نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا عن خسائر الجنرال المتقاعد خليفة حفتر وأثرها على الفضاء السياسي في ليبيا.
وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21" إن مبادرة القاهرة لوقف إطلاق النار، هي محاولة لتقليل خسائر حفتر التي كشفت عن نفوذ تركيا الحاسم، عبر دعمها حكومة الوفاق الوطني.
ورأت الصحيفة أن حجم وسرعة انهيار حفتر "أدهشت الليبيين، ودفعت محللين للقول، إن تراجعه لن يكون نهاية لحملته التي استمرت 14 شهرا على العاصمة، بل وتؤشر إلى مرحلة يتشكل فيها الفضاء العسكري والسياسي للبلد".
ونقلت الصحيفة عن طارق المجريسي، الباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية قوله، "كل الإشارات تسير نحو التغير، وليس من الواضح ما ستؤول إليه الأمور بعدما ينجلي الغبار، ولكن حفتر أصبح مهزوما، وهذه هي المرة الأولى التي نراه يقدم تنازلات أو عرضا للتسوية منذ عودته إلى ليبيا عام 2014".
وتعتبر ليبيا من أغنى دول القارة الإفريقية من ناحية احتياطات النفط، وتعيش في حالة من الفوضى منذ العملية التي قادها حلف الناتو والولايات المتحدة للإطاحة بالزعيم معمر القذافي عام 2011.
اقرأ أيضا: مبادرة السيسي للحل بليبيا.. ما أهدافها وفرص قبولها؟
وأضافت الصحيفة: "تحول البلد على مر السنوات إلى دولة مقسمة بين الشرق والغرب، حيث سيطر حفتر على بنغازي في الشرق، أما حكومة الوفاق التي تعترف بها الأمم المتحدة فقد سيطرت على طرابلس في الغرب".
وحققت القوات التابعة لحكومة الوفاق سلسلة من الإنتصارات التي أدت لهزيمة قوات حفتر وإخراجهم من الغرب ودفعتهم للهروب إلى الشرق، بدعم تركي.
ونقلت نيويورك تايمز عن ولفرام لاتشر من المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية قوله، إن السؤال المطروح عما ستفعله روسيا، بعد هرب مئات من المرتزقة الذين أرسلتهم شركة فاغنر المقربة من الكرملين من حول العاصمة إلى قاعدة عسكرية في الشرق.
وأضاف: "يمكن للروس استخدام قوتهم الجوية لمنع قوات الحكومة التقدم نحو الهلال النفطي الذي يشكل مركز الصناعة النفطية الليبية وما زال بيد حفتر".
ولفت لاتشر إلى أن المبادرة المصرية التي أعلن فيها عن وقف إطلاق النار قد تكون مقدمة لغارات جوية مصرية أو قوة أخرى ضد قوات الحكومة. وقال "أرى أنها تحذير لقوات الحكومة أن مصر ستفرض خطا أحمر لو لم تتوقف عن تقدمها".
وشدد على أن المصريين "يريدون استمرار سيطرة حفتر على الهلال النفطي، ومع ذلك فالهزائم تعتبر تغيرا في حظوظ حفتر، 76 عاما الذي كان رصيدا لسي آي إيه، ومنذ ظهوره عام 2014 عرف بأنه رجل مشاكس يريد السيطرة بالقوة ولا يهتم بالسياسة وحاول اللعب بحلفائه الأجانب ولم يخف نيته السيطرة على البلاد بقوة السلاح".
اقرأ أيضا: مجلس الدولة: لا جديد بإعلان القاهرة وحفتر ليس جزءا من الحل
وأكدت الصحيفة أن "الزعيم المشاكس بدا وقد تأدب يوم السبت في القاهرة حيث اقترح أنه مستعد لتطبيق وقف إطلاق النار بدءا من الإثنين، ولكنه هاجم في خطابه ما أسماه الإستعمار التركي، ودعا لإخراج كل المقاتلين الأجانب والأسلحة، والمفارقة أن حفتر اعتمد بشكل قوي على المرتزقة الأجانب والدعم العسكري من حلفاء الخارج لكي يقوم بعمليته الفاشلة ضد طرابلس".
وفي نفس الاتجاه واصلت الصحيفة القول: "كانت حملته تسير بشكل جيد وبدعم من الروس حتى كانون الثاني/يناير، عندما تدخلت تركيا إلى جانب حكومة الوفاق، و تدخل أردوغان في المعمعة بدوافع تجارية واستراتيجية، بعد توقيع سلسلة من المعاهدات العسكرية والتجارية مع الحكومة".
وشددت على أن الطائرات بدون طيار التركية ساهمت في سحق خطوط الإمداد لحفتر، ودمرت الشهر الماضي سلسلة من أنظمة الدفاع الروسية التي اشترتها الإمارات دعما لحفتر.
وختمت الصحيفة بالقول إن "تركيا وروسيا قد تبتعدان عن المواجهة المباشرة وربما توصلتا لصفقة في ليبيا، في حين يواجه حفتر تحد في قاعدة سيطرته الشرق التي همش فيها المنافسين له".
صحيفة: هل تتدخل واشنطن بليبيا بعد وصول طائرات روسية؟
أويل برايس: انتصار غير متوقع لتركيا في حرب النفط بليبيا
خبير روسي: خلاف داخلي بموسكو حول دعم حفتر والكرملين لا يدعمه