نشرت صحيفة "تاغس شبيغل" الألمانية مقال رأي للكاتب الألماني، ميلفين كراوس، تحدث فيه عن الأزمة التركية الأمريكية. ووفقا للكاتب، قد تدفع هذه الأزمة دول الاتحاد الأوروبي إلى تحقيق الاندماج المالي ومزيد التكامل فيما بينها.
وقال الكاتب في مقاله الذي ترجمته "عربي21"، إن التهديدات الأمريكية بمضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب القادمة من تركيا لعبت دورا مهما في انهيار العملة التركية في أسواق الصرف العالمية. علاوة على ذلك، قد تشكل هذه التهديدات خطرا على البنوك الفرنسية والإسبانية والإيطالية، التي تملك استثمارات في تركيا. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي هذه التهديدات كذلك إلى اندلاع أزمة مصرفية في أوروبا.
وأكد أن الخلاف بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، قد يشجع دول الاتحاد الأوروبي إلى إعلان الاندماج المالي فيما بينها. وفي حال وضعت السلطات الأوروبية برنامجا أوروبيا للتأمين على الودائع بهدف حماية أموال جميع المدخرين، فلا داعي للخوف من اندلاع أزمة مصرفية أوروبية. في المقابل، تعد كل من ألمانيا وهولندا من أفضل أصدقاء الرئيس الأمريكي ترامب في أوروبا.
اقرأ أيضا: ما سر ارتباط الأسواق العالمية بأزمة الليرة التركية؟
وأشار إلى أن وزير الداخلية الإيطالي اليميني المتطرف والقيادي بحزب رابطة الشمال، ماتيو سالفيني، الذي لا يخفي رغبته في انسحاب بلاده من الاتحاد الأوروبي ومن منطقة اليورو، يعد بدوره من أفضل أصدقاء الرئيس الأمريكي. ومن جهته، يدعم ترامب، الذي أيد فكرة خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، فكرة خروج إيطاليا من المنتظم الأوروبي بكل قوة. وفي حال اقتنع الشعب الإيطالي بفكرة خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي، فلن تنجح الدول الأوروبية في إقناع سالفيني بالبقاء ضمن المجموعة الأوروبية.
وأوضح الكاتب أن الخطر الشعبوي يهدد المصالح الألمانية والهولندية بشكل أكبر من الخطر الأخلاقي، حيث لا يبدي الألمان والهولنديون أي اهتمام بمسألة الأخلاق في القضايا النقدية. ولعل الأمر المثير للاهتمام هو أن التحذير من الخطر الأخلاقي دمر سندات الخزينة الإيطالية. ونتيجة لذلك، وضع ارتفاع أسعار الفائدة الحكومة الإيطالية تحت الضغط، علما وأن ترامب والسياسيين الشعبويين سيخرجون مستفيدين من هذا الأمر.
وأفاد أن الألمان والهولنديين لن يقبلوا بشراء السندات بسبب أن هذا الأمر مجرد حيلة لسد عجز الميزانية الإيطالية. وفي حال شعر الإيطاليون بالأمان نتيجة اعتماد سياسة تأمين الودائع على المستوى الأوروبي، فسيصبحون أكثر هدوءا وسيقل حماسهم تجاه برامج الشعبوية على غرار الخروج من الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو.
وقال: "بهذه الطريقة، سيكون شراء السندات ونظام تأمين الودائع لفائدة الألمان والهولنديين. وهكذا، سيقتنع الإيطاليون بالعملة الموحدة وبالبقاء ضمن الاتحاد الأوروبي حتى وإن حاول السياسيون الشعبويون إقناعهم بفوائد الخروج من المجموعة الأوروبية".
اقرأ أيضا: ترامب يهاجم تركيا ويهدد بمزيد من العقوبات
وتابع الكاتب بأنه "لئن يبدو مدى تأثير الخلاف التركي الأمريكي على الاتحاد الأوروبي أمرا غير واضح المعالم، إلا أنه من المؤكد أنه في حال لم تتمكن دول شمال أوروبا من التغلب على مخاوفها من السياسيين الإيطاليين، فسينجح ترامب وحلفاؤه في السيطرة على الاتحاد الأوروبي وتفكيكه".
وول ستريت جورنال: هذا هو الحل لأزمة الليرة التركية
هكذا قرأت "الغارديان" أزمة العملة التركية وتداعياتها
التايمز: هذا ما على أردوغان فعله إذا أراد تفادي أزمة أعمق