نشر موقع "آف.
بي. ري" الروسي تقريرا تحدث فيه عن فيلم "تيتانيك" الذي على الرغم
من عرضه للعديد من القضايا والمسائل الهامة، إلا أن المشاهد لم ينتبه سوى للقصة
الرومانسية التي جمعت بين روز وجاك.
وقال الموقع، في
تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الفيلم عرض العديد من الحقائق
التاريخية بشكل صحيح. في المقابل، توجد بعض الأخطاء السينمائية الفادحة التي شوهت
التاريخ. وعلى العموم، تعد تلك الليلة المأساوية من سنة 1912، مختلفة تماما عما
صوره الفيلم.
وأكد الموقع أنه خلال
سنة 1912، لم يكن هناك وجود للفوانيس، لكن الضباط في الفيلم استخدموا الفوانيس
للبحث عن قوارب النجاة بعد تحطم السفينة. وفي سياق متصل، وبالتحديد في مشهد تقييد
جاك في الأنبوب، كانت الأصفاد المستخدمة لتقييده حديثة ولا تتناسب مع زمن الأحداث
الحقيقية.
وأضاف الموقع أنه
عندما كان كل من جاك وروز يحاولان إيجاد المفاتيح في المياه، لفك الأصفاد كانت
المياه زرقاء وشفافة للغاية. في المقابل، في مثل تلك الظروف يصعب العثور على أي
شيء في المياه نظرا لأنها لن تكون بمثل هذه الشفافية. وفي سياق متصل، عند الهبوط
من السفينة باتجاه البحر، لم يكن هناك أي تمييز بين الركاب مثلما ظهر في الفيلم،
حيث مُنع ركاب الدرجة الثالثة من استخدام قوارب النجاة، ليستخدمها ركاب الدرجة
الأولى. وقد تم إنقاذ الناس بصفة عشوائية دون إعارة أية أهمية لطبقتهم الاجتماعية
على الرغم من أن القوارب لم تكن كافية للجميع.
وأشار الموقع إلى أن
شخصية الضابط ويليام مردوخ وهي شخصية حقيقية وليست من محض خيال الكاتب. ولكن، صور
الفيلم الضابط بصورة سيئة حيث قتل أحد الركاب أثناء محاولته الوصول إلى قارب نجاة
مكتظ ثم أطلق الرصاص على نفسه. في الواقع، كان هذا الضابط بطلا حقيقيا، ساعد على ملء
عشرات قوارب النجاة وإنقاذ الكثير من الركاب.
لاحظ بعض الناجين ليلة
غرق السفينة حصول إطلاق نار على سطح السفينة لكن لم يؤكد أي منهم أن مردوخ هو من
أطلق النار. وتجدر الإشارة إلى أن مخرج الفيلم أكد أنه يعلم أن شخصية الضابط ليست
وهمية، إلا أن الكاتب أراد خلق مشهد درامي مثير للإعجاب دون التفكير في تداعيات
ذلك على أقارب الضابط وأحفاده.
وأضاف الموقع أنه عند
خروج السفينة من الميناء، يظهر الفيلم أنها كانت محاطة بعدد من السفن الصغيرة. في
المقابل، لا يمكن أن تسير السفن الصغيرة إلى جانب سفينة ضخمة حيث من الممكن أن يشكل
ذلك خطرا على ركاب السفن الصغيرة. في هذا الصدد، صوّر الفيلم أن أغلب الوفيات من
ركاب السفينة حصلت بسبب التجمد في الماء البارد. ووفقا للمؤرخين، لم يكن الماء
المجمد هو السبب الوحيد للوفاة بل مات العديد من الركاب أثناء محاولتهم النزول من
سطح السفينة.
وأفاد الموقع أنه
نتيجة لشدة برودة الطقس فضلا عن الثياب الخفيفة التي كانت ترتديها روز في الفيلم
كان من المتوقع أن تموت من شدة البرد. لكن، اعتقد المخرج أن موت كل من جاك وروز
سيكون حزينا للغاية للمشاهد، لذلك قرر جعل المشهد دراميا أكثر من خلال موت جاك
وتضحيته من أجل إنقاذ حياة روز.
