نشر موقع "ديلي بيست" تقريرا، يقول فيه إنه بعد خمسة أيام من القتال سيطرت القوات التركية ومقاتلو المعارضة السورية على بلدة تل أبيض الحدودية، وهو أول انتصار مهم في حملة "نبع السلام"، التي أعلن عنها الرئيس رجب طيب أردوغان.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه بعد إحكام السيطرة على بلدة تل أبيض، فإن القوات التركية والجيش السوري قاما بالتحرك مباشرة إلى بلدة عين عيسى، الواقعة على خط "أم فور"، الذي يعد الشريان الذي يربط المنطقة.
ويلفت الموقع إلى أن هذا التحرك يأتي بعد يوم من قتل هفرين خلف، التي تعد من قيادات قوات سوريا الديمقراطية، والسكرتيرة العامة لأكبر حزب كردي في المنطقة على يد المقاتلين المؤيدين لتركيا.
ويجد التقرير أنه في حال أحكمت القوات التركية والسورية الداعمة لها سيطرتها على نقاط جديدة على طول الطريق، فإنها ستكون قادرة على دق إسفين بين مناطق الشرق والغرب في شمال شرق سوريا، وإعاقة حركة الإمدادات للمقاتلين الأكراد في المعارك المقبلة.
ويقول الموقع إن العملية ستكون تجاوزا للعمق الذي تم الاتفاق عليه في المفاوضات بين أنقرة وواشنطن بشأن المنطقة الآمنة، مشيرا إلى أن الهجوم على بلدة عيسى يعد مهما نظرا لوجود أكثر من ألف عنصر من عناصر تنظيم الدولة الذين تم احتجازهم بعد انهيار "الخلافة".
ويلفت التقرير إلى أن هناك توقعات بهروب أكثر من 750 منهم بعد انسحاب المقاتلين الأكراد والقوات الأمريكية المرافقة لهم، مشيرا إلى أن مسؤول الشؤون الإنسانية في قوات سوريا الديمقراطية عبد القادر الموحد زعم أن القصف التركي أصاب المناطق المحيطة بمخيم الاعتقال.
وينوه الموقع إلى أن وسائل إعلام محلية نقلت عن مسؤولين أكراد، قولهم إنه لم تعد لديهم القوة البشرية لحراسة عناصر تنظيم الدولة.
وينقل التقرير عن المتحدث باسم قوات حماية الشعب الكردية ريدور خليل، قوله إن "تأمين المعتقلين وملاحقة الخلايا النائمة لتنظيم الدولة ليسا من أولويتنا"، مشيرا إلى أن الأولوية هي حماية الأكراد ومواجهة "العدوان" التركي، و"على العالم معالجة موضوع تنظيم الدولة لو كان فعلا مهتما"، وجاءت تصريحاته بعد قرار الرئيس دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من المنطقة، وبرر خليل عدم الاهتمام بأسرى التنظيم.
ويعلق الموقع قائلا إن تصريحات المسؤول الكردي ليست مشجعة في ضوء العملية التي أعلن تنظيم الدولة عنها في مدينة القامشلي، لافتا إلى أنه تم الإعلان يوم الأحد عن ضرب مقذوفات كاتيوشا على قاعدة عسكرية أمريكية في الشدادي.
ويذهب التقرير إلى أن الأزمة الحالية تقدم للتنظيم فرصة ليستغل الثغرات ويقوم بعمليات ضد الأطراف كلها، مشيرا إلى أن خروج الأمريكيين من رأس العين هو الانسحاب الخامس منذ العملية التركية، بعد رأس العين وكوباني وتل أبيض وتل البيدر.
ويستدرك الموقع بأن القوات الأمريكية في الجنوب والغرب ستحاول منع تقدم الروس وقوات نظام بشار الأسد، لافتا إلى أنه كانت هناك تعزيزات قوية لقوات النظام شوهدت لمساندة دفاعات قوات سوريا الديمقراطية.
ويبين التقرير أن هذه تحركات متوقعة بعد إعلان تركيا عن عمليتها، ففي بلدة منبج، وهي المنطقة الوحيدة التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية غربي نهر الفرات، لوحظ انتشار واسع لقوات النظام في محيط البلدة، مشيرا إلى أن أشرطة فيديو كشفت عن قوافل عسكرية للنظام تنتشر في ريف البلدة، وعلى طول خطوط القتال بين القوات التركية والجيش الوطني السوري.
ويشير الموقع إلى أن مراسل قناة "أنا"، أوليغ بلوخين، الذي غطى سيطرة النظام على خان شيخون وتدريب المتعهدين الروس للمليشيات الموالية للأسد، وضع صورا لمركز منبج، التي تشير إلى أن البلدة ستتعرض لهجوم روسي.
ويورد التقرير نقلا عن عضو مجلس منبج الثوري، عماد الهنادل، قوله: "بحسب علمي فإنه سيسمح للقوات التركية والجيش السوري الحر بدخول منبج، بموجب الاتفاق مع واشنطن"، لكنه أضاف أن المجلس بدأ يسمع عن اتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية لتسليم البلدة لقوات النظام.
وبحسب الموقع، فإن منبج ظلت نقطة خلافية بين تركيا والأمريكيين منذ حزيران/ يونيو 2018، وذلك عندما أعلن الطرفان عن تشكيل خريطة طريق للسيطرة على البلدة، من خلال الدوريات المشتركة مقابل خروج قوات سوريا الديمقراطية منها.
ويلفت التقرير إلى أن فشل أمريكا في الوفاء بأي من التعهدات كان جزءا من المظالم التي دفعت تركيا للقيام بالعملية الحالية، مشيرا إلى أن هناك شائعات أخرى عن قوات للنظام بدأت تتوسع في مناطق أخرى مثل الرقة.
وينوه الموقع إلى أنه بحسب تقارير منظمة "الرقة تذبح بصمت"، فإن مليشيات موالية للنظام شوهدت عند الرصافة والبوحمد جنوب المدينة؛ تحضيرا لضرب قوات سوريا الديمقراطية في الطبقة والمنصورة والقرى الأخرى المحيطة بالرقة.
ويختم "ديلي بيست" تقريره بالإشارة إلى أن قوات النظام واجهت بطئا في التحرك عندما قامت طائرات التحالف بالتحليق فوقها في الطبقة والرصافة والمنصورة، فيما انتشرت في منبج شائعات عن قرب دخول قوات النظام لها وللحسكة.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
MEE: كيف تنظر إيران للتوغل التركي في شمال سوريا؟
التايمز: كيف خدم خروج أمريكا غير المنظم من سوريا أعداءها؟
فورين بوليسي: من سيملأ الفراغ الذي ستتركه أمريكا في سوريا؟