تحدث كاتب إسرائيلي الاثنين، عن الكنية التي التصقت برئيس الانقلاب العسكري في مصر عبد الفتاح السيسي، وأصل الكلمة التي عادت من جديد لتثير الجدل الواسع بين الشعب المصري، بعد قضية شاعر شعبي مصري أطلق على قصيدته اسم "بلحة".
وقال الكاتب تسفي برئيل في مقال نشرته صحيفة
"هآرتس" الإسرائيلية، إنه "ليس من الصعب فهم أن القصيدة التي تحمل
عنوان (بلحة)، والتي كتبها الشاعر المصري جلال البحيري توجه سهامها للرئيس
السيسي"، موضحا أن "الشاعر المصري ينتقد في قصيدته إعطاء السيسي لجزيرتي
سنافير وتيران للسعودية، إلى جانب عمله على مشروع غير مجد يوازي قناة
السويس".
وذكر برئيل أن "بلحة تعد شخصية وهمية ليست
طبيعية تماما"، مبينا أن أصلها "يعود إلى شخصية تظهر في فيلم مصري، رغم
أنها كنية التصقت بالسيسي"، لافتا إلى أن "القصيدة الهزلية للشاعر
البحيري لحنها الموسيقار رامي عصام الذي عرف في فترة ثورة الربيع العربي كشاعر
الثورة".
وأشار إلى "وجود قصيدة سابقة للشاعر بعنوان (ارحل)،
والتي وجهها لحسني مبارك، ومن ثم تحولت إلى نشيد وطني للمتظاهرين في ميدان
التحرير".
وكانت محكمة عسكرية في مصر قضت نهاية الشهر الماضي
بسجن الشاعر البحيري، ثلاث سنوات وتغريمه عشرة آلاف جنيه مصري (حوالي 550 دولار)، بعد
إدانته بإهانة المؤسسة العسكرية في ديوان شعري ساخر، انتقد أيضا السيسي وأداء
حكومته.
اقرأ أيضا: انتقادات للسيسي بعد افتتاحه مشروع مياه بأسيوط.. لماذا؟
وذكر الكاتب الإسرائيلي أنه "بالرغم من أن
العقوبة ليست شديدة بشكل خاص، لكنها أوضحت لكل طائفة الفنانين في الدولة، ما هي
حدود الكلام الجديدة"، مشددا على أن "الحدود تم إملاؤها في النظام الذي
نشره رئيس الحكومة مصطفى المدبولي خلال الشهر الماضي".
يشار إلى أن نيابة أمن الدولة العليا أمرت في آذار/
مارس الماضي، بالقبض على البحيري وأحالته إلى النيابة العسكرية بجريرة ديوان شعري
بعنوان "خير نساء الأرض" تضمن قدحا بالمؤسسة العسكرية، ووجهت له اتهامات
من بينها "نشر أخبار كاذبة من شأنها التأثير على الأمن القومي".
واعتبر برئيل أن "طائفة الفنانين يمكنها فقط أن
تتذكر باشتياق عهد مبارك الذي كانت فيه الرقابة شديدة، لكن مجال حرية التعبير
الفني كانت أكبر بكثير من المجال الذي فرضه السيسي منذ توليه الحكم".
وأكد أن "رفع نسبة الرقابة المصرية التي زادت
جدا تحت حكم السيسي لا تقتصر على القصيدة فقط، إنما طالت هذه السنة حملة اعتقالات
لـ12 فنانا مصريا؛ بسبب ما سمي نشر أقوال كاذبة أو المس بالجيش وأمن الدولة".
وأوضح الكاتب الإسرائيلي أن "النظام المصري حكم
على المخرج المسرحي أحمد الجارحي وعلى كاتب المسرح وليد عاطف بشهرين سجن، مع وقف
التنفيذ بسبب عرض مسرحية (قصة سليمان خاطر) على خشبة نادي الصيد في القاهرة".
اقرأ أيضا: ما دلالة عودة عكاشة للمشهد الإعلامي في مصر؟
وبين أن "سليمان خاطر هو الجندي المصري الذي
قتل في 1985 سبعة إسرائيليين قرب المعبر الحدودي، وحكم عليه بالمؤبد مع الأشغال
الشاقة، ولكن بعد سنة وجد مشنوقا في الزنزانة، وقالت السلطات في وقتها إنه انتحر
وكان الجمهور مقتنع تماما بإعدامه".
ورأى برئيل أن "السلطات المصرية أيضا في هذه
الحالة استيقظت متأخرة جدا، حيث أن المسرحية سبق وعرضت في الإسكندرية قبل سنتين،
وبعد ذلك في القاهرة"، منوها إلى أن "العاصفة الأخيرة جاءت في شباط/
فبراير الماضي، وسارعت إدارة المسرح بإقالة المخرج والكاتب المسرحي وأوقفت
المسرحية بحجة أنها تمس بسمعة الجيش الطيبة".
وذكر الكاتب الإسرائيلي أنه "في نفس الشهر أوضح
السيسي أن كل مس بسمعة الجيش يعتبر خيانة عظمى، سيعاقب عليها بشدة"، على حد
قوله.
دعوة إسرائيلية للتخلي عن عباس.. لماذا الآن؟
سفير إسرائيلي: علاقاتنا الأمنية والعسكرية مع مصر غير مسبوقة
لهذا تسعى إسرائيل لإنجاز التهدئة في غزة.. تفاصيل الاتفاق