صحافة دولية

إندبندنت: ما سر التحركات الإماراتية بين الهند وباكستان؟

مواجهة تنامي النفوذ القطري وميل باكستان إلى إيران وتركيا أبرز الدوافع الإماراتية فضلا عن صون مكتسباتها في المنطقة - وام

نشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية تقريرا، سلطت فيه الضوء على أهداف الإمارات من محاولات التوسط بين الهند وباكستان. 


وقالت "أكيشتا جين"، معدة التقرير، الذي ترجمته "عربي21"؛ إن الإمارات ظهرت كلاعب في المنطقة لدى إعلان باكستان والهند عن وقف إطلاق النار بينهما الشهر الماضي.


ويقول خبراء للصحيفة؛ إن دوافع الإمارات للتوسط بين البلدين تتمحور حول تقديم نفسها كلاعب في السياسة الإقليمية، وإخراج قطر من اللعبة ومغازلة إدارة جو بايدن.

 

وتأمل الإمارات بأن تحدّ من دور قطر في جنوب آسيا، كما يقول أسامة خليل، أستاذ التاريخ في مدرسة "ماكسويل" للمواطنة والشؤون العامة، حيث قال؛ إن "علاقات قطر مع الهند وباكستان تتوسع"، فهي المزود الرئيسي للغاز الطبيعي المسال للمنطقة. 

 

وفي سياق تمتين العلاقات بين الدوحة ونيودلهي، أجرى وزير الشؤون الخارجية الهندي، سوبراهامنيام جيشنكار، زيارة إلى قطر، شملت لقاء مع رجال أعمال لإطلاعهم على الفرص الاستثمارية في بلاده.

 

وأشار بيان من وزارة الشؤون الخارجية إثر ذلك، إلى أن قطر تستقبل 700 ألف عامل هندي، وأن العلاقات التجارية بين البلدين بلغ حجمها 10.95 مليار دولار في الفترة ما بين 2019-2020.

 

وفي الوقت ذاته، وقعت قطر وباكستان على اتفاق لمدة 10 أعوام لتوفير الغاز المسال.

 

وقال مساعد لرئيس الوزراء الباكستاني عمران خان؛ إن علاقة دينامية بين إسلام أباد والدوحة أفرزت استضافة ناجحة من قبل الأخيرة للمحادثات بين الولايات المتحدة وطالبان لتحقيق السلام في أفغانستان.

 

ويقول "ناغابوشبا ديفندرا"، المحلل في معهد "مانوهار باريكار" للدراسات الدفاعية؛ إن "الإمارات تهدف إلى أن تحتفظ بالهند وباكستان في فلكها الاقتصادي والدبلوماسي، ففي الوقت الذي توثقت فيه علاقاتها مع الهند، إلا أنها توترت مع باكستان بسبب تصعيد نيودلهي فيما يتعلق بكشمير". 


وتدهورت العلاقات بين نيودلهي وإسلام أباد، بعد قرار حكومة ناريندرا مودي، عام 2019، تجريد كشمير من وضعيتها الخاصة في الدستور الهندي.

 

وقال السفير الإماراتي في حينه؛ إن القرار هو شأن داخلي و"نتوقع أن يؤدي هذا التغيير لتحسين العدل الاجتماعي والأمن وثقة الناس بالحكم المحلي".

 

اقرأ أيضا: نيويوركر: هذه خيارات بايدن المؤلمة للانسحاب من أفغانستان

 

وزار دبلوماسيون كبار من الإمارات والسعودية باكستان، فيما فسر على أنه إظهار للوحدة، وذلك بعد قرار حكومة مودي بشأن كشمير.

 

وقال ديفندرا؛ إن الإمارات مهتمة بالحفاظ على علاقاتها مع باكستان حتى لا تنحرف نحو إيران وتركيا.

 

وتريد الإمارات أن تؤدي دورا في الشؤون الإقليمية والتوسط في المحادثات بين الهند وباكستان.

 

وقال خليل؛ إن الإمارات أدت دورا عسكريا وسياسيا واقتصاديا في الشرق الأوسط وجنوب آسيا خلال العقد الماضي، وتريد أن تترجم ثروتها وعلاقاتها التجارية إلى قوة سياسية ودبلوماسية.

 

وأضاف أن "التوسط في المفاوضات بين باكستان والهند وتحقيق تسوية ممكنة للنزاع المستمر في كشمير، سيبنى على اتفاق التطبيع مع إسرائيل، وسيكون إنجازا مهما لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد".

 

وقال "تلميذ أحمد"، السفير الهندي السابق في الإمارات؛ إن محاولة أبو ظبي التوسط بين البلدين النوويين، كان من أجل خدمة المصالح الاستراتيجية الأمريكية في جنوب آسيا.

 

وتريد إدارة بايدن التأكد من عدم تحول التوتر الهندي- الباكستاني لأزمة خطيرة، ومحاولة إبعاد باكستان عن الصين، وتريد من إسلام أباد أداء دور إيجابي في أفغانستان، بحسب "الإندبندنت".

 

ويرى ديفندرا أن التفاوض على السلام مع باكستان مهم بسبب العامل الصيني.

 

وأضاف: "الهند قلقة من إمكانية استخدام بكين إسلام أباد لتحدي مصالحها في المنطقة، ولا تستطيع الهند التركيز على جبهتين في هذا الوقت، ولهذا تحاول تخفيف التوتر مع باكستان والتركيز على المشكلة الكبرى أو المنافس الأكبر وهو الصين".

 

ووجدت باكستان نفسها مضطرة للدخول في المحادثات بسبب المشاكل الاقتصادية.

 

ويقول سوجات أشواريا من الجامعة الملية الإسلامية في الهند: "تخفيض التوتر قد يعطي مساحة لتركيز الانتباه على حالة الاقتصاد الرهيبة".