قالت مصادر مطلعة لـ"عربي21" إن تعليمات عليا وصلت لموظفي السلطة الفلسطينية العاملين في معبري كرم أبو سالم وبيت حانون "إيرز" جنوب وشمال قطاع غزة، للانسحاب من أماكن عملهم في المعبرين.
وقالت المصادر إن موظفي جهازي الأمن الوقائي والمخابرات العامة في معبر إيرز شمال القطاع أحرقوا أوراق ووثائق قبل أن يغادورا المعبر.
وعلمت "عربي21" أن السلطة الفلسطينية أبلغت الجانب المصري بانسحابها من كافة المعابر في قطاع غزة بما فيها معبر رفح، فيما جرى انتشار لعناصر أمنية تابعة للحكومة في غزة في محيط تلك المعابر بهدف تأمينها.
اقرأ أيضا: السلطة تسحب موظفيها من معبر رفح.. وحماس تعلّق
وكانت الهيئة العامة للمعابر التابعة للحكومة برام الله أعلنت الاثنين سحب جميع موظفيها في معبر رفح البري جنوب قطاع غزة، معللة ذلك بتعرض موظفيها في غزة لملاحقة من عناصر أمنية في قطاع غزة.
حماس تعلق
واستهجنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قيام السلطة الفلسطينية بسحب جميع موظفيها العاملين من كافة معابر قطاع غزة.
وأوضحت الحركة على لسان المتحدث الرسمي باسمها فوزي برهوم، أنه تم إبلاغ الحركة "بسحب السلطة طواقمها من كافة معابر القطاع".
واعتبر في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "هذه الخطوة تأتي في إطار مسلسل إجراءات عباس العقابية بحق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، من أجل مضاعفة معاناتهم والانتقام منهم لالتفافهم حول برنامج المقاومة الفلسطينية، ومحاولة من السلطة ثني شعبنا عن انتزاع حقوقه".
وأضاف: "كما تؤكد هذه الخطوة، سعي عباس بشكل واضح لفصل غزة عن الوطن عبر خطوات متدرجة تنسجم بشكل جلي مع كل بنود صفقة القرن التي كشف عن العديد من بنودها الخطيرة".
وشدد برهوم، على أن قرار السلطة سحب طواقم عملها من معابر غزة، "تؤكد أن أبو مازن لا يليق أن يكون رئيسا للشعب الفلسطيني، وغير مؤتمن على حقوق شعبنا، وأصبح يشكل عاملا رئيسيا في تدهور الحالة الوطنية الفلسطينية، والمتسبب الأكبر في انحدار وضع القضية الفلسطينية، وضياع الحقوق الوطنية، عبر سياساته الدكتاتورية ونظامه الشمولي".
ونبه إلى أن هذا الوضع "يتطلب عمل وطني مشترك مع كافة مكونات شعبنا ونخبه ومؤسساته الوطنية وكذلك الفصائل، لوضع خطة إنقاذ للحالة الفلسطينية تحافظ على الإرث النضالي ومكتسبات شعبنا، وتواجه نهج عباس الدكتاتوري الخطير وتضع حدا له، وتعزز أيضا صمود شعبنا في مواجهة الحصار والاحتلال".
وأكد المتحدث باسم "حماس"، أن "هذه الخطوات هي ضرب للجهود المصرية والأممية والقطرية لأنهاء حصار القطاع، ومحاولة لقطع الطريق على أي جهد مستقبلي دولي روسي لإنهاء الحصار وترتيب الحالة الفلسطينية".
وتابع: "كما تعكس هذه الخطوة، مدى التفكير الخطير لعباس وفريقه في تصفية الخصوم السياسيين، وتدمير الحالة الفلسطيني حفاظا على مصالحهم الخاصة".
وحول ضمان استمرار عمل معابر قطاع غزة، أكد برهوم، أن "حماس ستحرص على توفير كافة مستلزمات القطاع، والقيام بواجبها الوطني والأخلاقي تجاه شعبنا في القطاع، وستبقى حماس على عهدها ما شعبنا ومع المقاومة ولن تتخلي عن شعبنا وستستمر في خدمتهم بما يضمن استمرار عمل وإدارة معابر القطاع، بالشكل الرسمي والوطني".
ولفت إلى أن "الدوائر الحكومية في القطاع، ستقوم بواجبها الوطني والمهني ولن تترك المعابر دون ضمان استمرار عملها، ولن يحدث أي فراغ إداري في القطاع، كما يسعى لذلك عباس"، مؤكدا أن "عباس بهذه الخطوة، تخلي رسميا عن شعبه وأهله في القطاع، ونحن سنقوم بواجبنا على أكمل وجه".
وذكر أن "حماس ستتواصل مع كافة الأطراف لوضعها في صورة خطورة نهج عباس وفريقه تجاه قطاع غزة وحركة حماس".
يشار إلى أن تسليم المعابر في قطاع غزة، للسلطة الفلسطينية جاء بعد اتفاق المصالحة الذي أبرم في تشرين الأول/ أكتوبر 2017 بين حركتي حماس وفتح برعاية مصرية.
السلطة تسحب موظفيها من معبر رفح.. وحماس تعلّق
حماس: المصالحة في عهد محمود عباس "غير ممكنة"
مخاوف "إسرائيلية" من "تسونامي" يضرب الضفة الغربية