قال دبلوماسي إسرائيلي إن "جيراد كوشنير، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومبعوثه الشخصي إلى المنطقة، يثبت مرة تلو أخرى أنه شخصية منفصلة عن الواقع السياسي في إسرائيل، وقد تجلى ذلك في زيارته الأخيرة إليها، لأنه أصر أن يأتي هنا، والدولة تعيش في ذروة أزمة سياسية طاحنة عشية الدعوة للانتخابات، ومع ذلك فلم يخطر على باله أن يلتقي سياسيين إسرائيليين آخرين، باستثناء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو".
وأضاف شلومو شامير، المتخصص بالشؤون الدبلوماسية،
ويقيم في نيويورك، في مقاله بصحيفة معاريف، وترجمته "عربي21"، أن "كوشنير كان بإمكانه لو التقى ساسة إسرائيليين آخرين أن يسعى لتجنيدهم
لدعم صفقة القرن، لكنه لم يفعل ذلك".
وشرح قائلا بأن "شقة سكنية ما زالت في
طور التشطيب لا تحظى بزيارة أحد ما لم تكن جاهزة لاستقبالهم، حتى أن أقارب صاحب
الشقة وأصدقاءه يمتنعون عن زيارة العائلة؛ لأنها منشغلة في أعمال التشطيب، لأن
الزيارة لن تكون مرحب بهاـ ولن يكون الأهل متفرغين لاستقبال الضيوف".
واستدرك بالقول إن "كوشنير ونظيره
جيسون غرينبلات اللذين يمثلان إدارة لا تتمتع بأقل قدر من الذكاء والفهم والتفكير
الإنساني، ولا ترى أن هذه المفاهيم ينبغي أن تكون على جدول أعمالها، ولذلك قرر
القفز إلى إسرائيل، وزيارة نتنياهو، الذي يعيش أزمة سياسية داخلية طاحنة، وقد تكون
غير مسبوقة، فالرجل مشغول بترميم أوضاعه الداخلية، واهتمامه بصفقة القرن قد يكون
أقل من أي وقت مضى".
وأضاف أن "أعمال الترميم والتشطيب
التي تشهدها الحلبة السياسية والحزبية الإسرائيلية تحضيرا للانتخابات القادمة
ونتائجها المصيرية في أيلول/ سبتمبر، باتت تهدد فعليا المستقبل السياسي لنتنياهو، وهو ما
لا يبدو أنه يحظى باهتمام كوشنير الذي دأب على القيام بزيارات دورية للمنطقة،
يلتقي زعماءها، ويلتقط معهم صورا تذكارية، ثم يغادر إلى أمريكا، ويقدم إيجازا صحفيا
بما حققه في جولته هذه بين إسرائيل ودول الخليج العربي".
وأكد أن "الأمر تجاوز عدم فهم كوشنير
للخارطة السياسية والحزبية في إسرائيل إلى أبعد من ذلك، فقد كشف في زيارته الأخيرة
إليها أنه لا يفهم، أو لا يريد، أو لا يحتمل، أن يفهم موازين قواها الداخلية،
وصراعاتها، والتأثيرات المتوقعة على الجبهة السياسية والحزبية الداخلية في إسرائيل".
وتساءل الكاتب: "كيف لم يخطر على بال
كوشنير أن يلتقي بين غانتس زعيم حزب أزرق-أبيض، الذي سيكون رئيس الحزب الثاني في إسرائيل
وفق آخر الاستطلاعات، ولماذا لم يفكر بأن يطرح معه تفاصيل صفقة القرن، ويحاول أن
يحظى بدعمه وتأييده لها، صحيح أن نتنياهو سيغضب جدا إن رأى صورة تذكارية تجمع
كوشنير مع غانتس، لكن هذا اللقاء الذي كان يجب أن يتم سيشكل إضافة سياسية في
المستقبل تساعدهما عقب الانتخابات".
وأوضح أنه "كان لافتا أيضا ألا يستغل
كوشنير وجوده في إسرائيل لترتيب لقاء عاجل مع آياليت شاكيد ونفتالي بينيت، وهما من زعماء
اليمين، الذين تمنحهم استطلاعات الرأي مكانا محترما في مقاعد الكنيست القادمة، رغم
أن شاكيد عبرت عن استهزائها بصفقة القرن، وأعلنت غير مرة أن ترامب يهدر وقته في
هذه الخطة، كما أن بينيت يعلن معارضته لأي خطة سلام تتضمن تنازلات إسرائيلية".
وأشار إلى أنه "بدلا من اجتماع كوشنير بهما،
لمحاولة جلبهما إلى الموقف الأمريكي، وتليين معارضتهما، فقد ظهر الرجل منفصلا عن
الواقع الإسرائيلي، ويبدو غريبا أنه لم يلتقط بعض الإشارات الإسرائيلية الداخلية
التي قد تترك تأثيراتها على مستقبل خطته للسلام، لا سيما موازين القوى المستقبلية
التي ستكشف عنها نتائج الانتخابات القادمة".
وختم بالقول إن "الخلاصة في قراءة شخصية
كوشنير أن مستوى هذا التفكير لمن يفترض أن يحدث اختراقا في صراع تاريخي كبير بين
الفلسطينيين والإسرائيليين يدفعنا للشفقة على مستقبل الصفقة التي يسعى لترويجها".
خبير إسرائيلي: تل أبيب تقصف العراق وترسل له رسائل ودية
مخطط السيسي لتهجير أهالي سيناء يدخل حيز التنفيذ
هل يواجه السيسي معضلة أمنية بحماية اتفاق الغاز الإسرائيلي؟