سيطر الحديث على الوضع الأمني في غزة، والمواجهة الأخيرة مع حماس، على مجريات المؤتمر السنوي لصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية باللغة الإنجليزية، الذي شهد حضورا مكثفا لوزراء إسرائيليين أدلوا بتصريحات لافتة حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ومستقبل التصعيد العسكري في قطاع غزة.
صحيفة معاريف ذكرت أن المؤتمر "حضره 500 من السفراء والقناصل وأعضاء السلك الدبلوماسي في إسرائيل، وممثلين لأكثر من 100 دولة وصلوا للمشاركة في القمة الدبلوماسية السابعة لصحيفة جيروزاليم بوست في القدس المحتلة، وقد تحدث عدد من الوزراء وأعضاء الكنيست الإسرائيليين في القمة".
وأضافت في تقريرها المطول الذي ترجمته "عربي21" أن من بين المتحدثين "وزيرة القضاء أيليت شاكيد، ووزير الأمن الداخلي غلعاد أردان، ووزير الاستخبارات يسرائيل كاتس، ووزير الطاقة يوفال شتاينيتس، ووزير الإسكان يوآف غالانت، وزعيمة المعارضة تسيبي ليفني، ووزير الحرب المستقيل أفيغدور ليبرمان، وعضوا الكنيست ستيو شافير، وتمار زيندبيرغ زعيمة حزب ميرتس اليساري المعارض".
غالانت، عضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، قال إنه "حتى يكون واضحا فإن نهاية عمر يحيى السنوار باتت قريبة، لأنه لن ينهي حياته في دور العجزة، وإذا أرادوا حربا في غزة فسنهزمهم، وإن أرادوا الحديث سنتحدث معهم، سيكون هناك عملية عسكرية أخرى في غزة، لكننا نحن من سيقول متى وكيف، ولن نمنح حماس فرصة أن تدير تلك المعركة".
وأضاف غالانت، القائد الأسبق للمنطقة الجنوبية في الجيش، وقاد حرب غزة الأولى 2008، إنه "في حال توفرت الأسباب لتلك الحرب، وبالعادة حماس توفر الأسباب، فإننا سنخوض عملية عسكرية كبيرة، وننتصر فيها، باعتقادي هذا لن يكون في صالح إسرائيل، لكن إن اضطررنا لها فسنقوم بها، أعرف غزة جيدا منذ أن كنت جنديا صغيرا حتى أصبحت جنرالا، ليس هناك مقارنة بين قوة حماس وإسرائيل، الحرب ستكون خيارنا الأخير".
أردان، أحد رموز حزب الليكود قال إننا "قريبون جدا من أي وقت مضى من السيطرة على قطاع غزة، لأن الانتقال من مرحلة الدفاع إلى الهجوم ضد حماس يعني تنفيذ اغتيالات موجهة ضد زعمائها وقادة جناحها العسكري، ما يتطلب أن نكون في جاهزية كاملة للسيطرة على القطاع، والتمسك به، حتى نقوم بتفكيك كل البنى المسلحة فيه".
وأضاف أردان، وهو وزير الشؤون الإستراتيجية أيضا، ومن المقربين جدا لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أننا "اليوم قريبون جدا من هذه المواجهة منذ أن نفذت إسرائيل خطة الانفصال أحادي الجانب التدميرية في 2005، وقد نضطر لإعادة احتلال بعض أجزاء قطاع غزة، أو بكامله".
القناة الإسرائيلية العاشرة نقلت في تصريحات ترجمتها "عربي21" أن الوزير كاتس قال "إننا قريبون من حرب لم يعد لنا فيها خيار في غزة، يجب علينا الضرب بصورة قاسية حتى نستأصل المجموعات المسلحة هناك، ليس من حل سياسي للوضع في غزة، وليس من فرصة لنجاح ترتيبات مستقرة فيها، على إسرائيل أن تضرب حماس بقوة، حتى تعيد الردع الذي تراجع مع الحركة".
الوزيرة شاكيد قالت إن "الوضع الأمني في غزة غير مرشح للاستمرار بهذه الصيغة القائمة حاليا، لأن وقف إطلاق النار مع حماس قد يستمر عدة أشهر، وبعدها ستنشب أزمة جديدة، وإن لم يكن أمامنا من خيار فإن لدينا القدرة على استخدام القوة ضد حماس".
ليفني خاطبت وزراء الكابينت قائلة "إن أردتم إطلاق النار على حماس، هيا أطلقوها ولا تتكلموا، تصريحات كهذه تضر بالردع الإسرائيلي، وإعادة احتلال غزة لن تخدم المصلحة الإسرائيلية".
صحيفة يديعوت أحرونوت نقلت عن قائد فرقة غزة الجنرال إليعازر توليدانو قوله إنه "لا يستطيع أن يضمن استمرار الهدوء في غلاف غزة، رغم أن توفير الحماية لمستوطني غلاف غزة هي الأولوية المفضلة لدى الجيش، في ظل أن غزة مكان غير مستقر، وعلى سكان الغلاف إبداء قدر أكبر من الصبر، لأنني لا أستطيع إعطاءكم وعدا بالهدوء، نعمل كل ما بوسعنا حتى لا يتحدانا العدو خلف حدود غزة".
وأضاف خلال محاضرة في غلاف غزة ترجمتها "عربي21" أن "القوة الإسرائيلية الخاصة في خانيونس قبل أيام كانت تقوم بمهمة حيوية جدا لأمن إسرائيل، وعملت تحت مخاطرة كبيرة".
صحيفة هآرتس نقلت عن نتنياهو قوله، في تصريح ترجمته "عربي21"، إن "إسرائيل ما زالت تعيش في ذروة مرحلة أمنية معقدة جدا، وداخل معركة لم تنته بعد، وجزء كبير من الانتقادات الشعبية الإسرائيلية تعود إلى أسباب لا يعرفها الرأي العام الإسرائيلي، ولا نستطيع عرضها أمام الجميع، لكنها ماثلة أمام رئيس الأركان وجنرالات الجيش ورؤساء الشاباك ورئيس الموساد وأنا".
أمريكا تستنكر "بأشد العبارات" الهجمات الصاروخية على إسرائيل
3 شهداء وإصابات في تجدد العدوان على غزة.. والمقاومة ترد
الأمم المتحدة تحث على أقصى درجات ضبط النفس في غزة