تواصل المليشيات المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني تنفيذ عمليات إعادة انتشار واسعة في دير الزور وريفها الشرقي والبادية، وذلك تحسبا لغارات جديدة ضده.
ويستمر الاحتلال الإسرائيلي بشن غارات على المليشيات المرتبطة في إيران داخل سوريا، على غرار الغارات الأخيرة ليل الأربعاء الماضي، التي أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوفها.
وأوضح الناشط الإعلامي "أبو الوليد"، من البوكمال، لـ"عربي21"، أن "المليشيات أخلت مقار عسكرية في البادية السورية، ورفعت أعلام النظام السوري على أخرى واقعة على طول مجرى نهر الفرات من الحدود العراقية شرقا إلى الميادين غربا".
وأضاف أن "عمليات إعادة الانتشار شملت المربعات الأمنية، مثل المربع الأفغاني- الإيراني في البوكمال، حيث تم رفع أعلام النظام على المباني بداخله، إلى جانب إخلاء بعضها نهائيا".
اقرأ أيضا: قتلى بقصف للاحتلال استهدف دير الزور والبوكمال بسوريا
وقال "أبو الوليد"، إن "العديد من المواقع العسكرية داخل المربع الأمني نُقلت إلى الأحياء المدنية في مدينة البوكمال، مثل حي الجمعيات"، مؤكدا أنه "تم نقل مستودعات أسلحة من بادية البوكمال إلى الأراضي العراقية، السبت، عبر معابر حدودية خاضعة لسيطرة المليشيات الإيرانية".
وبحسب الناشط الإعلامي، فإن التحالف الدولي يرصد عمليات إعادة الانتشار من خلال الطائرات المُسيرة التي لا تفارق سماء المنطقة، ما يعني -بحسب رأيه- أن "عمليات إعادة الانتشار لن تحقق أهدافها بالتمويه".
ويعتقد الناشط أن هناك تنسيقا واضحا بين "التحالف الدولي" والاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى تأكيد مصدر استخباراتي أمريكي بأن "الغارات الإسرائيلية الأخيرة نفذت بناء على معلومات استخباراتية قدمتها واشنطن".
من جانبه، قال الخبير العسكري والاستراتيجي، العقيد أحمد حمادة، إن "المليشيات الإيرانية باتت مُجبرة على تنفيذ عمليات إعادة الانتشار بشكل دوري؛ لأنها غير قادرة على الدفاع عن نفسها، إلى جانب أهداف لأغراض تكتيكية عسكرية".
وأضاف لـ"عربي21" أن "المليشيات تحاول من خلال كل ذلك إخفاء مكان تموضعها، خشية غارات جوية جديدة".
وتابع بأن "المليشيات المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني تعتبر منطقة البوكمال منطقة بعيدة؛ لذلك جعلتها منطقة لتخزين السلاح والقوات، كمحطة أولى قبل توزيعها على مناطق الانتشار الأخرى في بقية الجغرافيا السورية".
وقال المحلل السياسي، فواز المفلح، إن "تنحي روسيا عن البوكمال قبيل الضربات دفع بالمليشيات الإيرانية إلى محاولة البحث عن طرق حماية جديدة لقواتها، بعد أن فشلت في الاختباء خلف ظهر روسيا".
وأَوضح لـ"عربي21"، أن جنودا روس غادروا البوكمال قبل ساعات من الضربات الأخيرة، وهو ما اعتبرته إيران طعنة في الظهر من روسيا، على حد تعبيره.
اقرأ أيضا: روسيا تتمدد شرق دير الزور.. وتنازع إيران في البوكمال
وكشفت شبكات إخبارية محلية النقاب عن اجتماعات عسكرية طارئة أجراها عدد من العسكريين الإيرانيين مع قيادات المليشيات، مشيرة إلى أن الاجتماع "ركز على استخدام أساليب التمويه والإخفاء، وصناعة الأهداف الوهمية لتضييع الضربات، والحد من فاعليتها".
وفجر الأربعاء، كانت غارات جوية وُصفت بالأعنف لطيران الاحتلال الإسرائيلي، استهدفت مواقع المليشيات الإيرانية وقوات النظام السوري، في مناطق متفرقة من محافظة دير الزور.
وكان فيلق القدس الإيراني قد نفى وقوع قتلى له في غارات إسرائيلية ضد مناطق انتشار قواته في دير الزور، مهددا بالرد.
وقال المساعد السياسي لقائد الفيلق التابع للحرس الثوري الإيراني، أحمد كريم خاني، لوكالة أنباء "فارس"، إن "الغارات الإسرائيلية على مواقع عسكرية في شرق سوريا لم توقع ضحايا".
ما وراء اتهام بومبيو لإيران بإيواء القاعدة قبل رحيله؟
ماذا وراء قصف الاحتلال بسوريا قبل أسبوع من رحيل ترامب؟
من يقود الجهة التي اشتكى منها مخلوف برسالته إلى الأسد؟