أحداث كثيرة مرت على القضية الفلسطينية في الآونة الأخيرة أظهرت ترابط وتباعد الشعب الفلسطيني في آن، وحدتهم القدس وهجمة "إسرائيل" الاحتلالية الإحلالية لسرقة منازل الفلسطينيين المتجذرين هناك، حتى قبل التفكير باحتلال فلسطين وإنشاء كيانها هناك.
توحد الفلسطينيون خلف القدس، سيّر فلسطينيو الداخل قوافل دعم للقدس وثاروا على دولة الاحتلال في مدنهم، وخرجت الضفة دعما وغضبا، وتحرك الشتات كله غضبا ووصلوا إلى حدود فلسطين، وكان الأجمل مقاومة غزة التي هددت بالقصف وفعلت ردا على عمليات التهجير القسري لأهالي الشيخ جراح.
توحد الشعب خلف المقاومة وهتف الكل باسم المقاومين في مشهدية لم نرها من قبل في جولات الصراع الفلسطيني منذ زمن.
انتهت هذه الجولة واعتبر كثيرون صمود المقاومة وما حققته إنجازا، وصمت البعض الآخر، مرت أيام قليلة وعاد الاحتلال إلى تهويده للقدس ووسع من عملياته في الشيخ جراح وسلوان، لكننا كنا منشغلين بتقييم ما حدث بغزة وهل يجب على المقاومة معاودة القصف ردا على فعل التهويد الذي استؤنف؟
فئة من الناس توقف الزمن لديهم عند آخر صاروخ أُطلق من غزة واحتفلوا بانتصار المقاومة، وفئة أخرى سنحت لهم الفرصة للخروج عن صمتهم ومدهم لفعل المقاومة، وبدأوا بتخوين المقاومة لعدم خوضها حربا جديدة مع عودة تهويد أحياء القدس وسرقة منازل الفلسطينيين جهرا.
في خضم هذا الردح حدث قتل الناشط والمعارض الفلسطيني نزار بنات بعد ساعات على اعتقاله من قبل أمن السلطة الفلسطينية في الخليل، سارعت السلطة عبر محافظها على تبرئة يديها من فعل "الاغتيال" الذي وصفته فئة كبيرة من الشعب على أنه جريمة بشعة، خرجت شرائح واسعة منددة بهذا الفعل ولكنها للأسف قوبلت بالقمع على يد ذات الأجهزة، حتى الصحفيين لم يسلموا من هذا القمع.
نحن نمر بمنعطف خطير على القضية الفلسطينية يجب تداركه لاستعادة بوصلتنا نحو فلسطين واحدة من نهرها إلى بحرها، بمكونات فلسطين التاريخية ضفة وغزة وقدس و٤٨ وشتات، تتحدث عن استعادة يافا والناصرة والدامون، وحق العودة وعدم التنازل عن أي شبر من أرض فلسطين، وقدس واحدة لا شرقية ولا غربية
انتشرت الأخبار والتنديدات على شبكات التواصل الاجتماعي، منددة بهذا الفعل ورد الفعل على التنديد، لكنها قوبلت بتبريرات من فئة أخرى بررت من غير وعي فعل القتل الذي حدث.
في هذه القضية انقسم الشعب مجددا حول معارض لفعل السلطة ومدافع عنها.. حاول نبش الذاكرة بأفعال حدثت في غزة مبررا الجريمة بجريمة أخرى، وأما المستقلون فشتموا "فتح" و"حماس" والدحلان، لماذا لا أدرى، ربما لإرضاء كل شعوب فلسطين! فنحن لم نعد شعبا واحدا ينتمي لقضية واحدة، فالقدس عاصمة لشعب مشتت ليس فقط في الأرض وإنما في البوصلة وهذا أخطرها.
إذن نحن نمر بمنعطف خطير على القضية الفلسطينية يجب تداركه لاستعادة بوصلتنا نحو فلسطين واحدة من نهرها إلى بحرها، بمكونات فلسطين التاريخية ضفة وغزة وقدس و٤٨ وشتات، تتحدث عن استعادة يافا والناصرة والدامون، وحق العودة وعدم التنازل عن أي شبر من أرض فلسطين، وقدس واحدة لا شرقية ولا غربية بكامل أحيائها المسلمة والمسيحية، بالمسجد الأقصى وكنيسة القيامة.
نتحدث عن هدم جدار الفصل العنصري وإنهاء الاحتلال المستمر منذ أزيد من سبعين سنة.
نعم قد يتحقق ذلك بتحرير العقل والنفس من التبعية العمياء لحزب ومسؤول على حساب فلسطين، كلنا نريد فلسطين ولكن مثلما كانت قبل النكبة، والا فسنفرغ الساحة ونعطي الفرصة لحكومة نفتالي بينيت المتطرفة أكثر من سابقاتها بمزيد من الاستيطان والهدم وطرد الفلسطينيين من وطنهم، فهل تفكر بذلك أيها الفلسطيني؟
*صحفي فلسطيني
الأجهزة الأمنية عار دنس فلسطين.. آن أوان كنسهم
قضية القدس بين الثوابت الفلسطينية والأطماع الإسرائيلية
انتصار غزة.. كيف نأتي بقيادة سياسية ثورية تليق بالمقاومة؟