بالتزامن مع استمرار قصف قوات "حفتر" لمدينة مصراتة منذ عدوانه على العاصمة
الليبية، إلا أن اللواء الليبي المتقاعد هدد باجتياحها إن لم تنسحب من
معارك طرابلس.
وهدد المتحدث باسم قوات "حفتر"، أحمد المسماري، باستمرار قصف
مدينة مصراتة يوميا بالغارات الجوية في حال لم تنسحب قواتها من طرابلس وكذلك من مدينة سرت، في مدة ثلاثة أيام ، انتهت مساء أمس الأحد، إلا
أنه أعلن تمديد المهلة 3 أيام أخرى.
وزعم "المسماري" أن "تجديد المهلة جاء بعد تواصل من شخصيات
من مصراتة مع القيادة العامة (حفتر) تطالب بذلك، وهو ما نفاه العديد
من قيادات المدينة العسكريين والسياسيين".
رفض أمريكي وحكومي
في المقابل، رفضت الولايات المتحدة الأمريكية هذا التصعيد، وأعربت عن قلقها
من تهديد "حفتر" باستخدام الأصول الجوية والمرتزقة الأجانب التي توفرها
لمهاجمة مصراتة، كون هذا التدخل العسكري الخارجي يهدد احتمالات حل
النزاع في ليبيا، رافضة شن هجمات على المدنيين"، بحسب الناطقة باسم الخارجية
الأمريكية.
اقرأ أيضا: "الوفاق الليبية" ترفض مهلة حفتر للانسحاب من طرابلس وسرت
ومن جهتها، أعلنت القوات التابعة لحكومة الوفاق الليبية، رفضها لتهديد المدينة أو الزعم بتحديد "مهلة" لانسحاب قوات مصراتة من مدينتي طرابلس وسرت.
مراقبون للوضع العسكري رأوا أن الخطوة هدفها "تشتيت قوات حكومة الوفاق
المدافعة عن طرابلس، وبث الفتنة داخل صفوف هذه القوات بزعم وجود تواصل
بين "مصراتة" وحفتر.
ووفق تقديراتهم، فإن حفتر يحاول الإيهام بأن قوات المدينة الأكبر في الغرب
الليبي ربما تنسحب في أي وقت من المعركة للدفاع عن مدينتها، ما يعني استفراد
"حفتر" بمسلحي العاصمة وضواحيها وفقط".
وتبقى التساؤلات حول مقدرة "حفتر" تنفيذ تهديداته باجتياح
المدينة على غرار ما فعله في بنغازي والجنوب، أم يبقى صيغة إعلامية
على غرار معارك "ساعة الصفر" التي يطلقها من وقت لآخر.
تكثيف الضربات
من جهته، أشار الطبيب العسكري من الغرب الليبي، محمد الطويل إلى أن
"حفتر" الآن في حالة تخبط ويحاول رفع معنويات أنصاره ومقاتليه بتوجيه
التهديدات وتكثيف الضربات على مدينة قوية مثل مصراتة ليؤكد قدرته على
السيطرة والتواجد ومواجهة المارد التركي الذي ظهر بعد الاتفاقية الأخيرة.
وفي حديثه لـ"عربي21" أوضح الطويل أنه "بعد الاتفاقية
التركية الليبية ارتعب مقاتلي "حفتر" المهاجمين للعاصمة كونهم تأكدوا من
خسارتهم للمعركة حتى وإن استعانوا ببعض "المرتزقة" من هنا وهناك، أما
"مصراتة" فحفتر شخصيا يعرف أنها لن تنسحب أبدا من معركة
"العاصمة" لأن المصير واحد".
واستدرك: "لكن ربما يقوده جنونه بالاستعانة بالطيران الإماراتي
والمصري إلى قصف مواقع مدنية في المدينة، وحينها يبرئ نفسه أمام مناصريه من جهة
وأمام الرأي العام من جهة أخرى كونه وجه تحذيرا سابقا للمدينة".
استراتيجية وجبهة عكسية
الباحث السياسي السوداني المهتم بالملف الليبي، عباس صالح أكد أن "الهجوم على مصراتة هو مجرد إستراتيجية جديدة من "حفتر" من أجل ممارسة ضغوط كبيرة بهدف تحييد التشكيلات العسكرية المنحدرة من هذه المدينة في معركة الحسم التي يريد الأخير فيها إسقاط الحكومة الشرعية".
اقرأ أيضا: واشنطن قلقة من تحرك حفتر العسكري ضد مصراتة الليبية
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "كما يريد الجنرال الليبي بهذه
الخطوة إحداث انقسام وسط هذه التشكيلات، فضلا عن توفير غطاء لمجموعات سياسية
وعسكرية ستسارع لرفض القتال إلى جانب حكومة "الوفاق" حتى لا تتحمل تبعات
هذا وتتحول إلى نموذج مدينة بنغازي المدمرة"
وتابع صالح: "لكن بهذه الخطوة يكون "حفتر" قد فتح جبهة ربما
تكون نتائجها عكسية تماما، على غرار ما فعله في الجنوب ومناطق أخرى، فالضغوط
العسكرية لا تأتي بنتائج مضمونة دوما، كما أن تمديد مهلة للمدينة لتنفيذ شروطه هو
ترجمة فعلية لتطبيق هذه الإستراتيجية".
استقطاب عسكريي القذافي
من جانبها، رأت الناشطة والمدونة الليبية من مصراتة، لجين
شقلوف أن "حفتر لا يمتلك مقدرة عسكرية لدخول مصراتة لأن ذلك سيكلفه كثيرا
كونه ليس ندا للمدينة عسكريا أو ماديا".
واعتبرت في حديثها لـ"عربي21" التهديدات ما هي إلا "محاولة
للضغط من أجل سحب قوات مصراتة من معارك العاصمة لفك الضغط عن ميليشاته التي فشلت
في دخول طرابلس منذ تسعة أشهر رغم استعانته بالروس والجنجويد والمرتزقة".
وأضافت: "يريد حفتر أيضا مغازلة واستعطاف العسكريين الموالين لنظام
"القذافي" حتى يشاركوا في القتال معه بعدما استنزفت قواته ولم يعد لديه
مقاتلين من أبناء المنطقة الشرقية، كون هؤلاء العسكريين الموالين للنظام السابق، ويكنون
كل حقد وكراهية لمصراتة".
هل تحسم "مصراتة" معارك "طرابلس" لصالح الحكومة الليبية؟
حفتر يعلن انتهاء المفاوضات.. ماذا عن مؤتمر برلين؟
مختصون أتراك: إرسال قوات إلى طرابلس سيغير التوازنات