ملفات وتقارير

الأقصى تحت العدوان.. بيانات متأخرة من الرياض والقاهرة وعمان

الاقصى القدس نشطاء

تعرض المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة لأوسع عدوان إسرائيلي في تاريخه خلال صلاة التراويح في يوم الجمعة الأخيرة من رمضان، حيث لم يسبق أن نفذ الإسرائيليون اقتحاما بهذا الحجم في مثل هذا الوقت الحساس، وفي الوقت الذي يحتشد فيه مثل هذا العدد الهائل من المصلين في الحرم القدسي الشريف. 

 

وقالت إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة في تصريح خاص لـ"عربي21"؛ إن أكثر من 70 ألفا أدوا صلاة الجمعة الأخيرة من رمضان في المسجد الأقصى المبارك، فيما واصل عدد كبير منهم الرباط في المسجد حتى ساعات الليل، حيث تناولوا طعام الإفطار ومن ثم أدوا صلاة التراويح، لكن قوات الاحتلال فاجأت المصلين باقتحام المسجد وفتحت النار عليهم، لتوقع عددا كبيرا من الجرحى في صفوف المصلين المدنيين العزل.  

 

وبينما يُنفذ الاحتلال الإسرائيلي واحدا من أكبر وأبشع الهجمات ضد المسجد الأقصى بالتزامن مع عدوان مماثل يرمي إلى تهجير سكان حي الشيخ جراح وتسليم منازلهم للمستوطنين، فإن العواصم العربية الكبرى تتفرج بصمت على ما يجري، باستثناء إصدار بيانات باهتة تأخرت لساعات من بدء الاقتحام.

وصدر بيان متأخر جدا من السعودية التي ترتبط بـ"خدمة الحرمين الشريفين" بعد عشرات الجرحى من المصلين الذين هاجمتهم قوات الاحتلال داخل ساحات ومصليات المسجد الأقصى.

 

وقال البيان السعودي الذي صدر بالتزامن مع اضطرار قوات الاحتلال للانسحاب إن وزارة الخارجية ترفض "ما صدر بخصوص إجراءات وخطط "إسرائيل" لإخلاء منازل فلسطينية في القدس والاستيلاء عليها".

 

من جهتها، أصدرت الأردت والجامعة العربية ومصر بيانات متأخرة هي الأخرى، واكتفت البيانات بالإدانة دون اتخاذ إجراءات عملية مثل سحب السفراء من تل أبيب أو طرد سفراء الاحتلال من العواصم العربية.

 

وتمكنت "عربي21" من الاتصال هاتفيا بعدد من المصلين المحاصرين داخل المسجد الأقصى في ساعة متأخرة من ليل الجمعة، الذين أرسلوا بنداءات استغاثة إلى العالم العربي والمسلمين، مؤكدين أن "الاحتلال يرتكب اعتداء إرهابيا غير مسبوق في مدينة القدس"، على حد تعبير أحدهم. 

 

وتساءل أحد المصلين من داخل الأقصى في اتصال هاتفي مع "عربي21" عن السعودية ومصر والإمارات والأردن وغيرهم من الدول العربية وعن مواقفهم حيال ما يجري، وأضاف: "أين أبوظبي التي قالت بأنها وقعت اتفاق التطبيع مع الاحتلال لخدمة المصالح العربية؟ أليس حماية المسجد الأقصى من بين هذه المصالح؟ أم إن الحرم القدسي الشريف لا يعنيهم؟".

 

وأضاف المتحدث الذي طلب من "عربي21" عدم نشر اسمه: "وماذا عن السعودية ومصر اللذين يشكلان أكبر وأقوى البلدان العربية، هل ينتظرون هدم المسجد الأقصى وطرد آخر فلسطيني من مدينة القدس؟". 

 

واستهجن متحدث آخر تواصلت معه "عربي21" وهو داخل الأقصى موقف جامعة الدول العربية، كما استهجن الموقف الأردني، مشيرا إلى أن "الأردن الذي يتولى إدارة الأقصى والوصاية عليه، والذي له السيادة على أوقاف القدس بموجب اتفاقية وادي عربة، يكتفي فقط بتغريدات على تويتر".