قالت صحيفة "فايننشال تايمز" في افتتاحيتها إن العالم نسي سوريا وهو ما يعرضه للخطر الفادح.
وأوضحت في تقرير ترجمته "عربي21"، أن سوريا لن تعود كدولة طالما ظلت ديكتاتورية الأسد في مكانها، وأن معظم العالم نسي على ما يبدو الحرب الأهلية السورية الوحشية التي مضى عليها 10 أعوام ولا تزال مرشحة للإشتعال وإشعال الفوضى في كل الشرق الأوسط وأوروبا.
وقالت، إن التواطؤ الدولي الذي حدث بعد هزيمة تنظيم الدولة ليس في محله، وكذا الدول الهشة الجارة لسوريا مثل الأردن ولبنان وحتى تركيا يمكن إقناعها لأن تظل مثل الحظيرة التي يتجمع فيها 6 ملايين لاجئ سوري ونقل المساعدة لستة ملايين نازح سوري في داخل بلادهم.
وولد التنظيم السابق للدولة في العراق وفي سوريا بعدما تم تخفيض عدد مقاتليه إلى 600 مقاتل، ويقول الخبراء إنه أصبح لديه مقاتلون ضعف هذا العدد، وعلى أوروبا ودول الشرق الأوسط أن تعرف من التجربة أن قطع الرؤوس لم يكن أبدا منحصرا في حقول الموت بسوريا والعراق. ولكنها على ما يبدو تستغرق وقتا طويلا لتعلم الدروس الأساسية من هذه المأساة.
وأشارت الصحيفة على سبيل المثال، إلى قرار منظمة الصحة العالمية وهي وكالة تابعة للأمم المتحدة، ترفيع نظام الأسد في المجلس التنفيذي بمفارقات ذلك، وذكرت أنه في العقد الماضي حتى شهر شباط/فبراير قام هذا النظام الإجرامي بمهاجمة وتدمير حوالي 600 مستشفى وعيادة مما دفع الأطباء للعمل تحت الأرض، وقام الأسد الذي يدعمه رعاة مثل فلاديمير بوتين بنشر الرؤية الخيالية بأن نظامه يعتبر القلعة العلمانية ضد التطرف الديني. وفي الحقيقة كان الأسد ومن معه الحاضنة لهذه القوى السامة، الذين يقدمون أنفسهم كقوة مضادة.
وتابعت، فقد أفرغ النظام السجون من المتطرفين في عام 2011 مراهنا على اختطافهم للثورة السنية، تماما كما أثاروا الطائفية في لبنان وأرسلوا المتطرفين السنة إلى العراق المحتل من الولايات المتحدة، وكانوا بمثابة القابلة لتنظيم القاعدة الذي سبق تنظيم الدولة هناك.
اقرأ أيضا: لجنة حقوقية: الأمم المتحدة تكافئ الأسد على إجرامه مرتين في 2021
وأشارت إلى أن الأسد أصبح عالقا في بقايا الدولة حتى تدخل إيران وروسيا حيث استطاع استعادة 70 بالمئة من سوريا، مع أن مساحات واسعة منها يسيطر عليها أمراء الحرب والمبتزون من حلفاء الأسد. أما الباقي فهو تحت سيطرة المتطرفين والجماعات الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة.
وشددت على أن البلد أصبحت في حالة دمار كامل، فقد سوى القصف الروسي مدنا مثل حلب وحمص بالتراب. ومعظم ضحايا الحرب البالغ عددهم نصف مليون شخص هم من المدنيين. وانهارت معظم المؤسسات التي تعمل في البلاد فيما تحولت مؤسسات في الجيش مثل الفرقة الرابعة التي يقودها شقيق بشار ماهر الأسد إلى قوة توفر الغطاء لتجارة الإبتزاز والمافيات والميليشيات.
وأضافت أنه تم تشريد نصف السكان ومعظمهم بدون رجعة. ويحب نظام الأقلية العلوية الذي لم يعد لديه القوة الكافية الوضع السكاني الجديد ويقوم بمنح المتربحين من الحرب رخصا لمصادرة بيوت وممتلكات اللاجئين.
وقام الأسد بمهزلة جديدة من الإنتخابات في الشهر الماضي، حيث انتخب بنسبة 95% من الأصوات. ورغم تبجحه فهو رهن ثلاث قوى أو في عنبر ثلاث قوى.
وسيقابل الرئيس جوزيف بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين في الأسبوع المقبل في جنيف، وسيلتقي مع الرئيس رجب طيب أردوغان في قمة الناتو ببروكسل. وتقوم الولايات المتحدة بالتفاوض مع إيران من أجل إحياء الإتفاقية النووية، وستكون سوريا حاضرة على كل طاولة من المحادثات.
وتعلق الصحيفة أن "هذه أرض غادرة لبايدن، ولكنها فرصة للتأكيد على أن عائلة الأسد هي مصدر عدم استقرار، والطريق الوحيد هو تقارب إقليمي تقوده إيران والسعودية الدولتان المتنافستان في المنطقة وتتفقان على نظام أمني جديد. مما يفتح المجال أمام تمويل الإعمار التي يمكن أن تنفع دول الخليج التي تحاول تنويع اقتصادها بعيدا عن النفط. وفي النهاية يمكن أن يكون سرابا أكثر منه رؤية، ولكن البدائل تظل أكثر دموية".
FP: الخليج يخرج الأسد من عزلته وعودة قريبة للجامعة العربية
WP: انتخابات الأسد صفعة للدبلوماسية الأمريكية
الغارديان: نتائج انتخابات سوريا معروفة والفائز "رئيس عصابة"