تعهدت جماعة الإخوان المسلمين باستمرار
ما وصفته بالعمل الدؤوب لدى كل المنظمات والمؤسسات الحقوقية والقانونية الدولية لفتح
تحقيق عادل لمجزرة في اعتصام رابعة، مشدّدة على أنها لن تتوقف عن "هذا المسعى
مهما طال الزمن، ومهما كان التواطؤ الإقليمي والدولي مع المنقلبين".
جاء ذلك في بيان لها، الجمعة، تلقت
"عربي21" نسخة منه، بمناسبة الذكرى السابعة لمجزرة فض رابعة، التي راح
ضحيتها مئات القتلى وآلاف الجرحى والمعتقلين.
وقالت: "في مثل هذا اليوم،
استيقظ الشعب المصري، والعالم أجمع، على أبشع مجزرة في تاريخ مصر الحديث، دبرها
بليل ونفّذها الانقلابيون العسكر ضد أكبر اعتصام سلمي وأكثرها تحضرا في ميداني رابعة
العدوية ونهضة مصر، حيث اقتحمت المدرعات والمجنزرات الميدان، واعتلى القناصة أسطح
المنازل وحلّقت الطائرات الحربية في سماء الميدان، فقتلوا وجرحوا الآلاف بدم بارد،
وأحرقوا خيام الاعتصام بمن فيها، وبعد احتراق الجثث أزالوها بالجرافات، وألقوا بها
في مقابر جماعية غير معلومة، لإخفاء معالم جريمتهم النكراء".
وأضافت: "منذ ذلك اليوم
أصبحت رابعة رمزا للحرية والعزة والكرامة، وملهمة للأحرار ورافضي الظلم والطغيان
في ربوع الدنيا، وأصبحت منارة هادية لهذا الجيل ولكل الأجيال القادمة".
وقالت إنها "ليست تاريخا
وجغرافيا -فقط- وإنما أصبحت أيقونة لكل الأحرار في العصر الحديث، وعلى طريقها
يرتقي الشهداء الأبرار شهيدا تلو شهيد، وكان آخرهم الدكتور عصام العريان الذي لقي
ربه أمس الخميس شهيدا - بإذن الله - داخل سجون الانقلاب في ظروف وحشية يندى لها
جبين الإنسانية".
وتابعت: "اليوم وقد بات
جليا لكل ذي قلب حي وعقل واع خطر هؤلاء الانقلابيين على حاضر مصر ومستقبلها، بل
وعلى حاضر الإسلام ومستقبله؛ فقد انكشفت عمالتهم لأعداء الدين والأمة، وخيانتهم
للوطن، وتفريطهم في أمنه وحدوده ومياهه وترابه وثرواته، وذلك في إطار حلف إقليمي
متصهين يحرس مصالح الكيان الصهيوني وأمنه.
ويفتح الطريق على مصراعيه لجر
دول عربية وإسلامية إلى مستنقع التطبيع مع هذا الكيان المحتل، وما الإعلان أمس
الخميس عن إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين الصهاينة ودولة الإمارات العربية منا
ببعيد".
اقرأ أيضا: صلاة الغائب الجمعة بإسطنبول على روح العريان.. وعزاء إلكتروني
وأردفت: "لقد تأكدت قسوة
قلوب هؤلاء الانقلابيين على الشعب المصري، بكل طوائفه، حيث يتم سحقه بكل الوسائل،
من تهجير قسري، وغلاء فاحش في الأسعار، وضرائب باهظة، ورشوة ومحسوبية، وفساد يزكم
الأنوف، وفي الوقت نفسه انكشفت أكاذيب وعودهم للشعب المصري، وسط حملات قمع وقهر
تشيب لهولها الرؤوس، ولم يعد هناك سبيل للخلاص من تلك الطغمة المجرمة، إلا أن ينتفض
أحرار الشعب المصري على قلب رجل واحد لاقتلاع جذورها، وتخليص البلاد من شرورها".
وشدّدت جماعة الإخوان على أن "دماء
آلاف الشهداء والجرحى الذين سقطوا في تلك المجزرة لن تذهب هدرا، وإن القصاص العادل
حق لها لا يمكن التفريط فيه أو المساومة عليه، وهو علاوة على أنه مسؤولية المجتمع،
فهو حق خالص لأولياء الدم، ولا يحق لأحد التنازل عنه".
وأكدت أن "استكمال مسيرة
التحرر الوطني التي مهّد الشهداء طريقها بدمائهم الزكية، وفي مقدمتهم الرئيس
الشهيد محمد مرسي (أيقونه الحرية)، أمانة في عنق كل وطني غيور وكل محب للعدل
والحرية، فالحرية عمل، والحرية بذل من أجل فكرة هادفة وغاية نبيلة، وكلنا راحلون
والوطن سيبقى.. فليبق عزيزا".
واستطردت قائلة: "نعاهد
الشعب المصري الأصيل على استمرار العمل الدؤوب ومعنا كل الأحرار - دون كلل - لدى
كل المنظمات والمؤسسات الحقوقية والقانونية الدولية لفتح التحقيق العادل في تلك
المجزرة، وهو ما نطالب به عبر كل السبل منذ سبع سنوات، ولن نتوقف عن هذا المسعى
مهما طال الزمن، ومهما كان التواطؤ الإقليمي والدولي مع المنقلبين، فهذه الجريمة
الشنيعة لن تسقط بالتقادم، ولن يفلت مرتكبوها وكل من شارك فيها من الحساب".
وقالت جماعة الإخوان إنها تؤمن
أن "الاستبداد إلى زوال، وأن يد القدرة الإلهية تتدخل بعد الأخذ بالأسباب دون
يأس أو وهن، كما أننا على ثقة في وعد الله بنصره لأهل الحق، ووعيده للمجرمين
القتلة بالقصاص العادل".
ولفتت إلى استمرار مطالباتها
للأمم المتحدة للقيام بواجبها في "ملاحقة مرتكبي جريمة رابعة التي ترقى إلى
الإبادة الجماعية.
وأضافت: "في هذه المناسبة
التاريخية، تعيد الجماعة تأكيد دعوتها الدائمة لأبناء الشعب المصري الأصيل
بكل قواه الوطنية - على قدم المساواة - العمل الجاد والاصطفاف
الوطني، وفاء لتضحيات الشهداء والجرحى والمعتقلين، وإعلاء للمصلحة الوطنية
في تحقيق آمال الشعب في إقامة دولة ديمقراطية عادلة، يتمتع فيها الجميع بالحرية
الكاملة".
منظمات حقوقية: لن يفلت مرتكبو مذبحة "رابعة" من العقاب
روايات على هامش مجزرة فض "رابعة".. وما خفي أعظم
أين شركاء السيسي في مجزرة فض رابعة العدوية الآن؟