هاجمت صحيفة التليغراف البريطانية، في مقال رأي، موقف اليسار البريطاني والأمريكي تجاه الأحداث الجارية في الأراضي الفلسطينية، معتبرة أن هذا الموقف يعتبر سيرا على نهج الزعيم السابق لحزب العمال جيرمي كوربين، المعروف بمواقفه المؤيدة للفلسطينيين.
وفي المقال الذي كتبه ستيفن بولارد، قال الكاتب: "اليهود يُقتلون في إسرائيل بصواريخ تطلقها منظمة إرهابية الآن"، في إشارة إلى حماس. وتساءل، متوجها إلى زعيم حزب العمال البريطاني: "ماذا يقول كير ستارمر عن هذا النوع من معاداة السامية التي تقتل اليهود؟ لا شيء"، على حد قوله.
وقال بولارد: "الاثنين الماضي، وبينما كانت صواريخ حماس تسقط على إسرائيل، نشر كير تغريدة كانت من وحي كوربين: العنف ضد المصلين خلال شهر رمضان في المسجد الأقصى كان صادما. يجب على إسرائيل احترام القانون الدولي، ويجب أن تتخذ خطوات فورية للعمل مع القادة الفلسطينيين لتهدئة التوترات".
واعتبر بولارد، وهو محرر صحيفة "جويش كرونيل"، وهي من أقدم الصحف اليهودية، أن ستارمر "لم ير من المناسب الإشارة إلى أن هؤلاء القادة الفلسطينيين هم الذين أرسلوا وابلا من الصواريخ إلى إسرائيل بهدف قتل أكبر عدد ممكن من الإسرائيليين".
وانتقل الكاتب للحديث عن الاتهامات التي كان يواجهها كوربين بشأن معاداة اليهود، وقال: "مهما كان التقدم الذي أحرزه حزب العمال تحت قيادة السير كير (ستارمر) في التعامل مع معاداة السامية في صفوفه، وكان هناك بعض التقدم، فقد قضي عليه بهذه التغريدة، فالرسالة كانت واضحة: القتلى من اليهود غير مهمين"، وفق تعبيره.
ويشار إلى ستارمر أدان الأحد ما اعتبره سلوكا معاديا للسامية، حيث غرد معلقا على تقرير لصحيفة "جويش نيوز"، يتحدث عن سيارات تحمل العلم الفلسطيني جالت في مناطق يقطنها يهود في لندن مع إطلاق عبارات معادية لليهود، بحسب الصحيفة. وعلق ستارم قائلا في التغريدة: "مثير للاشمئزاز. معاداة السامية، والتمييز ضد النساء، الكراهية.. لا مكان لها في مجتمعنا أو شوارعنا أو مجتمعنا. يجب أن تكون هناك عواقب".
وقال بولارد: "كوربين لم يخرج من العدم، فهو ربما كان شخصية غامضة بالنسبة لمعظم الناس عندما فاز بقيادة حزب العمال في عام 2015، لكنه كان معروفا داخل الحزب. الأعضاء الذين انتخبوه بنسبة 59.5 في المئة من الأصوات يعرفون ما يفكر فيه حول كل قضية رئيسية تقريبا، لأنه قضى عقودا في التفكير بشأنها".
وبحسب بولارد، فإنه بالنسبة لأعضاء حزب العمل، واليسار بشكل عام، "إسرائيل هي قضية رئيسية"، مضيفا أنه "أصبحت الآن هناك فكرة ثابتة لدى اليسار أن إسرائيل هي سبب معظم المشكلات في العالم".
ورغم وصفه ستارمر بأنه "ليس معاديا للسامية ولا متطرفا، بل إن زوجته يهودية"، قال إنه يتزعم حزبا "تختزن جيناته الآن كراهية عميقة لإسرائيل، حزبا لا يهتم لقتل اليهود".
ويرى بولارد أن هذا الحال لا يقتصر على حزب العمال البريطاني، بل يتجاوزه إلى الحزب الديمقراطي الأمريكي، مشيرا إلى أن مجموعة "سكواد" التي تضم ستة نواب ديمقراطيين يساريين "تغتنم كل فرصة لانتقاد إسرائيل، ويتم تشجيعها من قبل قواعدها من جيل الألفية (المولود منذ بداية ثمانينيات القرن الماضي) الذي يروج" للمجموعة.
ونقل عن عضوة المجموعة النائبة رشيدة طليب، قولها إن "ما يفعلونه (الإسرائيليون) بالفلسطينيين هو ما يفعلونه هنا (أمريكا) مع إخواننا وأخواتنا السود"، متسائلا عما تقصده بـ"هم".
ورأى "أن جماعة الإخوان المسلمين تشيد بالنواب الديمقراطيين لمطالبتهم بحماية الفلسطينيين من الهجمات الصهيونية"، معتبرا أن "إسرائيل تدافع عن نفسها ضد الإرهاب، لكن بالنسبة للكثيرين في اليسار، فإنه يجب الدفاع عن أولئك الذين يهاجمون إسرائيل"، وفق قوله.
هكذا تناول الإعلام البريطاني أحداث الأراضي الفلسطينية
FP: سياسات واشنطن أدت لتوغل المستوطنين على أهل القدس
الغارديان: شريك الرياض بقضية نيوكاسل مانح رئيسي للمحافظين