نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا للصحافية الفرنسية كلووي بينويست، تقول فيه إن اعتقال جيفري إيبستين، المتهم بالاعتداء الجنسي على الأطفال، في أمريكا في تموز/ يوليو، والتحقيق معه شغلا العالم، مشيرة إلى أن انتحاره الأسبوع الماضي أثار المزيد من التكهنات بخصوص علاقاته مع أكثر الناس ثروة ونفوذا في العالم.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن محكمة في ولاية فلوريدا حكمت بالسجن لمدة 13 شهرا عام 2008 على إيبستين، بعد إدانته في تهمة طلب ممارسة الدعارة من قاصر، لافتا إلى أن هذا الحكم تم انتقاده في وقته بصفته متساهلا للغاية.
وتفيد بينويست بأن المسؤولين الفيدراليين بدأوا في الشهر الماضي التحقيق مع إيبستين، المتهم باغتصاب فتيات قاصرات، وتوفير قصر لمعارفه المتنفذين للهدف ذاته.
ويلفت الموقع إلى أن التقارير الإعلامية ووثائق المحكمة كشفت تفاصيل عن علاقات الممول البالغ من العمر 66 عاما، بما في ذلك علاقات في الشرق الأوسط، بالذات مع شخصيات لها وزن في كل من السعودية وإسرائيل، مشيرا إلى أن كون إيبستين مليونيرا كبيرا وعمل لعقود في التمويل، واستثمر الملايين في صناديق الاحتياط والأعمال المختلفة، فإنه اتصل بشخصيات مؤثرة عديدة في أنحاء العالم.
ويورد التقرير نقلا عن التقارير، قولها بأنه كان يتفاخر بأن لديه دائرة علاقات واسعة، يستطيع من خلالها ربط رجال الأعمال بالممولين المحتملين.
وتقول الكاتبة إن ما أصبح يعرف بـ"كتاب (إيبستين) الأسود"، الذي صوره خادم سابق، ونشره عام 2015، يدرج أسماء عدد من رجال الأعمال الكبار في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أنه يصعب التأكد من مدى علاقة إيبستين الشخصية بهؤلاء الأشخاص الواردة أسماؤهم.
ويذكر الموقع أن من الأسماء البارزة في دفتر عناوين إيبستين، الممول الإسرائيليي ياريف زغول، ورجل الأعمال السعودي عمر الدباغ، والممول السعودي السوري وفيق سعيد، والبريطاني اللبناني أمادو فخري، الذي قضى عامين في سجن كوبي بتهم فساد.
وينقل التقرير عن الصحافي جيمس ستيوارت، قوله في تقرير نشر يوم الاثنين في صحيفة "نيويورك تايمز"، إن إيبستين أخبره بأنه "تحدث مع السعوديين عن احتمال الاستثمار في شركة (تيسلا) التي يملكها إيلون ماسك"، فيما لم يحدد من هم السعوديون الذين تحدث معهم، مشيرا إلى أن الصندوق السيادي السعودي استثمر العام الماضي ملياري دولار في شركة "تيسلا"، لكن الشركة أنكرت عملها مع إيبستين.
وتنوه بينويست إلى أن إيبستين تفاخر قبل عام من انتحاره بعلاقاته القوية مع القيادة السعودية، بما في ذلك ولي العهد محمد بن سلمان، بحسب تقرير في "نيويورك تايمز" يوم الاثنين، مشيرة إلى أنه في تفصيله حول زيارته لقصر إيبستين في نيويورك خلال شهر آب/ أغسطس الماضي، فإن الصحافي جيمس ستيوارت وصف كيف أراه إيبستين صورة لمحمد بن سلمان معلقة على أحد جدرانه.
ويفيد الموقع بأن ستيوارت ذكر أن إيبستين قال له بأن "ولي العهد زاره مرات عديدة، وأنهما على اتصال دائم"، لافتا إلى أن دفتر عناوين إيبستين احتوى على اسم "الأمير السعودي Solman" -الذي يعتقد أنه إشارة إلى ملك السعودية الحالي، الملك سلمان بن عبد العزيز- إضافة إلى السفير السعودي الأسبق لأمريكا الأمير بندر بن سلطان.
وبحسب التقرير، فإن موقع "ديلي بيست" نشر في تموز/ يوليو تقريرا يفيد بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي وجد جواز سفر نمساويا منتهي المفعول لإيبستين، بالإضافة إلى مبالغ نقدية ضخمة، وعشرات القطع الماسية في خزانة في قصره في منهاتن، مشيرا إلى أنه كان على الجواز النمساوي صورة إيبستين واسم كاذب وعنوان في السعودية.
وتذكر الكاتبة أنه بحسب وثائق المحكمة، فإن محامي إيبستين قالوا إنه كان يريد استخدام جواز السفر "لحماية نفسه من المختطفين والإرهابيين"، وأنكروا أن يكون إيبستين قد استخدم جواز السفر، وقالوا إنه أعطي له من "صديق".
ويجد الموقع أنه في الوقت الذي تسببت فيه قضية إيبستين ببعض الموجات في السعودية، فإنه كانت هناك تداعيات واضحة في إسرائيل، فاحتوى كتاب إيبستين الأسود جزءا خاصا بإسرائيل، احتوى على معلومات اتصال برئيسي وزراء سابقين، هما إيهود باراك وإيهود أولمرت وعدد من الأشخاص الآخرين، وعناوين بريدهم الإلكتروني الحكومي.
ويشير التقرير إلى أنه تمت مهاجمة باراك، الذي عاد مؤخرا إلى حلبة السياسة بصفته زعيما لحزب جديد قبيل انتخابات أيلول/ سبتمبر؛ بسبب عدم إعلانه عن مدى عمق علاقته بإيبستين، لافتا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق هدد صحيفة "ديلي ميل" البريطانية؛ بسبب ادعائها بأنه قام بزيارة إيبستين مرات عديدة في بيوت مملوكة له خلال وجود نساء شابات فيها.
وتورد بينويست نقلا عن صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، قولها إن الرجلين دخلا في شراكة عام 2015 -بعد أن أدين إيبستين بالاعتداء الجنسي بفترة طويلة- لتمويل شركة "ربورتي هوملاند سيكيوريتي"، وهي شركة ناشئة يرأسها باراك، وتمت إعادة تسميتها بـ"كارباين"، وقالت "هآرتس" أيضا بأن باراك وصلته ملايين الدولارات من مؤسسة "ويكسنر"، وهي مؤسسة خيرية تابعة لصديق إيبستين ليز ويكسنر.
ويلفت الموقع إلى أن حزب إسرائيل الديمقراطية الذي يرأسه باراك، أعلن في نهاية الشهر الماضي، عن تشكيل تحالف مع حزب ميرتز، وهو ما عزاه المراقبون الإسرائيليون لأثر قضية إيبستين على صورة باراك.
ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى أن آثار علاقات إيبستين بالشرق الأوسط لا تزال تتكشف، حيث بقيت العديد من الأسئلة بلا أجوبة.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
بوسطن غلوب: يجب على أمريكا ألا تغض الطرف عن ابن سلمان
WSJ: حلم ابن سلمان بنيوم كلفته 500 مليار $.. فهل يتحقق؟
واشنطن بوست: لهذا يستمر تعقيد العلاقة الأمريكية السعودية