خفف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين من وطأة تصريحاته حول خططه لسحب القوات الأميركية من سوريا فورا، متحدثا عن خطة للقيام بانسحاب "بطيء"، ومعتبرا في الوقت نفسه أن إنجازاته في النزاع السوري تجعل منه "بطلا قوميا".
جاء ذلك في تغريدات غداة تصريح لسناتور جمهوري قال فيه إن ترامب وعد بالبقاء في سوريا لإنهاء مهمة القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية.
وكان ترامب فاجأ حلفاءه ودفع وزير دفاعه جيم ماتيس إلى الاستقالة، بعدما أعلن فجأة أن تنظيم الدولة قد هُزم وأن القوات الأميركية في سوريا مستعدة للعودة لبلادها.
ولكن في تغريدة في وقت سابق الاثنين بدا ترامب كأنه يشير إلى جدول زمني أكثر حذرا لسحب القوات الأميركية التي تدعم قوات محلية في سوريا.
وقال "نحن نعيد جنودنا ببطء إلى بلادهم ليكونوا مع عائلاتهم، وفي الوقت نفسه نحارب فلول داعش".
وفي تناقض مع تصريحاته السابقة بتحقيق الانتصار الحاسم على التنظيم المتطرف، قال ترامب أن "داعش بات شبه منته".
ولكنه أعرب عن احباطه من الانتقادات الموجهة إليه بسبب استراتيجيته في سوريا، وانتقد معارضيه والإعلام وقال إنه يجب الاعتراف بإنجازاته.
وكتب في تغريدة "لو فعل أي شخص غير دونالد ترامب ما فعلته في سوريا التي كانت في حالة فوضى فاقمها داعش عندما أصبحت رئيسا، لكان بطلا قوميا".
وأضاف "النتائج أفضل بكثير مما قلت أنها ستكون عليه. لقد خضت الحملة الانتخابية وفق أجندة معارضة للحروب التي لا تنتهي، هل تذكرون".
كما أعرب ترامب عن رغبته في سحب نحو نصف القوات الأميركية من أفغانستان والبالغ عددها 14 ألف جندي يقاتلون مسلحي طالبان، إلا أنه لم يعلن رسميا هذه الخطوة.
وينتشر نحو ألفي جندي أميركي في سوريا لمساعدة قوات سوريا الديموقراطية المؤلفة من مقاتلين أكراد وعرب، في قتال التنظيم المتطرف الذي سيطر على مناطق شاسعة من سوريا والعراق قبل أن يطرد منها خلال السنتين الماضيتين. ولا يزال موجودا في مناطق جبلية حدودية في البلدين الجارين.
وشن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أولى غارته ضد تنظيم الدولة الإسلامية في أيلول/سبتمبر 2014، قبل أكثر من عامين من فوز ترامب في انتخابات الرئاسة. وسيطرت القوات المدعومة من الولايات المتحدة على مدينة الرقة السورية التي كانت عاصمة "الخلافة" للجهاديين في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2017.
دور القيادة التقليدي
ومن الأسباب التي ساهمت في فوز ترامب المفاجئ في انتخابات الرئاسة في 2016 هو وعده بإخراج الولايات المتحدة من الحروب في الشرق الأوسط والتي بدأت بعد هجمات 11 أيلول/ سبتمبر على الولايات المتحدة.
وخلال زيارة خاطفة للقوات الأميركية المتمركزة في العراق الأسبوع الماضي، قال ترامب إن الولايات المتحدة لن تكون "شرطي العالم" بعد الآن.
وأضاف "نحن في دول لم يسمع بها معظم الناس مطلقاً" في إشارة إلى انتشار القوات الأميركة القتالية في دول بينها أفغانستان والعراق وسوريا.
وتابع "لا نريد أن تستغلنا بعد الآن أي دول تستغلنا وتستغل جيشنا العظيم لحمايتها".
ويلقى هذا الرأي إقبالا لدى العديد من الأميركيين، إلا أن المنتقدين ومن بينهم عدد من أقرب حلفاء واشنطن يؤكدون أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تتخلى عن دورها القيادي التقليدي.
والأحد اجتمع السناتور ليندسي غراهام، وهو واحد من أهم حلفاء ترامب، مع الرئيس الأميركي لدعوته إلى إعادة التفكير في الانسحاب من سوريا.
وأكد غراهام وعد الرئيس بالبقاء في سوريا حتى القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية.
وأوضح للصحافيين أمام البيت الأبيض بعد ما التقى ترامب ساعتين حول غداء عمل على قوله، أن "الرئيس يُدرك أنّنا في حاجة إلى إتمام المهمّة".
وأضاف "أبلغني أمورا لم أكن أعرفها وجعلني ذلك أشعر بارتياح أكبر بشأن مسارنا في سوريا".
وقال "أعتقد أن الرئيس مصمم على ضمان أن يكون تنظيم الدولة الإسلامية هُزم بالكامل عند انسحابنا من سوريا، ونحن على مسافة قريبة من الهدف".
وغراهام عضو في لجنة القوات المسلحة، وكثيرا ما تفقد القوات الأميركية في مناطق نزاع. وكان في السابق من منتقدي ترامب، لكنه أصبح الآن من المدافعين عنه ومن أقرب المقربين له على ما يبدو.
كما حذر الجنرال الأميركي المتقاعد ستانلي ماكريستال، القائد السابق للقوات الأميركية والدولية في أفغانستان، الأحد من أن الانسحاب الأميركي سيؤدي على الأرجح إلى "زعزعة الاستقرار بشكل أكبر" في المنطقة.
وكتب ترامب على تويتر الاثنين "لقد خضت حملتي الانتخابية على وعد الخروج من سوريا وغيرها من المناطق. والآن عندما بدأت أخرج، أخذت وسائل الاعلام الكاذب أو بعض الجنرالات الفاشلون الذين لم يتمكنوا من إنجاز العمل قبل وصولي، في الشكوى مني ومن تكتيكاتي الناجحة".
الجيش العراقي: إف16 تابعة لنا قصفت تجمعا لداعش بسوريا
العراق يلمح لدور أكبر في سوريا بعد انسحاب القوات الأمريكية
تداعيات محتملة على العراق بعد انسحاب أمريكا من سوريا