اشتعل موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بحرب تغريدات حادة، بين الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي، ونظيره الدرزي الآخر، رئيس حزب التوحيد، وئام وهاب.
الحرب غير المباشرة بين الطرفين، بنشر جنبلاط تغريدة يذكر فيها اللواء في قوات النظام السوري، رستم غزالة، الذي توفي عام 2015، بظروف غامضة.
وبدأت الحرب، حين ذكر جنبلاط الراحل رستم غزالة، في تغريدة له على "تويتر"، وجهها إلى الشيخ الدرزي نصر الدين الغريب، قائلا: "دع الغير يقوم بأدوار ومهمات رستم غزالة".
ولم يتأخر رد وئام وهاب، الذي فهم أنه المعني بتغريدة جنبلاط، ليرد: "شيخ عقلنا (الغريب)، سماه أكثر من ألف شيخ في لقاء خلده، وشيخ عقلك (نعيم حسن)، سمي بفرمان سلطاني، وما نتمناه أن تحفظ كرامة مشايخنا الأطهار، خاصة أننا نتحاشى التهجم حتى على المرتكبين من مشايخك إكراما لزيهم".
وأضاف وهاب أن "دور نصر الدين الغريب وطني وقومي وتوحيدي، ولا تصله سهامك".
ليعود بعد ذلك جنبلاط بتغريدة، قال فيها: "لم أكن أعلم أن رستم غزالة وجامع جامع، وذلك وفق التراتبية المعتمدة تقمصا ساحلا وجبلا، وبهذه السرعة".
وبعد الحرب غير المباشرة، صرح وهاب للمرة الأولى باسم جنبلاط، قائلا: "أنت تعرفني جيدا يا وليد بك، وكنت معي في شتورة عند رستم غزالة، ووقتها كان من الشجاعة المواجهة، أما اليوم فأنت تتحدث عن موتى، يومها كنتم تقفون عنده بالصف دون استثناء، والآن تقفون عند غيره".
وتابع: "نحن يا وليد بك نؤمن بالتقمص، ولكن رستم وجامع لا يتقمصون بطلال أرسلان ووئام وهاب، بل يتقمصون بمشركين من أمثالكم".
وفي وقت لاحق، قام كل من جنبلاط ووهاب بحذف جميع تغريداتهما المثيرة، إذ كشف وهاب أن ذلك جاء بعد وساطة تقدم بها الشيخ أمين العريضي، وعدد من الوجهاء الدروز، منوها أنه لم يكن البادئ في الخلاف.
فيما قال جنبلاط: "قمت بحذف بعض الملاحظات التي أبديتها حول موضوع الذهاب إلى سوريا. بصراحة الأمر لا يعنيني في كيفية الذهاب أو عدمه، وأكرر احترامي وتقديري لمقام الشيخ ناصر الدين الغريب، وأتمنى من الرفاق والمناصرين ألّا نعير أي أهمية لتصريح من هنا أو من هناك، وأن نبتعد عن السجالات الجانبية".
ويشير جنبلاط بذلك إلى ما تردد عن اشتراط النظام السوري على أي من مشايخ العقل اللبنانيين الراغبين بزيارة سوريا؛ الحصول على تصريح من الشيخ الغريب، الذي ينظر إليه باعتباره من المعسكر الموالي للنظام السوري في لبنان، في حين أن شيخ العقل المعترف به رسميا في لبنان هو الشيخ نعيم حسن.
وكان النائب الدرزي طلال أرسلان دخل على خط المواجهة ضد جنبلاط، معتبرا أن الأخير تطاول على نصر الدين الغريب.
وقال: "بك جنبلاط، ما خلصنا بعد من تطاولك على مشايخنا الأجلاء الأطهار، أوتاد الأرض وأطهارها الأجاويد، من مرجعيات دينية كبرى مشهود لها بنقاوة سريرتها إلى أصغرهم".
وتابع: "سماحة شيخ العقل الشيخ نصر الدين الغريب شرعيته أكبر بكثير من كل الأزلام الفاسدين السارقين الناهبين المتاجرين بارتداء الزي الديني الطاهر؛ لتغطية موبقاتهم التي تشرعها لهم حضرتك من دون أن يرف لك جفن للطعن بكرامة وعزة وطهارة هذا الزي الشريف".
وأضاف: "شرعية سماحته من طهره وديانته وبياض كفه وتضحيات أهله وناسه من شهداء أطهار ... من سيرته النقية التقية".
وأعلن أرسلان بعد ذلك أنه قام أيضا بحذف جميع تغريداته، بعد الوساطات التي تدخلت لإنهاء الخلاف العلني.
يذكر أن رستم غزالة، وجامع جامع، ضابطان لدى النظام السوري، ارتبط اسمهما بقضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق، رفيق الحريري.