قالت صحيفة لوموند الفرنسية الأربعاء إن هجوما للنظام السوري على محافظة إدلب "سيؤدي إلى كارثة إنسانية جديدة في سوريا، وسيشكل أيضا ضربة قاسية بالنسبة لتركيا التي يفترض أنها الحامية لفصائل المعارضة المسلحة".
وفي تقرير موسع نشرته في المنطقة، قالت الصحيفة إلى هجوم النظام على إدلب "يهدد مصالح تركيا الإقليمية، المتمثلة أولا برغبتها في إحباط ظهور منطقة تهيمن عليها القوات الكردية السورية على طول حدودها".
وتضيف الصحيفة أن النظام السوري وحلفاءه "يتخذون من وجود الجهاديين في إدلب حجة لإضفاء الشرعية على هجومه المتوقع"، مشيرة إلى أن فصائل المعارضة بدأت منذ شهر تموز/يوليو الماضي بتعزيز قوتها على الأرض استعدادا لهذا الهجوم.
كما تلفت الصحيفة إلى أن "هيئة تحرير الشام" وفصائل أخرى قاموا باعتقال العديد من العناصر الذين تتهمهم بالسعي إلى التفاوض مع النظام، أو بالانتماء إلى الخلايا النائمة لتنظيم الدولة.
النظام وروسيا
وعلى جانب النظام السوري، تشير لوموند إلى أن قواته "تحتشد على مشارف إدلب منذ أوائل آب/أغسطس الجاري وترسل التعزيزات إلى جانبي مدينة جسر الشغور، في حين ألقى جيش النظام قبل أيام منشورات على المدينة، داعياً سُكانها إلى "الالتزام باتفاقات المصالحة المحلية كما فعلت المناطق السورية الأخرى".
أما روسيا، فتقول الصحيفة إنها "تعمل على تعزيز قواتها في سوريا وفي البحر الأبيض المتوسط من خلال ثلاثين طائرة مقاتلة منتشرة بشكل دائم في قاعدة حميميم الجوية، إضافة إلى عدة آلاف من الجنود على الأرض يقومون بمساعدة قوات النظام والإشراف عليها، كما وصلت، الأحد الماضي، الفرقاطتان: الأميرال غريغوروفيتش والأميرال إيسن إلى شرق البحر المتوسط".
وتنقل عن لوموند عن صحيفة "إزفيستيا الروسية قولها الثلاثاء إن "هذه القوة الروسية تضم عشر سفن معظمها مسلحة بصواريخ كروز من طراز كاليبر بعيد المدى وذلك يندرج في إطار أكبر حشد للبحرية الروسية منذ تدخل موسكو في الصراع السوري".
وبينما اعتبرت الصحيفة هذا الحشد "رسالة رادعة للدول الغربية، تشير إلى أن موسكو في ذات كثفت في الآونة الأخيرة من اتصالاتها مع أنقرة بشأن مصير إدلب"، وتوضح بالقول: "يدرك القادة الروس أنه ليس من مصلحتهم الإساءة إلى تركيا التي لا يمكنهم الاستغناء عنها من أجل فرض تسوية سياسية للصراع، كما أن أنقرة تدرك أن النظام السوري لا يمكنه شن هجوم على إدلب من دون دعم جوي روسي".
سيناريو الهجوم
وعن السيناريو المرتقب للهجوم على إدلب، تنقل الصحيفة عن الباحث المتخصص في سوريا آرون لوند قوله: "من الصعب على النظام -حتى بدعم من الروس- الاستيلاء على إدلب خلال هجوم واحد".
ويرى لوند أن السيناريو الأكثر احتمالا هو "أن تكون هناك عملية محدودة، وهذا الخيار وإن كان ليس مثاليا للأتراك، إلا أنهم قد يضطرون إلى قبوله، حتى لو كانوا يفضلون الوضع الراهن"، حسب تعبيره.
إلا أن الصحيفة تشير إلى أن ذلك الهجوم المحدود "سيدفع عشرات الآلاف من المدنيين إلى الفرار من إدلب باتجاه الحدود التركية وهو سيناريو كارثي بالنسبة لأنقرة"، مضيفة أن إدلب قد هي "بمثابة ورقة مساومة بين القوى المؤثرة في الصراع السوري".
وتختم بالقول: "مصير إدلب لا علاقة له بقضية الجهاديين، بل بمعادلة جيواستراتيجية أوسع يجد فيها ثلاثة ملايين مدني أنفسهم محاصرين".
تلغراف: لماذا تحشد روسيا بوارجها في المتوسط؟
أتلانتك: كيف أصبح المتعهدون الأمنيون أداة لتحقيق سياسة بوتين؟
إندبندنت: ماذا سيفعل بوتين بإدلب وكيف يجب أن يرد الغرب؟