قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية الأربعاء، إن "علاقات التطبيع الكاملة ستؤدي إلى تعميق وتعزيز وترسيخ علاقات السلام الحقيقية والمستقرة".
وأوضحت الصحيفة في مقال أعده رئيس المعهد الإسرائيلي
للسياسات الاستراتيجية الجنرال عاموس جلعاد، أنه "طالما لا توجد على الأقل
مسيرة سياسية مع السلطة الفلسطينية التي تتمسك بطريق السلام وتبقي على تعاون أمني
عظيم القيمة مع إسرائيل؛ فإن علاقة التطبيع ستصطدم بالسقف الزجاجي
الفلسطيني"، وفق وصفها.
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أنه "مؤخرا تشغل بال
المؤسسة السياسة الأمنية في إسرائيل مسألتان مركزيتان؛ الأولى هل التقارب مع الدول
العربية السنية، والذي يستند إلى تماثل متعمق للمصالح، يؤدي إلى تطبيع بين الطرفين
على نحو منقطع عن النزاع الإسرائيلي الفلسطيني؟".
وتابعت: "المسألة الثانية، هل يمكن ربط الدول
العربية للضغط من الخارج على السلطة الفلسطينية كي تلطف حدة مواقفها وتقبل عناصر
صفقة القرن، التي بلورتها إدارة الرئيس الأمريكية دونالد ترامب؟"، مشيرة إلى
أن "الخوف من تطلعات الهيمنة الإيرانية والحاجة إلى مكافحة الإرهاب والإسلام
المتطرف، تعد دوافع عظيمة لعملية التقارب بين إسرائيل والأنظمة العربية المؤيدة
لأمريكا".
وبينت أن "الانشغال في هذه التحديات العاجلة،
دفع جانبا التزام الدول العربية التقليدي بوضع الموضوع الفلسطيني في مركز جدول
الأعمال الإقليمي"، منوهة إلى أنه "من خلف الكواليس، عمقت الأنظمة
العربية السنية التعاون مع إسرائيل بشكل غير مسبوق".
اقرأ أيضا: يديعوت: لهذا تتردد الرياض في التعامل مع إسرائيل فوق الطاولة
ولفتت إلى أن "الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
استضاف نتنياهو في زيارة سرية إلى مصر في شهر أيار/ مايو من العام الجاري"،
مؤكدة أن "الدول العربية مهتمة بالاستفادة من التكنولوجية الإسرائيلية، بما في ذلك في المجالات الأمنية".
ورأت الصحيفة أن "العلاقة المتحسنة مع الدول
العربية تعكس تغييرا في مكانة إسرائيل كحليفة في المنطقة، وتثير قلقا عميقا في
السلطة الفلسطينية، التي تخشى من تآكل مكانتها كمن تمسك بمفتاح التطبيع".
وشددت على أن "أساس التعاون مع الأنظمة العربية
يجري من تحت الطاولة، ومن شريحة ضيقة للغاية من المستويات الرسمية العليا"،
مستدركة بقولها: "العلاقات الشعبية نادرة، لأن الشارع وطبقة المثقفين العرب،
ولا سيما في دولتي السلام مصر والأردن، معاديان لإسرائيل".
وأشارت إلى أنه "على المستوى الرسمي، فإن عمق
العلاقات بين الطرفين متدن اليوم عن مستواه في ذروة سنوات المفاوضات مع الفلسطينيين"،
موضحة أنه "عملت مكاتب مصالح وتجارة في عدة دول في الخليج آنذاك، وحل مسؤولون
إسرائيليون ضيوفا في وضح النهار في القاهرة والتقوا علنا مع الرئيس المصري السابق
حسني مبارك".
واعتبرت أن "الوحيد الذي اتخذ صورة من يبدي
الاستعداد للخروج عن الصف العربي والضغط على أبو مازن، كان ولي العهد السعودي محمد
بن سلمان"، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن "ابن سلمان تراجع ليسير على الخط
مع الموقف التقليدي لباقي الدول العربية".
وذكرت "يديعوت" أنه "يبدو أن زعماء
العرب لم يكونوا مستعدين للتطبيع مع
إسرائيل في غياب مسيرة مع الفلسطينيين، خوفا من رد الرأي العام الذي قد يؤثر على
استقرار حكمهم"، منوهة إلى أن "الخوف العميق من الشارع العربي، عاد
ليتجسد في تجند كل الدول العربية لمنع قرار في الأمم المتحدة حتى ضد حماس".
يديعوت: لهذا تتردد الرياض في التعامل مع إسرائيل فوق الطاولة
صحيفة إسرائيلية تعلق على إدانة السعودية لصواريخ حماس
كيف يرى مستشرقون إسرائيليون مستقبل العلاقات مع العرب؟