رغم عدم وجود أي رد خليجي عليها حتى الآن، إلا أن مبادرة "تحالف الأمل" التي أطلقها الرئيس الإيراني حسن روحاني تبدو في قلب ما ينشده الخليج، خاصة بعد التوتر الذي عصف بطرق الملاحة بفعل الهجمات التي طالت سفن إمدادات الطاقة العالمية، إذ تركز المبادرة على أمن الملاحة في منطقة الخليج، وتحديدا في مضيق هرمز، فهل تلقى المبادرة تجاوبا من الدول المعنية، وما فرص نجاحها، خاصة مع وجود تحالف أمريكي مشابه.
وطرح روحاني، في الأمم المتحدة الأربعاء، مبادرة "تحالف الأمل"، بهدف تحقيق التقدم والرخاء، وتأسيس علاقات ودية، وإطلاق عمل جماعي لتأمين إمدادات الطاقة وحرية الملاحة.
وخلال كلمة له أمام قادة دول العالم المشاركين في اجتماعات الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للمنظمة الدولية، قال روحاني إن المنطقة "تقف على حافة الهاوية، وأي خطأ قد يشعل حريقًا كبيرًا".
بدوره، استعرض وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تفاصيل المبادرة، داعيا دول المنطقة للانضمام إلى هذه المبادرة.
وفي تصريح له الأربعاء قال، إن من أهداف هذه المبادرة؛ الارتقاء بالتضامن والتفاهم المتبادل والعلاقات السلمية والودية والتعاون بين دول المنطقة للاطمئنان غلى صون السيادة الوطنية والاستقلال السياسي، والتعاون لاجتثاث الإرهاب والتطرف والتوترات الطائفية، والاطمئنان إلى أمن الطاقة وحرية الملاحة البحرية وتدفق النفط بحرية.
اقرأ أيضا: روحاني: أمن السعودية يتحقق بالخروج من اليمن
وقال ظريف، إن التعاون الإقليمي ينتظر التحقق منذ أمد بعيد وهذا التعاون يشمل دولا واقعة إلى الجوار من مضيق هرمز.
الخبير في الشأن الإيراني طلال عتريسي قال، إن طرح إيران هذه المبادرة يأتي ردا على المشروع الذي طرحته أمريكا لتأمين الملاحة في منطقة الخليج، والذي يهدف بالأساس إلى محاصرة إيران وناقلاتها النفطية.
ولفت في حديث لـ"عربي21" أن المبادرة الإيرانية تريد أن تستبق الطرح الأمريكي، بحيث تصبح المنطقة أمام مبادرتين "أمريكية وإيرانية" وهذا ما سينقل النقاش حول مبادرتين وليس واحدة فقط .
ورأى عتريسي أن توقيت ما طرحه روحاني ينسجم مع ما قاله وزير الخارجية الإيراني مؤخرا حول مشروع معاهدة عدم الاعتداء مع دول الخليج، بهدف نزع فتيل التوتر، ووقف التحريض الأمريكي كون المبادرة تشمل دول الخليج التي تشتبك مع إيران على أكثر من مستوي كالسعودية والبحرين والإمارات.
وأضاف: "ربما تعتبر إيران أن دول الخليج اليوم وتحديدا السعودية في وضع أضعف من السابق خاصة بعد ضربات أرامكو التي كشفت هشاشة الدفاعات السعودية، والطرح بدا وكأن إيران تمد يد الخلاص من التوتر في المنطقة على قاعدة عدم التدخل الخارجي، وإنهاء جميع الأزمات في المنطقة بما فيها الحرب على اليمن".
وحول مدى استجابة دول الخليج للمبادرة قال: "الاستجابة الخليجية غير مفصولة عن وقف الحرب في اليمن بحسب ما تريده إيران، ومن خلال ما سمعنا عن وساطات عراقية وباكستانية وأطراف أخري، ربما بدأت السعودية في البحث الجدي عن حل للتوتر خاصة بعد ضربات أرامكو التي كشفت هشاشتها عسكريا".
اقرأ أيضا: روحاني يلمح إلى تنازلات بـ"الاتفاق النووي" إذا رفعت العقوبات
وتابع: "قد نشهد بدايات البحث عن مخرج سعودي للأزمة، وقد تكون هناك لقاءات خليجية إيرانية في هذا الاتجاه". لكنه استدرك قائلا: "أعتقد أن أمريكا لن تسمح بنجاح التجارة الإيرانية، لأنها لا تقبل أن تكون خارج النظام الأمني للخليج". وزارد قائلا: " أمريكا لن تسمح بتحالف إيراني خليجي في المنطقة، ولست متفائلا بنجاح تحالف الأمل، ولا حتى المشروع الأمريكي لأمن الخليج لأن الأوروبيين متحفظون وروسيا والصين لن تشاركا فيه أيضا".
الخبير في الشأن الإيراني محمد حيدر رأى أن المبادرة الإيرانية واضحة، وتهدف طهران من خلالها إلى أن يتولى أصحاب الشأن أمن الملاحة في الخليج بدلا من التدخل الأمريكي لحل المشاكل العالقة من هذه الدول".
وقال في حديث لـ"عربي21" أن إيران عبر المبادرة توجه رسالة لدول الخليج تقول فيها: "ما الضير في أن تجلس دول الخليج المعنية بأمن المنطقة على الطاولة بوجود مندوبين من الأمم المتحدة لمناقشة هذه المبادرة؟". معتبرا أن الجوس والاحتكام لطاولة الحوار لا يعد انهزاما.
وحول تعمد روحاني طرح المبادرة في الأمم المتحدة قال: "إيران تريد إضفاء جدية ومصداقية للمبادرة، وتؤكد من خلال طرحها في الأمم المتحدة أن تتحمل تبعات هذه المبادرة وما يترتب عليها من التزامات".
هل زادت إسرائيل اعتمادها على الـ"درونز" مقابل المقاتلات؟
بعد 400 مليار وصفقة القرن.. بأي ثمن ستحمي أمريكا السعودية؟
سيناتور مقرّب من ترامب: الهجوم على السعودية "عمل حربي"