أدى الآلاف من مسلمي بريطانيا صلاة الغائب على روح الصحافي السعودي المعروف جمال خاشقجي الذي قتله فريق متخصص في قنصلية بلاده بمدينة اسطنبول التركية يوم الثاني من الشهر الماضي، فيما خصصت العديد من مساجد بريطانيا خطبة اليوم الجمعة لقضية اغتيال خاشقجي التي يتصاعد الغضب إزاءها.
واستجابت عشرات المساجد في بريطانيا للدعوة التي اطلقتها الرابطة الاسلامية في بريطانيا من أجل أداء صلاة الغائب عن روح خاشقجي بعد صلاة الجمعة، وذلك بعد يوم واحد من اعتراف السلطات السعودية بأن جثة خاشقجي تم تقطيعها داخل القنصلية السعودية في اسطنبول بعد أن نفذ القتلة جريمتهم بقتل خاشقجي.
وجاءت الصلاة في بريطانيا بالتزامن مع صلاة الغائب التي أقيمت في المسجد الحرام بمكة المكرمة، والمسجد النبوي في المدينة المنورة، كما تأتي بالتزامن مع إعلان عائلة خاشقجي فتح الباب للعزاء بوفاته اعتباراً من اليوم الجمعة وحتى يوم الأحد، بحسب التعاليم الاسلامية الثابتة.
وحضرت "عربي21" صلاة الغائب على روح خاشقجي في مسجد "فينزبيري بارك" شمال لندن، وهو أحد أكبر مساجد الجالية المسلمة في بريطانيا، ويتكون من ثلاثة طوابق، حيث أدى المئات من المسلمين الصلاة بعد أن استمعوا لخطبة الجمعة باللغتين العربية والانجليزية والتي خصصتها إدارة المسجد للحديث عن جريمة اغتيال خاشقجي.
ودعا خطيب الجمعة في "فينزبيري بارك" مرارا للشهيد خاشقجي كما ابتهل الى الله أن ينتقم من الظالمين الذين استهدفوه بالقتل والتقطيع، مستعرضا الكبائر والمحرمات التي ارتكبها القتلة ومن وراءهم باغتيال خاشقجي.
كما لفت خطيب المسجد في حديثه للمصلين الى أن "جريمة الكذب عندما تأتي من الحاكم أو الملك إنما تكون أكبر بكثير من أن يرتكبها عوام الناس"، في اشارة الى الأكاذيب التي نشرتها الحكومة السعودية طوال الأسابيع الماضية ثم تبين أنها غير صحيحة.
الى ذلك، قال رئيس مجلس أمناء مسجد "فينسبري بارك" محمد كزبر إن آلاف المسلمين في كل أنحاء بريطانيا تجاوبوا مع الدعوة التي أطلقتها الرابطة وأدوا صلاة الغائب على الراحل جمال خاشقجي الذي كانت بريطانيا آخر بلد يزورها قبل اغتياله في القنصلية السعودية في اسطنبول.
وأكد كزبر في مقابلة خاصة مع "عربي21" أن الجالية المسلمة في بريطانيا تعيش حالة صدمة منذ تواترت الأنباء عن اغتيال خاشقجي والطريقة التي تم بها قتله، وتطالب بمعرفة المزيد من التفاصيل عن الجريمة، إضافة الى معاقبة المجرم الحقيقي الذي أمر بالاغتيال ودبر الجريمة.