اقتصاد عربي

فواتير "مترو الرياض" تثير أزمة بالسعودية.. و3 سفارات تتدخل

المدفوعات المتأخرة مرتبطة جزئيا بتأخيرات البناء وتجاوز التكاليف بسبب جائحة فيروس كورونا- جيتي

أثار تأخر الحكومة السعودية في دفع فواتير مشروع "مترو الرياض" لشركات دولية أزمة ذات طابع دبلوماسي بعد تدخل ثلاث سفارات أجنبية على خط الأزمة، وفقا لوكالة بلومبيرغ الأمريكية.

 

ونقلت "بلومبيرغ" عن خمسة مصادر، أن شركة بكتل الأمريكية وشركات دولية أخرى تسعى إلى تحصيل فواتير بمليارات الدولارات من الحكومة السعودية مقابل العمل المنجز في مشروع مترو الرياض.


وقال أربعة أشخاص، إن وزارة النقل في المملكة مدينة بنحو مليار دولار لشركة بكتل. وقال اثنان من الأشخاص إن الشركات الأخرى العاملة في المشروع، فرنسية وإسبانية وإيطالية، تسعى للحصول على فواتير لها بقيمة مليارات الدولارات.

وذكر ثلاثة أشخاص أن المدفوعات المتأخرة مرتبطة جزئيا بتأخيرات البناء وتجاوز التكاليف بسبب جائحة فيروس كورونا، الذي حاصر بعض العمال خارج المملكة وجعل من الصعب مواصلة وتيرة العمل في المشروع. 

وقال مصدران إن الخلاف على المدفوعات كان له طابع دبلوماسي العام الماضي عندما أثارت السفارات الأمريكية والفرنسية والإسبانية في الرياض الأمر في رسالة إلى الحكومة السعودية.

 

وفي 2013، منحت المملكة عقود مشروع قطار الرياض، لائتلافات شركات تقودها "بكتل كورب الأمريكية"، و"فورمنتو الإسبانية"، و"أنسالدو الإيطالية"، فيما بدأ العمل في 2014.

ويمتد المشروع لمسافة 176 كيلومترا، وتبلغ تكلفته 23 مليار دولار، وبدأ التشغيل التجريبي له في 2018، وكان من المقرر أن يبدأ تشغيله بجميع خطوطه الـستة، ومحطاته الـ 35، في 2019، لكن تم تأجيله إلى منتصف عام 2021.

 

 

 

 

واشتكى المقاولون الحكوميون لسنوات من المدفوعات المتأخرة منذ انخفاض أسعار النفط في 2015، مما دفع السلطات إلى حجب عشرات المليارات من الدولارات للمساعدة في كبح عجز الميزانية المتضخم.

 

وفي حين أن هذا القرار ساعد في كبح جماح الإنفاق الحكومي، إلا أنه أضعف ثقة القطاع الخاص الذي يعتمد بشكل كبير على العقود الحكومية.

ويقول المسؤولون السعوديون إنهم ملتزمون بالدفع في الوقت المحدد واتخذوا خطوات مهمة لحل المشكلة. لكن يبدو أن الانهيار في أسعار النفط الخام العام الماضي أدى إلى تأخيرات مماثلة لبعض الشركات، على الرغم من أن المشكلة أقل منهجية من ذي قبل.

ويعتبر مترو الرياض مفتاح خطط ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمضاعفة حجم المدينة وتحويلها إلى مركز أعمال دولي. وقال شخصان مطلعان إنه من بين أكبر المشاريع من نوعها في العالم، حيث تم بناء ستة خطوط من قبل ثلاثة اتحادات، وقد اكتمل حوالي 90 بالمئة.