تحدث كاتب إسرائيلي الأحد، عن النهج الذي يعتمده النظام الانقلابي في مصر بزعامة عبد الفتاح السيسي، من أجل تبديد أحلام المصريين التي عبروا عنها في ثورة 25 يناير قبل ثماني سنوات.
وأشار الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية جاكي خوجي في
مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، إلى أنه "في مثل هذه الأيام
اهتزت الأرض في مصر وأغلق الرئيس المخلوع حسني مبارك على نفسه غرفة في قصره مع
وزير دفاعه حسين طنطاوي، الذي أوصاه بالرحيل بعد 29 سنة من الحكم".
ونوه خوجي إلى أن "الشارع المصري كان مصمما على
إسقاط مبارك، في حين فهم كلاهما جيدا حجم الأزمة، ووعد طنطاوي رئيسه بالحصانة"،
مضيفا أن "25 كانون الثاني/ يناير 2011 تقرر أن يكون عيدا وطنيا، وتحدث الجميع عن عصر جديد وقيم الثورة والديمقراطية والشفافية (..)".
ولفت خوجي، إلى أنه قبل أسبوعين حلت ذكرى الثورة،
ولكن "بخلاف السنوات الماضية فقد مرت هذه المرة دون ذكر، فلم يجرَ أي احتفال، ولم
يبث أي برنامج تلفزيوني ولم يلقَ أي خطاب"، مؤكدا أن تجاهل إحياء ذكرى ثورة
25 يناير "ليس صدفة بالطبع".
وأكد أن السيسي سبق له وصف هذه الثورة، "أكثر
من مرة بأنها خطأ، أعادت مصر سنوات إلى الوراء"، في حين يعتبر السيسي نفسه أنه
جاء من أجل "إصلاح هذا الخطأ".
اقرأ أيضا: أول تحرك قانوني ضد التعديلات الدستورية في مصر.. هل يوقفها؟
ووفق الخبير الإسرائيلي فإنه "في الأشهر
الأخيرة بدأت تترسخ فكرة جديدة"، موضحا أنه "في الوقت الذي من المفترض
أن يخلي فيه السيسي كرسي الرئاسة في عام 2022، فإن البرلمان المصري يشكل الآن
مبادرة لتعديل الولاية بأثر رجعي من أربع سنوات إلى ست سنوات، وهكذا سيتم تمديد
عهد السيسي حتى 2026".
واعتبر أن "هذه المبادرة ليست عفوية وليست
مفاجئة ومصدرها في النوافذ العليا"، مشددا على أنه "لا شيء يقف في وجه
السيسي ورجاله في إرادتهم لتغيير الدستور، وبالفعل فقد وقع نصف النواب على التعديلات،
لكن المشكلة تكمن في إيصال الرسالة للجماهير".
وتساءل خوجي: "ما هو القانون وما هو الدستور إذا كانوا يشطبونه ويكتبونه كل الوقت وفقا لمزاج السياسي؟ وما هي الثورة إذا كانت
قيمها تتبدد؟"، لافتا إلى أن "كثيرين في مصر يشعرون بأن الشباب الذين
ضحوا بأرواحهم لأجل إحداث التغيير، ذهبوا هدرا"، وفق قوله.
وقال: "لمن ينظر من الجانب، يبدو هذا كحالة
أخرى لحاكم يتمسك بكرسيه، ولكن الواقع في القاهرة أكثر تعقيدا، فالسيسي والعسكر
(قادة الجيش) هم أحرار بالفعل في أن يُحلّوا في القصر من يريدون، كما أنهم يختارون مرشحهم ويضمنون له الانتصار"، متسائلا: "لماذا كل هذه الهزات، إذا كان
الزعيم القائم (السيسي) قد رسخ حكمه ويوجد في ذروته؟".
واليوم "في مصر لا شيء يقف في وجه إرادتهم
(السيسي ومن حوله) لتغيير مادة الدستور المتعلقة بولايته"، وفق خوجي.
وبين الخبير الإسرائيلي، أن السيسي وقادة الجيش
المصري، يرون أن الشعب المصري ليس ناضجا في هذه المرحلة لديمقراطية وفق النموذج
الغربي الذي روج له المتظاهرون في 2011، وإن تطبيق هذه الدعوة في بلد متفجر مثل مصر
من شأنه أن يتسبب في انهيارها.
دراسة إسرائيلية ترصد تحديات السيسي لإيجاد هوية مصرية جديدة
خبير إسرائيلي: لماذا تحوز مصر كل هذه الترسانة التسلحية؟!
احتفاء إسرائيلي بالزيارة "النادرة" لوزير الطاقة لمصر