شن المقاومون الفلسطينيون عملية عسكرية ضد الاحتلال الصهيوني بتاريخ 23 آب (أغسطس) الجاري فقتلوا مجندة صهيونية وأصابوا جنديين أو مستوطنين اثنين بجراح خطيرة. كانت العملية ناجحة، وتمكن الذين قاموا بالعملية من الاختفاء، وشرع جيش الصهاينة في البحث عن المنفذين.
عملية مختلفة عن سابقاتها
حسب وصف المعلقين الصهاينة من عسكر وإعلاميين، العملية كانت مختلفة في أدائها عن العملية السابقة، وهي تنذر بعمليات أخرى يمكن أن تكون مكلفة للجيش الصهيوني والمستوطنين على حد سواء. اعتاد الفلسطينيون في السنوات الأخيرة استعمال السلاح الأبيض من سكاكين وعمليات دهس بالسيارات، واستعمال أسلحة نارية رشاشة ضد أعدائهم، ولم تكن أغلب العمليات ناجحة، وكان يتمكن الاحتلال في أغلب الحالات من القضاء على المهاجم الفلسطيني أو اعتقاله. هذه العملية مختلفة لأنها تمت بعبوة متفجرة ليس من المعروف حتى الآن كيف تم زرعها وتفجيرها. التحقيقات الصهيونية ما زالت جارية حتى الآن، وتقول المعلومات الأولية إنه تم إلقاء العبوة المتفجرة من سيارة مسرعة مرت بالقرب من مستوطنة دوليف الواقعة غرب مدينة رام الله.
شكلت الخروقات الأمنية خطرا كبيرا على الشعب الفلسطيني ومكنت الاحتلال من إحكام سيطرته على الأرض والناس في آن واحد.
مخاطر الاختراق الأمني
لكن هناك مشكلة في العمل التنظيمي في فلسطين وهي الخروقات الأمنية التي تمكنت المخابرات الإسرائيلية من تحقيقها في صفوف التنظيمات. عبر السنين ومنذ عام 1967، تمكنت إسرائيل من مواجهة المقاومة الفلسطينية بكفاءة عالية بسبب تسلل الجواسيس والعملاء بصورة واضحة إلى الفصائل الفلسطينية وتزويد الصهاينة بكم هائل من المعلومات حول القيادات والأفراد والمقار والأساليب التنظيمية والتدريبات العسكرية وأنواع الأسلحة والمتفجرات، العديد من نوايا القيام بعمليات عسكرية ضد الاحتلال كانت لا تخرج عن حيز النوايا لأن المخابرات الصهيونية كانت ترصد وتقضي على النوايا وأصحابها في مهدها. ولهذا كانت العمليات العسكرية الناجحة التي نفذتها فصائل المقاومة خلال أعوام 1967 حتى عام 1982 محدودة جدا ولا تليق بمن كانوا يحملون شعار الثورة. شكلت الخروقات الأمنية خطرا كبيرا على الشعب الفلسطيني ومكنت الاحتلال من إحكام سيطرته على الأرض والناس في آن واحد.
يمكن أن يتحول بقاء الاحتلال في الضفة الغربية إلى عبء ثقيل لا يستطيع جيش الصهاينة تحمله أو الاستمرار في مواجهته.
العمل الفردي أكثر تحصينا من الناحية الأمنية لكنه أقل كفاءة واستمرارية. ولهذا لم تكن الأجهزة الأمنية الصهيونية والفلسطينية قادرة على اكتشاف منفذي العمليات التي كانت تتم بالسلاح الأبيض قبل حصولها. أما في حالة التنظيم، فإنه بإمكان الأجهزة الأمنية المعادية اكتشاف أسرار التنظيم والنوايا قبل أن تتم القيام بالعمليات. الخروقات الأمنية تعني وجود عناصر تزود المخابرات الصهيونية بالمعلومات، وقد تكون هذه العناصر قيادات في التنظيم أو مدربين ومخططين أو مجرد عناصر عاديين لا مهام إدارية وتنظيمية تشغلهم.
وعليه فإنه إذا كانت عملية دوليف تنظيمية فإن المهمة الأولى أمام التنظيم تنظيف صفوفه من العملاء والجواسيس، وأخذ كافة الاحتياطات التقنية لمواجهة التجسس الإليكتروني الصهيوني على الشعب الفلسطيني. التقنية الحديثة تتمكن من جمع المعلومات، لكن الجواسيس بين الصفوف هم الأكثر خطرا. هناك معايير أمنية مشددة يمكن الإفادة منها، ومن الممكن الإفادة من تجارب الآخرين الذين أثبتوا كفاءة في التحصين الأمني.
إعادة صياغة تقاليد بعض المناسبات الفلسطينية
زيارة المسجد الأقصى في ظلّ الاحتلال.. نقطة نظام
هل كانت أسماء الأسد مصابة بالسرطان؟