بعد "عقوبات ظريف".. هل قطعت واشنطن شعرة الحوار مع طهران؟

بعد استثنائه سابقا، فرضت الولايات المتحدة، عقوبات على وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بعد رفضه مقابلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما يعتبره مراقبون تضييقا على أرفع دبلوماسيّي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وإغلاقا لباب الحوار بين الطرفين.

والأربعاء الماضي، أوضح البيت الأبيض أنّ العقوبات تشمل تجميد أيّ أصول لظريف بالولايات المتحدة، أو تلك التي تُسيطر عليها كيانات أمريكية. وستسعى واشنطن أيضا إلى الحدّ من الرحلات الدولية لظريف.

وقال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين، في بيان، إن "ظريف يُنفّذ الأجندة المتهوّرة للمرشد الأعلى لإيران، وهو المتحدّث الرئيسي باسم النظام (الإيراني) في العالم". وأضاف: "الولايات المتحدة تبعث رسالة إلى النظام الإيراني مفادها أنّ سلوكه الأخير غير مقبول بتاتا".

العقوبات الأمريكية على ظريف، جاءت بعد رفضه دعوة للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال لقائه عضو مجلس الشيوخ الأمريكي (الجمهوري راند بول).

عقوبات لا معنى لها

وفي هذا السياق، قال المختص بالشأن الأمريكي، محمد عويص، إن العقوبات الأمريكية لا معنى لها، وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كان يقصد إعادة كتابة اتفاق النووي، من أجل أن يقول أنه أسقط اتفاقا قام بتوقيعه الرئيس السابق أوباما.

اقرأ أيضا: طهران تؤكد دعوة واشنطن ظريف للقاء ترامب.. ولكن

وأشار في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن مشكلة الرئيس ترامب، أن لديه عقدة شخصية، بأنه الأفضل والشخص الوحيد الذي يستطيع فرض ما يريد من أي دولة بالعالم.

وأوضح أن إيران لم تذعن لما يطلبه ترامب، على الرغم من الأذى الذي لحق بالشعب الإيراني من العقوبات الأمريكية.

ترامب محبط

 
ولفت إلى أن الإيرانيين يلعبون على عامل الوقت بما تبقى للرئيس ترامب من مدة في فترة رئاسته الأولى، التي قد تنتهي، بعد فوزه برئاسة ثانية ما يعطي الفرصة للإيرانيين بفتح قنوات حوار دبلوماسية مع الإدارة الأمريكية الجديدة حول اتفاق النووي.

وحول توقيت العقوبات على ظريف، أكد عويص على أنه دلالة لشعور ترامب بالإحباط، ويظن أنه يحاول اقناع من صوّت له بأنه رئيس صلب يقف في وجه أعداء أمريكا.

ونوه إلى أن الرئيس الأمريكي تمكن من فرض عقوبات على إيران، إلا أنه فشل في تغيير تصرفات إيران بالمنطقة.

ورأى أن قرار ترامب بفرض عقوبات على ظريف، له أهداف انتخابية ولا تتعلق بما يحدث في بحر الخليج أو العلاقة مع إيران.

وأشار إلى أنه لا إمكانية للحوار بين واشنطن وطهران حاليا، وترامب يريد الخروج حتى لو كان ذلك إعلاميا فقط بأنه منتصر، وطهران لن تفعل ذلك في ظل عدم الاستقرار الداخلي في إيران.

اقرأ أيضا: روحاني: فرض واشنطن عقوبات على ظريف "تصرف صبياني"

واستبعد المختص بالشأن الأمريكي، وجود أي دعوة رسمية لظريف لمقابلة ترامب، مرجحا أن ما حدث هو عرض من سيناتور أمريكي بأن يقوم ظريف بمبادرة يأتي من خلالها إلى البيت الأبيض، بتراجع إيراني في بعض المواقف.

ورأى أن المسافة بين الطرفين بعيدة جدا، وهناك مشاكل أخرى أكبر يواجهها الرئيس الأمريكي تكمن بالتوتر مع الصين، وتأثر سوق الأسهم الأمريكية بما يشكل تهديدا حقيقيا للنظام الاقتصادي الأمريكي، وتؤثر بشكل حقيقي على قدرة ترامب بالاستمرار بالتهديدات مع العديد من الدول.

وتابع بأن ترامب وصل إلى نهاية الخط بالتهديد والوعيد الذي يقوم به، مرجحا أن تبقى الأوضاع كما هي لأن الطرفين يعرفان الحدود بينهما، ولا يوجد أي مكون أمريكي يرغب بالحرب مع إيران.

أبواب الحوار مغلقة

من جهتها رأت المهتمة بالشأن الإيراني، شيرين سمارة، أن الولايات المتحدة لم تغلق باب الحوار مع إيران، لأنه لم يكن مفتوحا بينهما، ولا يمكن الاعتماد على تصريحات الإدارة الأمريكية برغبتها في التفاوض.

وأوضحت في حديثها لـ"عربي21"، أنه من ناحية عملية ما تقوم به الإدارة الأمريكية، ينافي أقوالها.

وأشارت إلى أن العقوبات الأمريكية على وزير الخارجية الإيراني لا معنى لها، ولدى واشنطن جدول من العقوبات التي تفرضها على إيران تريد تطبيقها سواء أكانت صائبة أو خاطئة.

اقرأ أيضا: ظريف: لهذا السبب فرضت الولايات المتحدة عليّ العقوبات

وأضافت أن إيران لن تتوقف في دبلوماسيتها بسبب فرض العقوبات على ظريف، لافتة إلى أنها دائما تسعى بسبل كثيرة لتجاوز العقوبات الأمريكية.

الضغط أكثر على إيران

ولفتت إلى أن ترامب يسعى للضغط أكثر على إيران، وبرأيه أنه إن قام بفرض عقوبات على القناة الدبلوماسية التي يمثلها ظريف، فإنه سيغلق الباب على طهران، ويجعلها أكثر عزلة، إلا أن ما يحدث الآن هو العكس، وأمريكا كلما تفرض عقوبات أكثر على إيران فإنها تبحث عن تحالفات هنا وهناك.

وحول عدم موافقة ظريف على لقاء ترامب، قالت إن الأمر لا يتعلق بتقييم الرفض والقبول، لأن المعطيات تشير إلى أن الولايات المتحدة تناقض وتخالف دائما ما تدعيه، في تكرارها بأنها مستعدة للحوار مع إيران التي لا تثق بالطرف الأمريكي الذي ينقض الاتفاقيات ولا يلتزم بها.