وأورد الموقع أنه على
الرغم من أن مارغريت بروان تعتبر أحد أهم الناجين من الغرق المحتوم أثناء تحطم
سفينة تيتانيك، إلا أنه لم يتم التطرق لهذه الشخصية في الفيلم. وفي أحد المشاهد،
كان جاك يدخن سيجارة على سطح السفينة عندما التقى بروز. للوهلة الأولى، قد يعتبر
هذا المشهد عاديا ليس فيه أي غرابة أو تحريف للتاريخ، لكن خلال سنة 1912 لم تنتشر
بعد السجائر التي دخنها جاك. أما في أحد المشاهد للممثلة كيت وينسلت، فقد استشهدت
بطلة الفيلم بنظرية لفرويد، إلا أن تلك النظرية لم تكن بعد معروفة آنذاك.
ونوّه الموقع بأنه لا
يمكن لأي مشاهد أن ينسى مشهد انشطار السفينة إلى نصفين. لكن، لم يثبت تاريخيا أن
نصف السفينة غرقت في الماء بتلك الطريقة وإنما تم اختراع ذاك المشهد حتى يصبح
الفيلم أكثر إثارة. وعلى العموم، من المؤكد أن غرق السفينة كان حادثا مأساويا، إلا
أن الفيلم صوره بطريقة درامية قوية.
وأضاف الموقع أنه في
الفيلم قيل أن السفينة غير قابلة للغرق. في الواقع، لم يدل أحد بمثل هذه
التصريحات، إلا أن المخرج أضاف هذه النقطة من أجل الحبكة الدرامية ومن أجل جعل
الفيلم أكثر إثارة. ومن المشاهد المثيرة للإعجاب في الفيلم، كان استمرار الفرقة
الموسيقية في العزف أثناء غرق السفينة، لكن الأغنية الأخيرة لم تكن حتما تحمل
عنوان "أنا أقرب إليك إلهي". في الحقيقة، لم يتمكن الركاب الناجين من
معرفة الأغنية الأخيرة التي سبقت غرق السفينة، فقد كان الجميع بكل تأكيد يفكر في
محاولة النجاة ولم يكن هناك وقت للاستماع للموسيقى أو حتى الانتباه لها.
وأفاد الموقع إلى أنه
في واحد من أجمل مشاهد الفيلم تناول جاك العشاء مع روز، لكن يعتبر ذلك في الحقيقة
مستحيلا، إذ لا يستطيع راكب من الدرجة الثالثة الوصول إلى الدرجة الأولى. في سياق
آخر، قضى كل من جاك وروز الكثير من الوقت على متن السفينة أثناء محاولتهما النزول
منها. في المقابل، لم يستغرق الأمر سوى 15 دقيقة ليموت عدد لا بأس به من ركاب
السفينة بسبب تجمد المياه. علاوة على ذلك، كتب على إحدى اللوحات التي كانت بحوزة
روز "نيسان/ أبريل 1914"، بينما دارت أحداث الفيلم سنة 1912.
وبيّن الموقع أن
المشهد الذي جمع بين البطلين على السفينة كان من أجمل المشاهد وأكثرهم شهرة وتميزا
في الفيلم، لكن ما كان ليحصل ذلك في الحقيقة نظرا لأن الطقس كان شديد البرودة
بالتالي لم يكونا ليتمكنا من الوقوف بسهولة على قوس السفينة. أما بالنسبة لبروس
إيسماي، فلم يرتد ملابس امرأة ليتمكن من الحصول على مكان في قارب نجاة مثلما ظهر
في الفيلم، خاصة وأنه لم يكن هناك وقت ليغير ملابسه.
فشل ذريع لفيلم جديد لكيفن سبايسي بسبب "التحرش"
إدريس إلبا قد يكون "جيمس بوند" القادم