علقت صحيفة إسرائيلية، على إمكانية عرض ونجاح الخطة الأمريكية للتسوية والتي تعرف إعلاميا باسم "صفقة القرن"، ويقوم على إعدادها مقربون من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي لا ينفذ سوى القليل مما وعد.
وأكدت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، في مقالها الافتتاحي اليوم ، بعنوان "الصفقة التي لن تنفذ"، والذي كتبه الكاتب الإسرائيلي سيفر بلوتسكر، أن الرئيس ترامب بـ"الكاد ينفذ 5 في المئة مما وعد به".
وأضافت: "أتذكرون الخطة الكبرى لترامب لإلغاء الاتفاقات التجارية مع كندا والاتحاد الأوروبي؟ تبقى منها بضع تعديلات صغيرة في صيغة الاتفاقات القائمة. أتذكرون إعلان واشنطن الخروج من سوريا؟ هي لن تخرج، حاليا، وحتى السور على الحدود مع المكسيك لن يبنى".
وقدرت الصحيفة، أن هناك "مصيرا مشابه ينتظر "صفقة القرن" لترامب، فالخطة التي كان يفترض أن تعرض منذ العام الماضي ولكنها تأجلت المرة تلو الأخرى، تارة بحجة أنه "ما زالت الإدارة تعمل عليها"، وتارة لأن "هذا ليس هو الوقت المناسب" لعرضها، معاذير معاذير".
اقرأ أيضا: جولة خليجية لكوشنر لتسويق صفقة القرن يبدأها بهذه الدولتين
ورأت أن "الحقيقة محرجة أكثر لرجال سر ترامب، الذين أودعت في أيديهم مهمة عقد "صفقة القرن"، ويعوزهم الإبداع والفكر المنظم ومعرفة الحقائق التاريخية الضرورية لتنفيذ المهامة"، موضحة أن "رجال ترامب يركضون بين عواصم الشرق الأوسط على أمل أن يسمعوا شيئا ما جديدا ومنعشا".
ونوهت إلى أنه "منذ صيغة السلام المفصلة للرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، والتي أقرتها إسرائيل مع التحفظات ورفضتها السلطة الفلسطينية، لم تنتج هنا خطة بديلة حقيقية، كانت هناك أحاديث، وصياغات غامضة بل وحتى كان هناك انسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة، ولكنه لم يولد أي حل جديد لتسوية النزاع".
وذكرت "يديعوت" أن "كل شيء عاد، في نهاية المطاف إلى كلينتون وصيغته، التي يصعب اليوم ألف مرة أن يرى فيها خيارا حقيقيا"، لافتا أن "أمريكا غارقة في حرب أهلية سياسية، بريطانيا حفرت لنفسها حفرة كبرى في شكل البريكزت، وفي القارة الأوروبية تتعزى قوى شعبوية قومية متطرفة يهمها الشرق الأوسط بشكل قليل جدا".
وتابعت: "إذا لم يكف هذا، فإن روسيا برئاسة فلاديمير بوتين تظهر على حدودنا، وهي غير معنية ولا مصلحة لها في أن ترى هنا سلاما أمريكيا"، منوهة أن "التحقيق في العلاقات بين ترامب وبين محافل روسية من شأنه أن يؤدي إلى اتهامات كهذه أو تلك ضد صهره الشاب عديم التجربة العالمية جاريد كوشنر، الذي يتبجح في أن خطته "هو" سرية ولا مثيل لها".
هي "سرية بحيث أنه مشكوك في أن يكون هو نفسه (كوشنر) يفهم ما كتب فيها"، وفق الصحيفة التي بينت أنه "منذ 1967 تصطدم في إسرائيل مدرستان سياسيتان متعارضتان؛ الأولى تعتقد بأن إسرائيل يمكنها أن تتعزز رغم تحكمها بملايين الفلسطينيين".
اقرأ أيضا: كوشنر يكشف ملامح صفقة القرن ويبقي التفاصيل سرية (شاهد)
والثانية "تعتقد بأن حكم الفلسطينيين سيؤدي لوقف المعجزة الإسرائيلية وإلى أزمة شاملة، ومعظم رؤساء الوزراء (إشكول، رابين، بيرس، باراك، شارون، أولمرت) تبنوا المدرسة الثانية ولهذا فقد سعوا للحوار مع الفلسطينيين".
وأشارت إلى أن "قلة منهم، مثل غولدا وشامير، تبنوا المدرسة الأولى التي بموجبها يمكن احتواء الحكم للفلسطينيين، ورئيس الحكومة الإسرائيلية الحالي بنيامين نتنياهو يؤمن من كل قلبه بذلك، وكما يبدو أن ترامب وكوشنر أيضا؛ ويشهد على ذلك نيتهم لأن ينفضوا الغبار عن التعبير المهمل: السلام الاقتصادي".
وقالت "يديعوت": "نوصي إذن بأن تروا "صفقة القرن" للبيت الأبيض بلا أوهام، قول آخر عديم الاحتمال لرئيس أمريكي لا يتحكم بلسانه".
وفي حديث له مع قناة "سكاي نيوز" عربية، كشف مستشار الرئيس الأمريكي كوشنر، أن "خطة بلاده للسلام مفصلة جدا، وتركز على الحرية والاحترام، وترسيم الحدود، وحل قضايا الوضع النهائي"، مضيفا أنه "إذا تمكنّا من إزالة الحدود، وإحلال السلام بعيدا عن الترهيب، فيمكن أن يضمن ذلك التدفق الحر للناس والسلع ويؤدي إلى إيجاد فرص جديدة".
وبحسب قناة "كان" العبرية، فقد ربط كوشنر بين "المسارين السياسي والاقتصادي"، معتبرا أن "الحد من التوتر بين إسرائيل والفلسطينيين من شأنه أن يحسن فرص الاقتصاد الفلسطيني".
لهذه الأسباب أطلق ترامب اسم "صفقة القرن" على خطته للسلام
تقرير حكومي إسرائيلي يحرض على حركة المقاطعة ونشطائها
صحيفة: هكذا يتم استعباد العمال الأجانب في إسرائيل