وغيرهما) أصبحت أخطاؤهما أكثر من مزاياهما، وأن أموال الدولة المهدورة فيهما كفيلة بالدفع باتجاه إغلاق هذين المهرجانين بالضبة والمفتاح. وهذا بالطبع حق يراد به باطل. فمصر الآن على المحك، وهذه المهرجانات تعكس تواصلا وتفاعلا إيجابيا. وهي بلا شك تُقدّم نموذجا لانتصار ثقافة الحياة.
فأرجوكم لا تغلقوا المهرجانات بدعوى أن لها أخطاء.
الأخطاء تصحح، ولكن لا تهدموا كيانات قامت على أكتاف فنانين ومثقفين أحبوا هذه البلد، وأرادوا أن يقيموا جسرا بيننا وبين الآخر.
فالقيمة والهدف تنتصر على أي إجراءات لوجستية جامدة.
ولهذا، قولوا لعين الشمس ما تحماش.