كشف الكاتب الإسرائيلي في موقع ميدا بنيامين ليشكار عن "معطيات مفاجئة تخص الهجرات اليهودية إلى إسرائيل في السنوات الأخيرة، تؤكد أن 53% فقط المهاجرين هم من اليهود.
وقال الكاتب إنه بدلا من أن تشكل هذه الهجرات مؤشرا إيجابيا لتقوية الأغلبية اليهودية في إسرائيل، فقد باتت سلاحا مضادا لها، وأصبحت تهددها بدل أن تؤمنها".
وأضاف في تقرير تحليلي ترجمته "عربي21" أن "الجهاز المركزي للإحصاء الإسرائيلي للسنة اليهودية الجديدة كشف أن معدل اليهود في الإسرائيليين تراجع السنة الأخيرة من 74.6% إلى 74.4%، مع أن تراجع أعداد اليهود لا يرتبط بتنامي السكان العرب، وإنما من زيادة "الآخرين" من سكان إسرائيل، من غير اليهود أو العرب، الذين زادوا من 4.5% إلى 4.7%، ويشكلون اليوم ما عدده 418 ألف نسمة، وهي معطيات مفاجئة".
وأوضح أن "40% من المهاجرين الجدد إلى إسرائيل عام 2017 بلغوا 30 ألفا، منهم12 ألفا ليسوا يهودا، معظمهم ليس لهم ديانة، وأقلية منهم مسيحيين أو مسلمين، لكنهم لا يظهرون ديانتهم أمام السلطات المختصة".
ونقل عن "البروفيسور زئيف حنين الخبير السكاني الأول بوزارة الهجرة الإسرائيلية أن غالبية المهاجرين إلى إسرائيل من غير اليهود يأتون من دول الاتحاد السوفيتي السابق، بنسبة 60%، مع أن هناك فرقا بين عديمي الديانة أو الآخرين، من غير اليهود أو العرب أو الشركس وسواهم، مع أن بعضهم يميل للديانة المسيحية أو الإسلامية، لكنهم شكلوا في 2018 قرابة 418 ألفا، في حين أن عديمي الديانة بلغوا "فقط" 360 ألفا".
وأوضح أن "الجهاز المركزي للإحصاء الإسرائيلي يقوم بعد وإحصاء فقط المواطنين دائمي الإقامة في إسرائيل، بحيث أن المتسللين الأفارقة أو العمال الأجانب لا يدخلون ضمن هذا الإحصاء، ولذلك ليسوا هم السبب في زيادة السكان "الآخرين"، مما يعني أن النسبة الحقيقية لليهود في أوساط سكان إسرائيل باتت تقل، وتصل إلى 72%".
وأشار أن "المقصود باليهودي حسب القانون الإسرائيلي من يتم إقرار يهوديته عبر الكنيست والمحكمة العليا، وليس الحاخامية الرئيسية في الدولة، ففي بعض الحالات ترفض المؤسسة الحاخامية الاعتراف ببعض السكان كيهود، رغم أن مؤسسات الدولة "المدنية" الأخرى تعترف بهم، لكننا اليوم أمام حالات جديدة، وهم من أبناء أو أحفاد لأناس لا يصنفون أنفسهم على أنهم يهودا، أو غير معنيين بأن يكونوا جزءا من الشعب اليهودي".
اقرأ أيضا: انخفاض معدلات هجرة اليهود من غرب أوروبا وازدهارها شرقا
وأشار أن "معدلات الهجرة غير اليهودية تشير أن "الآخرين" يحصلون على الجنسية الإسرائيلية بزواجهم بيهوديات، أو العكس، فيما نسبة من حصلوا على الجنسية الإسرائيلية من المسلمين بين 2009-2017 بلغ 9300 نسمة، وهناك 1100 مهاجرين مسلمين إلى إسرائيل، مع أن هناك إسرائيليين يهودا ومسيحيين أو عديمي الديانة يتزوجون مع مواطنين أجانب، ويأتون بهم لإسرائيل بعدد يقترب من 13 ألف نسمة في تلك الفترة".
وختم بالقول أن "الفترة 2009-2017 شهدت تراجع الهجرة اليهودية بمعدل 48 ألفا، أقل من السنوات الماضية، كما أن عدد المهاجرين إلى إسرائيل ممن حصلوا على جنسيتها بلغ 211 ألفا، منهم 112 ألفا فقط هم يهودا بنسبة 53%، وهكذا تحولت الهجرات اليهودية من أداة للمحفظة على الأغلبية اليهودية في الدولة إلى سلاح يهددها، مما يطرح السؤال عن سبب قبول إسرائيل بهجرات فئات سكانية إليها من غير اليهود".