قالت مصادر قيادية بحركة النهضة التونسية، إن الأمين العام للحزب القيادي البارز زياد العذاري، لم يستقل من الحركة، وإنما من المواقع التي كان يشغلها فقط.
وكان العذاري كشف أن سبب استقالته من مواقعه جاءت على خلفية ما اعتبره "عدم اقتناعه بخيارات أخذتها مؤسسات الحزب ( آخرها كان ملف تشكيل الحكومة القادمة ) حيث رأى أنها "لا ترتقي إلى انتظارات التونسيين و لا إلى مستوى الرسالة التي عبروا عنها في الانتخابات الأخيرة".
وقالت النائب وعضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة يمينة الزغلامي في تصريح لـ"عربي21" أن "المكتب التنفيذي لم ينظر بعد في استقالة الأمين العام للحركة زياد العذاري، مؤكدة أن العذاري لم يستقل من النهضة بل من المناصب القيادية فيها".
وأكدت أن "رئيس الحركة لم يقبل استقالة العذاري ولم يتم التداول في الموضوع داخل المكتب التنفيذي، مؤكّدة أنه يمكن إقناع العذاري بالتراجع عن الاستقالة لأنه كفاءة عالية وكان عضو المجلس الوطني التأسيسي، والنهضة تتشرف بهذه الكفاءة، ونحن نأمل أن نقدر على إثنائه عن هذه الاستقالة ولن يتلو هذه الاستقالة استقالات أخرى".
وأشارت الزغلامي إلى أن "المكتب التنفيذي سيجتمع مساء الجمعة بشكل عاجل لقراءة هذه الاستقالة".
وأوضحت أن "حركة النهضة لا توجد بها خلافات بل آراء متباينة ولدينا مؤسسات تستوعب هذه الاختلافات، من مجلس شورى يضم 130 عضوا ومكتبا تنفيذيا ".
وأردفت "نحن حزب كبير ونسعى فعلا أن تكون داخله ديمقراطية حقيقية".
من جانبه قال النائب عن كتلة حركة النهضة فتحي العيادي معلّقا على استقالة زياد العذاري من المناصب العليا للحركة، إن "النهضة تلتزم بقرارات مؤسساتها وبذلك يمكن لأي قيادي في الحركة أن يعبر عن رأيه داخل المؤسسات.
وأضاف العيادي في تصريح لـ"عربي21" أن داخل النهضة آراء متنوعة ومختلفة ومتعددة ولكن هذا التنوع لا يعني الاستقالة من الحركة لأنه لو سلّمنا بذلك لاستقالت العديد من القيادات، مؤكدا أن ما يميز النهضة هو الالتزام بقرارات مؤسساتها والتزام كل قياداتها بقرارات المؤسسة ونحسب أن هذا أهم معنى حفظ الحركة في تجربتها السياسية الحديثة" .
اقرا أيضا : برلمان تونس يعلن أعضاء مكتبه ويفرز الكتل الرئيسية
ولم يتسن لـ"عربي21 " الحصول على تصريح من القيادي المستقيل زياد العذاري ولا حتى رئيس الحركة للتعقيب على قرار الاستقالة .
غضب زياد العذاري
من جهته يرى المحلل السياسي بولبابة سالم في قراءة لـ"عربي21" أن استقالة العذاري تعتبر رسالة قوية لحركة النهضة خاصة أن العذاري شخصية لها وزنها داخل الحركة وأمينها العام ومن الجيل الجديد ورجل اقتصاد قام بعمل جبار داخل حكومة يوسف الشاهد وتعرف على مختلف شركاء تونس في الخارج وقدم خدمات جيدة .
وأكد بولبابة سالم " أن زياد العذاري لا يعتبر الحبيب الجملي الشخصية المناسبة في هذا الظرف الصعب خاصة أن العذاري كان أكثر شخصية اقتصادية مرشحة لمنصب رئاسة الحكومة وكان يرى نفسه الأجدر وقرار ترشيح الحبيب الجملي كان مخيبا للآمال بالنسبة لزياد العذاري وكان يعتقد نفسه الأكثر كفاءة وبالتالي فهي حالة غضب وجرس إنذار لحركة النهضة ".
من جانبه يعتبر الصحفي والمحلل السياسي خالد البارودي أن العذاري عبر منذ مدة عن قلقه من الخطاب السياسي للحركة الذي طغى عليه الطابع الثوري والنبرة العالية وهذا الاتجاه كان يرفضه العذاري وقيادات أخرى ويدعم فكرة التوافق مع الجميع .
ومن بين العوامل الأخرى وفق خالد البارودي " التغير الذي حصل في القوائم الانتخابية في عدد من الجهات خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة والتي رافقها الكثير من الجدل " .
ويواصل البارودي بأن " العذاري اعتقد أن الطريق كان مفتوحا أمامه لتولي منصب رئيس الحكومة خاصة بعد تجربته لسنوات إلا أن تكليف الحبيب الجملي كان صدمة له وذلك بعد رفض الأحزاب الفائزة في الانتخابات لشخصية بارزة من النهضة تولي رئاسة الحكومة وأيضا وفق التسريبات عدم بروز اسم زياد العذاري لتولي أية حقيبة سياسية في الحكومة الحالية " .
برلمان تونس يعلن أعضاء مكتبه ويفرز الكتل الرئيسية
"النهضة".. من سنوات العمل السري إلى مشاورات تقلد الحكم
تونس.. سياسيون وخبراء يطالبون برفع سقف الخطاب ضد الاحتلال