نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا حول
التوتر في العلاقات بين تركيا واليونان، والمتركز حول احتياطات الغاز في شرق
المتوسط. وربطت هذا التوتر بزيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.
وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته
"عربي21" إن الأدميرال المتقاعد فاسيليوس مارتزوكوس، يؤمن مثل غيره في
الجيش بالقوة العسكرية. وفي مسيرته العسكرية التي شهدت نزاعات مع تركيا، فقد تأكد
اقتناعه بمفهوم "إن أردت السلام فعليك التحضير للحرب".
وقال الأدميرال المتقاعد: "هناك أمر غريب
يتعلق بالردع" و"كلما أردت تجنب الحرب فعليك الظهور بمظهر من يبحث عنها".
ووسط التوتر والدبلوماسية الدولية المتعثرة،
أعلنت أثينا عن تقوية دفاعاتها العسكرية. فبرنامج الأسلحة وهو الأكبر منذ عقود
يعني شراء اليونان مقاتلات عسكرية وفرقاطات ومروحيات وأنظمة صاروخية.
وبالإضافة إلى 18 مقاتلة فرنسية
"رافال" وأربع فرقاطات متعددة الأغراض، سيتم تحديث الطائرات والسفن
القديمة حسبما يقول رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، الذي كشف عن تسليح
بـ 6.8 مليارات يورو. وتشتمل على صواريخ مضادة للدبابات وطوربيدات وصواريخ جوية
وتنشيط الصناعة العسكرية اليونانية، وتقوية دفاعاتها الإلكترونية وتجنيد 15.000
جندي في السنوات الخمس المقبلة.
وقال الأدميرال المتقاعد مارتزوكوس: "ستكون
الإجراءات تعزيزا عظيما لقواتنا المسلحة" و"ستعمل كردع. ويجب إقناع
الطرف الآخر بأن لديك القوة وستسخدمها حالة الضرورة".
وكان الصيف حارا في طبيعة التوتر بين البلدين
وأكثر من حالة العداوة المستمرة. فحالة التوتر حول احتياطات الغاز الطبيعي في مياه
شرق المتوسط كادت أن تقود لمواجهة عسكرية بين بلدين عضوين في حلف الناتو.
وأعلنت وزارة الخارجية اليونانية عن قرب عقد
محادثات "استكشافية" مع أن هذا لم يخفف من إمكانية تجدد الدراما من
جديد. وتوقفت المحادثات في جولتها الـ 16 عام 2016 وركزت بشكل محدد على حل
الخلافات البحرية. وقال أستاذ العلاقات الدولية قسطنطينوس فيليس: "عدم الثقة
المتبادلة يبدو من استئناف العلاقات بدون أي تواصل بين البلدين".
وأضاف الأدميرال أن "أنقرة أرسلت رسائل أخرى عن
نيتها شمل موضوعات أخرى بما فيها اعتبار الجزر اليونانية مناطق منزوعة السلاح،
ولست متفائلا". وقامت تركيا بتحليق طائرة بدون طيار فوق جزيرة كاستليوريزو في
نهاية الأسبوع، وقامت بتلطيخ العلم اليوناني بالأحمر على وقع النشيد الوطني
التركي. ووصفت أثينا العملية بأنها محاولة "لتفجير" أي فرصة للتقارب.
ولم يكن التوتر في مستويات عالية كما كان منذ العملية
التركية بجزيرة قبرص عام 1973. أول عملية مواجهة عسكرية يحاول فيها كل طرف تأكيد
سيطرته وأحقيته بمناطق الغاز في شرق المتوسط حيث حلقت المقاتلات وانتشرت السفن
الحربية. وكانت المواجهة التي استمرت سبعة أسابيع نتاجا لاكتشاف كميات من الغاز
الطبيعي في قاع البحر وتصاعدت مع نشر تركيا سفينة "الريس عروج" للقيام
بعمليات تنقيب ورافقتها البحرية التركية.
وردت أثينا بوضع قواتها العسكرية في حالة من
تأهب قصوى وسط مخاوف من حدوث حادث أو سوء تصرف بشكل ينقل الإحتكاك إلى مرحلة جديدة.
