منذ حوالي ثلاثة أسابيع، وفي حلقة نقاشية بعنوان "الانتفاضات العربية بعد ثماني سنوات.. الدروس المستفادة لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط"، التي نظمها مركز التقدم الأمريكي في واشنطن، قالت السفيرة الأمريكية السابقة في القاهرة آن باترسون (2011-2013) إن الجيش المصري هو من أطاح بالرئيس محمد مرسي، وربما هو من سيُطيح بالسيسي في المستقبل. وذكرت أنها التقت بالسيسي عندما كان وزيراً للدفاع 32 مرة (في أقل من عام!!)، إلا أنها لم تُفصح عن تفاصيل ما دار في هذه اللقاءات الـ32! وقد كان لباترسون دور في الانقلاب على الرئيس مرسي، بحسب ما ذكره الصحفي عماد جاد، المتحدث الرسمي باسم جبهة الإنقاذ التي تشكلت نهاية عام 2012 لإسقاط حكم الرئيس المنتخب محمد مرسي.
عموماً، جاءت تصريحات باترسون في ظل احتدام الجدل حول التعديلات الدستورية التي يريدها السيسي لبقائه في الحكم مدى حياته. ومنذ عدة أيام، تحدث الحقوقي الدولي الفرنسي "فرانسوا دوروش" لموقع "عربي21"، أيضاً في مداخلة مع إحدى القنوات المصرية المعارضة، أن أمريكا وبعض الدول الأوروبية تُلمح حالياً بأن الجيش المصري قد ينقلب على السيسي خلال المرحلة المقبلة؛ نظراً لما وصفها بحالة التخبط والفشل والفاشية التي صارت سمة أساسيةً من سمات نظام السيسي الفردي السلطوي التعسفي، بحسب قوله. وأكد أنه لا أحد في أوروبا يُخفي استياءه من ممارسات السيسي، لذلك هناك رغبة غربية في التخلص من تبعات هذا النظام المتخبط، بحسب وصفه.
اللافت أن هذه الأحاديث عن سعي الجيش للإطاحة بالسيسي تأتي بالتزامن مع انتفاضة الشعب الجزائري الشقيق، رفضاً لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة خامسة، وبالتزامن أيضاً مع هبّة الشعب السوداني ضد الرئيس عمر البشير، ومع حالة السخط من سعي السيسي لتعديلات دستورية تُبقيه جاثماً علي صدر الشعب المصري مدى حياته، وفي ظل حالة من التململ الشعبي ضد السيسي وممارساته التي أرهقت الشعب وأفقرته وأذلته، والتي برزت في خروج بعض المظاهرات الصغيرة والعفوية في بعض المحافظات المصرية، والتفاعل مع حملة #اطمن_انت_مش_لوحدك والصفارات وطرق الأواني.
الأحاديث عن سعي الجيش للإطاحة بالسيسي تأتي بالتزامن مع انتفاضة الشعب الجزائري الشقيق، رفضاً لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة خامسة، وبالتزامن أيضاً مع هبّة الشعب السوداني ضد الرئيس عمر البشير، ومع حالة السخط من سعي السيسي لتعديلات دستورية
ما الذي يجعل الغرب وأمريكا وأوروبا يتواصلون مع الجيش للإطاحة بالسيسي؛ وقد جرى الانقلاب الذي قام به والمذابح التي ارتكبها ويرتكبها كل يوم على أعينهم؟
بين هيكلنا وهيكلهم.. ضاعت الدماء الطاهرة (1-2)
إرهاصات الثورة.. هل تُسقط النظام بمصر؟