كشف عضو البرلمان المصري السابق عبد الموجود الدرديري الخميس، عن كواليس لقاء السيسي مع محطة "سي بي إس" الأمريكية.
وقال الدرديري الذي حل ضيفا أيضا في برنامج "60
دقيقة" في حوار خاص مع صحيفة "الشرق" القطرية، إنه "تلقى
اتصالا هاتفيا من فريق وإعداد وإنتاج البرنامج الذي يذاع، حيث أبلغني الفريق بأنهم
بصدد إعداد حلقة عن الوضع المصري وضيفها هو السيسي، وطلبوا مني الرد على كلامه،
فوافقت بشرط، ألا تتم المقابلة باعتباره رئيسا لي، لأنني لا أعترف به رئيسا، لأنه
قائد لانقلاب عسكري".
وتابع الدرديري: "يبدو أن هذا الأمر أعجب فريق
البرنامج، ما جعلهم يطلبون مني جميع تفاصيل وأسرار الجرائم التي ارتكبها السيسي في
حق الشعب المصري، وكأنهم لا يعرفون شيئا عما يجري في مصر"، مشيرا إلى أنه
"عندما سأله المذيع لماذا ترفض تسمية السيسي بالرئيس؟ قلت له: لأنه خان رئيسه
المنتخب، واختطف الديمقراطية التي كانت أملا كبيرا للشعب المصري، بل أملا للشعوب
العربية ولكل المضطهدين في العالم".
وأوضح العضو السابق في البرلمان المصري، أنه أكد
لفريق البرنامج أنه سيتحدث معهم بصفته عضوا سابقا في البرلمان المصري المنتخب،
وبصفته الحزبية في حزب الحرية والعدالة، وليس كمتحدث باسم جماعة الإخوان، لأن
القضية أكبر من جماعة الإخوان.
وشدد على أن "القضية الأساسية الآن هي اختطاف الديمقراطية،
وبالتالي فإنها تخص جميع فئات الشعب المصري"، مضيفا: "كنا نتواصل بصفة أسبوعية
لكي أطلعهم على جميع تفاصيل الأوضاع المصرية بعد الانقلاب العسكري".
اقرأ أيضا: "سي بي إس" الأمريكية تعترف: مذيع حوار السيسي أخطأ
وبيّن الدرديري، أن أكثر ما لفت فريق البرنامج هو أن
أكبر عدد برلمانيين معتقلين في العالم موجود داخل السجون المصرية، كما أن الفريق
اندهش عندما علم أن نسبة المعتقلين تتجاوز "60 ألفا"، وأيضا استوقفهم
كثيرا ما جرى في مجزرة رابعة، باعتبارها إحدى النقاط المهمة التي تعرضوا لها في
حوارهم مع السيسي.
وأكد الدرديري أن الشارع الأمريكي صدق مذيع البرنامج
سكوت بيلي ولم يصدق قائد الانقلاب، خاصة أن المذيع استشهد بتقارير منظمة
"هيومن رايتس ووتش"، التي تحظى بمصداقية لدى الرأي العام الأمريكي.
وأورد الدرديري، أن مذيع البرنامج سأله، لماذا يطلق
السيسي على جماعة الإخوان "الإرهابية"؟ فرددت، لأنه هو من يمارس
الإرهاب، وإرهاب الأنظمة أشد من إرهاب الأشخاص!
وتابع الدرديري: "كما أبلغت المذيع إن وصف
السيسي للإخوان بالجماعة الإرهابية إهانة للشعب المصري، الذي انتخبهم في 5
استحقاقات سابقة أوصلتهم لحكم البلاد بطريقة رسمية وشرعية، بل إن الجماعة كانت
تفوز دائما بجميع الانتخابات التي تجرى في النقابات العمالية والمهنية وفي
الجامعات، وبالتالي كيف للشعب المصري أن يقبل حكم جماعة إرهابية؟".
وعن أبعاد اللقاء، رأى الدرديري أن البرنامج أتاح
لمعارضي النظام المصري أن يكشفوا للشعب الأمريكي حقيقة ما يجري في مصر منذ
الانقلاب العسكري في الثالث من يوليو 2013، نظرا لأن البرنامج يشاهده أكثر من 30
مليون شخص في العالم، وهذا في حد ذاته ما أثار ردود أفعال واسعة لدى الرأي العام
الأمريكي والعربي والعالمي، وأصبحت حلقة البرنامج وثيقة يمكن لأي جهة أن تستند
إليها في مقاضاة السيسي.
اقرأ أيضا: هكذا سخر مصريون من كواليس لقاء السيسي مع CBS (ِشاهد)
ولفت إلى أن الحلقة طرحت تساؤلا مهما لدى الشارع
الأمريكي مفاده: لماذا ندعم السيسي ونقدم له كل هذه الأموال" مليار دولار
سنويا" من جيوب دافعي الضرائب الأمريكيين؟
وأشار إلى أن البرنامج حصل على تفاعل الكثير من
المحامين والحقوقيين الذين أبدوا استعدادهم لمقاضاة قائد الانقلاب، مستندين لما
قاله بلسانه في المحطة، معتبرا أن المقابلة تعد انتصارا كبيرا لقضية الشعب المصري.
ونوه الدرديري الذي يرأس أيضا رئيس مركز الحوار
بواشنطن، إلى أن أكثر ما أزعج السيسي ونظامه هو طعن برلماني مصري في شرعيته
واتهامه بخيانة رئيسه على الملأ، وبأنه لا يمثل الإرادة الحرة للشعب المصري، وربما
يكون هذا هو السبب الأساسي في طلب النظام المصري عدم إذاعة اللقاء.
وأكد أن النظام عندما فشل في منع إذاعة الحلقة، طلب
من أذرعه الإعلامية أيضا عدم إذاعتها أو التعليق عليها، وهو ما جاء بنتائج عكسية،
حيث أدى هذا المنع إلى الانتشار الواسع لها.
ورأى الدرديري، أن المقابلة أتاحت للوزيرين المصريين
السابقين، الدكتور عمرو دراج، ويحيى حامد، فرصة كتابة مقالات في الجرائد الأمريكية
لتوضيح الصورة للرأي العام الأمريكي، منوها إلى أن فريق البرنامج أبلغنا في ختام
الحلقة بأنهم صدقوا كل ما ذكرناه، لأننا أكثر مصداقية من السيسي.
وكانت شبكة سي بي إس الأمريكية قد بثت مقابلة،
أجرتها مع السيسي في مطلع الشهر الحالي، ووصفتها بأنها "المقابلة التي لا
ترغب الحكومة المصرية في إذاعتها".
وذكرت الشبكة الأمريكية أنها أجرت الحوار مع السيسي
أثناء زيارته لمدينة نيويورك أواخر سبتمبر الماضي، لكنها فوجئت بعد وقت قصير من
إجراء الحوار بإبلاغهم من قبل السفير المصري عدم رغبة الحكومة المصرية بإذاعته.