وقامت تركيا بمناورة بالرصاص الحي قريبا من المياه القبرصية وهناك إمكانية لعملية
بحث جديدة. وفي نزاع ارتبط بالخلافات التركية- اليونانية بدأت تركيا بالتنقيب عن
النفط في المياه القريبة من قبرص. وذلك بعد اكتشاف كميات من النفط من قبل الحكومة
المعترف بها في نيقوسيا.
وجاء التحول عندما أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان
عن عودة الريس عروج إلى قاعدتها في 13 أيلول/سبتمبر لمنح الدبلوماسية فرصتها. وقال
الملحق العسكري في سفارة الإتحاد الأوروبي في أثينا: "كانت فترة مثيرة للقلق
للجميع" و"من الصعب لبلدهم الخروج من الأزمة وتخفيض التوتر في وقت
استخدم فيه الرئيس التركي خطابا قويا لجذب قاعدته".
ومع خروج السفينة التركية تنفس القادة
الأوروبيون الصعداء ولكن الحادث وضع تركيا في وضع صعب مع الكتلة الأوروبية
وتهديدات بفرض العقوبات على أنقرة في قمة أوروبية كانت ستعقد في الأسبوع الماضي
ولكنها أجلت إلى الأول من تشرين الأول/أكتوبر وذلك بسبب دخول رئيس المجلس الأوروبي
تشارلس ميشل للحجر بعد إصابته بفيروس كورونا. ويقول كوستاس إنفانتيس، أستاذ
العلاقات الدولية بجامعة بانتيون في أثينا إن المواجهة في الصيف كانت صيحة تحذير.
وقال: "لم تكن هذه لعبة شد الحبل المعتادة
بل مقدمة للحرب". وقال المتخصص بالشؤون التركية وقضى العقد الماضي وهو يدرس
في إسطنبول: "النزاع بين تركيا واليونان لن يحل شيئا. ويعرف الطرفان أنهما
يستطيعان قصف بعضهما البعض والعودة إلى العصر الحجري ولكن ماذا سينجزان؟ ولا خيار
إلا العودة وفتح خطوط الإتصال والحوار".
ولم يستبعد رئيس الوزراء اليوناني إمكانية
مقابلة أردوغان في وقت وصل فيه بومبيو إلى المنطقة بعد أسبوعين على زيارته لقبرص.
وسيناقش بومبيو في زيارته لليونان تعزيز
العلاقات العسكرية الأمريكية مع أثينا وسط تدهور في العلاقة مع تركيا على خلفية شراء
أنقرة نظام أس- 400 الصاروخي من روسيا.
ويأمل ميتسوتاكيس أن تعوض صفقات الأسلحة عمليات
تخفيض النفقات الدفاعية السابقة بسبب الديون التي عانت منها البلاد. وتم جمع 2.5
مليار يورو من خلال السندات وقد تمول المشتريات العسكرية.
وقالت حكومة يمين- الوسط
إنها تفكر بتمديد الخدمة العسكرية كوسيلة لمواجهة نقص القوات في وقت الأزمة.
ولا يزيد عدد القوات اليونانية عن 11.000 جندي
وبحار وعامل في القوات الجوية وهو عدد أقل بكثير من القوات التركية بحيث دفع
أردوغان لوصفها بـ "المتداعية" فقط بل وبأنها لا تستطيع الوقوف أمام
ثاني أكبر قوة عسكرية في حلف الناتو. وقال هذا الشهر: "إما سيفهمون لغة
السياسة والدبلوماسية أو في الميدان وبتجربة مؤلمة".
ونجحت الحملة التي قامت بها أثينا للحصول على
دعم لها وقبرص من الإتحاد الأوروبي، إلا أن المشتريات لن تكون جاهزة إلا بعد سنوات
ولن تكون صالحة للعمل حالا. وقال محلل مقيم في أثينا: "لم أر أو أسمع أن اليونان
تحضر للحرب" و"لكنهم يتدربون جيدا ويعملون كثيرا وبعد تخفيضات لديهم حس
قوي بالواجب نحو بلدهم".
التايمز: هل تعاقب واشنطن تركيا وتنقل قاعدتها من إنجرليك؟
WP: مساع أمريكية ألمانية دفعت للتفاوض بين تركيا واليونان
FP: هل يستطيع ماكرون لعب دور القوة العظمى بالشرق الأوسط؟