قصف عشوائي مكثف ومروع لم يتوقف منذ أسابيع وضحاياه كلهم من المدنيين وآخرها فاجعة بنيات عائلة الرقيعي بحي عين زارة، إضافة إلى محاولات اختراق دفاعات قوات الوفاق التي تتجدد كل يوم، والمجتمع الدولي لا يحرك ساكنا؟!
الأغرب من ذلك أن العدوان، بل الإجرام، مستمر حتى مع الخطر الذي يتهدد البلاد مع ظهور فيروس كورونا والذي إن تفشى سيشكل كارثة في ظل الحرب القائمة والإمكانيات المحدودة لمواجهته، والمجتمع الدولي الذي صدَّع رؤوسنا بخطة وقف إطلاق النار لم يُدن العدوان المستمر، وليس في تفشي المرض في بلدانهم حجة، فالإدانة الصريحة واتخاذ إجراءات صارمة تجاه المعتدي لن تنقص من جهود مكافحة الفيروس ولن تطيل عمره.
لعل منهم رجل رشيد
لا رجاء في حفتر والمتطرفين من أنصاره، فقد تعدى سلوكهم السياسي والعسكري حدود المعقول والمقبول وانحدر إلى مستوى متدني من اللاإنسانية.
إن الإصرار على استمرار الحرب وتعمد إشاعة الرعب وقتل الأبرياء وفي مقدمتهم الأطفال يكشف عن عقل مريض لا يرجى منه خير ولا يمكن أن يكون أداة بناء، بل هو معول هدم والحقائق هي التي تتحدث وليس المواقف والآراء.
غير أني ملزم أن أوجه خطابا إلى من أظن أنهم عقلاء وتورطوا في تبرير العدوان على طرابلس سواء من سكان الشرق أو أولئك الذين ينتمون للعاصمة وينحدرون منها، فأقول لهؤلاء في الكوارث والجوائح يوقف الناس شرهم ويكفوا أذاهم بل تتكاتف جهودهم لمواجهة الخطر الداهم الذي لن يفرق بين الشرق أو الغرب أو الجنوب، وشواهد التاريخ تكشف أن الأعداء جنحوا للسلم في أوقات النكبات.
منتظم دولي متورط بشكل أو آخر
أما المجتمع الدولي، فإن المماطلة والتسويف في مواجهة التصعيد الذي تورط فيه حفتر تحول إلى ما يمكن وصفه بالمداهنة، وصار يفسر من قبل شريحة واسعة من الرأي العام الرافض للعدوان على العاصمة بأنه تواطؤ ممنهج، وتغليب للحل العسكري على الحل السياسي، وأن بيانات الأطراف الدولية وتصريحات المسؤولين الغربيين بأن لا حل عسكري للأزمة لا تعكس الواقع ولا تمثل الحقيقة.
نجحت حكومة الوفاق بتعاونها مع تركيا في تحييد طيران حفتر بعد أن هيمن به على سماء العاصمة لعدة أشهر، وتستطيع الوفاق أن تحيد مدفعيته بكافة أنواعها من خلال عملية عسكرية واسعة
ليبيا على أعتاب جولة ثانية من التفاوض
ليبيا.. فوضى المسار السياسي وتدافع أطراف الصراع
تونس وتحديات الانتقال الديمقراطي