قال محاضر إسرائيلي في الجامعات الأمريكية، إن "إسرائيل مطالبة بأن تضمن استمرار إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بالعمل ضد ظاهرة التبرعات القادمة من الدول العربية والفلسطينيين لصالح الجامعات الأمريكية؛ لأنها تزيد من حدة معاداة إسرائيل في حرم الجامعات".
وأضاف البروفيسور إيتان غلبوع في مقاله بصحيفة معاريف، ترجمته "عربي21"، أنه "للمرة الأولى تم نشر بيانات عن نطاق البلدان المانحة والمؤسسات المتبرعة التي تقدم أموالها للجامعات الأمريكية، بحيث يجب على كل جامعة الإبلاغ عن أي تبرع من مصدر أجنبي تزيد قيمته على 250 ألف دولار، بعد أن اتضح أن العديد من الجامعات لم تبلغ السلطات الأمريكية بما هو مطلوب عن التبرعات والمنح من الكيانات العربية".
وأوضح غلبوع، الخبير بمركز SA للدراسات الاستراتيجية بجامعة بار إيلان، أن "إدارة ترامب نشرت بيانات حول مساهمات الدول العربية والفلسطينية بالجامعات الأمريكية، واتضح أنه بين 1981-2020 تبرعت الدول العربية بعشرة مليارات دولار للجامعات الأمريكية، دون الإبلاغ عن 40 بالمئة منها، وأكبر المانحين هي قطر والسعودية والإمارات والكويت، وأهم الجامعات الحاصلة على التبرعات: هارفارد، كولومبيا، ييل، كورنيل، وجورج تاون".
وأشار إلى أن "الأموال تهدف لإنشاء مراكز بحثية وكراسي ومناهج ومشاريع حول القضايا الإسلامية والعربية والفلسطينية، وظهر لافتا أن الفلسطينيين لهم نصيب وافر من التبرعات، ففي السنوات الأربع الماضية، تبرعوا بـ4.5 مليون دولار للجامعات الأمريكية، صحيح أنه مبلغ صغير، لكنه يحدث فرقا كبيرا، ورغم أن السلطة لا تملك موارد للتعامل مع كورونا، وخفضت نصف رواتبها، لكن لديها أموال تستثمرها في الجامعات الأمريكية".
اقرأ أيضا: تقرير عبري: "مافيا إسرائيلية" بدأت بنقل نشاطها إلى الإمارات
وأكد أنه "في 2017، تبرعت فلسطين بمبلغ 275 ألف دولار لجامعة هارفارد المرموقة والغنية، و775 ألف دولار في 2018، و525 ألف دولار في 2019، وفي 2020 تبرع الفلسطينيون بمبلغ 643 ألف دولار لجامعة براون لإنشاء كرسي للدراسات الفلسطينية، مع العلم أن السلطة الفلسطينية تعيش بشكل أساسي على التبرعات السخية من العديد من الدول، وبحلول 2019 تلقت مساعدات أمريكية بنصف مليار دولار سنويا".
وأضاف أنه "منذ عشرين عاما، يشن العرب والفلسطينيون حملة نزع الشرعية والتضليل ضد إسرائيل، وكان دافع العرب بقيادة السعودية هو تغيير صورتهم في الولايات المتحدة، التي تضررت بشدة عقب هجمات 11 سبتمبر 2001، فيما كان الدافع الفلسطيني، ولا يزال، تدمير العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، وإجبار إسرائيل على إنهاء احتلالها، ولذلك ركز العرب والفلسطينيون بشكل أساسي على الجامعات الأمريكية وجامعات النخبة".
وزعم أن "حركة المقاطعة ضد إسرائيل (BDS)، التي تنشط بشكل أساسي في الجامعات الأمريكية، ليست سوى غيض من فيض الحملة، حيث تهدف التبرعات والمنح المقدمة للجامعات، من بين أمور أخرى، لتمويل الأنشطة ضد إسرائيل، وتسويق الرواية الفلسطينية للصراع معها، رغم أن الجامعات الأمريكية تعلن محافظتها على استقلاليتها، وحريتها الأكاديمية، وأنه لا علاقة بين التبرعات ومحتوى النشاط الأكاديمي والعلمي".
ولفت إلى أنه "في كثير من الأحيان، فإن للمانحين تأثيرا كبيرا على البرامج الأكاديمية، وهذه تؤثر على الدورات والأبحاث وأنشطة الحرم الجامعي، وهناك أدلة كثيرة على أن المعاهد والكراسي في الشرق الأوسط يعمل بها محاضرون يميلون لصالح مواقف مؤيدة للفلسطينيين، ومعادية لإسرائيل في الفصول الدراسية، وكانت النتيجة اشتداد معاداة وكراهية إسرائيل في الجامعات".
وختم بالقول إن "التبرعات العربية والفلسطينية هي سبب استمرار عدم تصرف رؤساء الجامعات الأمريكية تجاه الطلاب الذين يقومون بأعمال معادية لإسرائيل، ويحرضون ضد الطلاب والمحاضرين اليهود والإسرائيليين، ما يتطلب من إدارة جو بايدن الاستمرار في التصرف بشكل قانوني ضد هذه الظاهرة الخطيرة".