تعتبر اليد من أهم أعضاء الجسد الإنسانيّ: فبها نزرع الأرض، ونعمر الدنيا، ونملأ الحياة بالسلام والمحبّة والنور، ولكن مع الأسف يمكن، وبذات اليد، أن تخرّب الأرض، ويدمر الكون، وتملأ الحياة بالاضطراب والكراهية والظلام!
في زمن الحروب واللادولة تبرز قوى البطش والدمار في كلّ زوايا البلاد التي تغيب عنها شمس القانون، وأنوار العدالة، وسلطان القضاء، وهذا ما حصل للعراق والعراقيّين بعد العام 2003!
برزت في العراق العديد من الأيادي المليئة بالخير والشرّ، والسلام والإرهاب، والنور والظلام، والسعادة والتعاسة، ولكنّنا يمكن أن نشير إلى نوعين من الأيادي، على اعتبار أنّ البقيّة منضوية تحت أحدهما، وهما:
- الأيادي البيضاء: وهي تشمل كلّ الذين يعمّرون الأرض، ويزيّنون الحياة، ويزرعون الحقول، ويحافظون على الإنسان والحيوان والنبات والبيئة، ويشجّعون كلّ مظاهر الحياة، وهؤلاء هم الأغلبيّة الساحقة من الناس على هذا الكوكب!
- الأيادي السوداء: وهذه تضمّ كلّ الذين يدمّرون الأرض، ويخرّبون الحياة، ويقتلعون الحقول، ويقتلون الإنسان وبقيّة الكائنات، ويضربون كلّ مظاهر الحياة، وهؤلاء هم القلّة القليلة لكنّهم ينشرون في الأرض الظلام والسوداويّة لأنّهم يمتلكون السلاح والسلطة!
من الثابت أنّ لكلّ فعل ردّ فعل يساويه في المقدار ويعاكسه في الاتّجاه، ومن هنا فكلّ محاولات أصحاب الأيادي السوداء التدميرية ستنعكس على واقع الحال العامّ، وعلى أبسط حيثيّات الحياة، وستقود إلى مزيد من التفكّك الأسريّ، وستبقي حالة الاحتقان المجتمعيّ في الشارع!
الملاحظ أنّ هذه الأيادي السوداء تكاتفت معاً في محاولاتها (الشيطانيّة) لقتل العراق والعراقيّين، وسحق الماضي والحاضر والمستقبل!
مؤامرات تنويم الناس ومحاولات تخديرهم، وترهيبهم، عبر وسائل القوّة والإغراء والإغواء، لا يمكن أن تستمرّ إلى ما لا نهاية، ولا يمكنها أن تصمد أمام طوفان الشعوب الحيّة!
مؤامرات تنويم الناس ومحاولات تخديرهم، وترهيبهم، عبر وسائل القوّة والإغراء والإغواء، لا يمكن أن تستمرّ إلى ما لا نهاية، ولا يمكنها أن تصمد أمام طوفان الشعوب الحيّة!
إنّ محنة الإنسان لا تتوقّف ضمن إطار عائلته فقط، بل تنعكس آثارها السلبيّة على عموم المجتمع، وبالمحصّلة تؤثّر على عموم الوطن؛ لهذا ينبغي علينا أن نلتفت باهتمام حقيقي لواقع الحال، وأن نتكاتف جميعاً لتعرية المجرمين والمخرّبين، وتنظيف العراق من هذه الأيادي السوداء التي، إن بقيت، ستستمرّ في تخريب المشهد العامّ في الوطن، وذلك لا يكون إلا برفض خططهم الشيطانيّة، ومناصرة الثورة الشعبيّة السلميّة بعيداً عن أساليب الأيادي السوداء الملطّخة بالدماء والدمار والانتقام!
هذه المناهج الشرّيرة لن تصمد، أو تفلح في ضرب مساعي الأيادي البيضاء الهادفة لنشر السلام والمحبّة والسعادة ورغيف الخبز وحبّة الدواء بين المواطنين!
أصحاب الأيادي السوداء هم قلّة قليلة، ومستمرّون في تدمير الوطن وترجيف الناس وتفزيعهم!
فمنْ يمكنه أن يلجم إرهاب الأيادي السوداء ويحجّم فسادهم سيتمكّن من بناء الدولة العراقيّة!
فمَنْ سيفعلها؟
twitter.com/dr_jasemj67