استقالتهم الآن هل هي تأييد للانقلاب؟
كنت افهم مثل هذا العمل لو حدث إما في المؤتمر العاشر لما انقلب الشيخ عليه وفعل ما فعل بورقيبة في مؤتمر الحادي والسبعين فقلب النتيجة وكانت بداية انهيار الحزب فخرج منه الأفاضل وبقي الأراذل. أو يستقيلوا لو أن الحركة تخلت عن دورها في مقاومة الانقلاب مثلا في غياب الاستقالة في الانقلاب الذي حصل في المؤتمر العاشر.
بقاؤهم حينها قد يعني أنهم ليسوا من الأفاضل مثل من بقي في حزب بورقيبة بعد المرتمر إلى أن حدث انقلاب ابن علية وحصل لبورقية ما يعلمه الجميع.
وهاهم يتحركون مع انقلاب الدمية ولصالحه بإضعاف الحركة الوحيدة التي يمكن أن تصيح به جماهيريا إذا توحدت ولو ظرفيا لكأنهم يريدون مصيرا للغنوشي على الأقل بالإهانة جنيسا لمصير بورقيبة.
قد لا يكون ذلك قصدهم. لكن الأفعال لا تفيد بقصد أصحابها إلا في الآخرة، في الدنيا هي تفيد بمن يستفيد منها. والمستفيد الوحيد من فعلهم الأحمق هذا هو صاحب الانقلاب.
وكان يمكن أن يقاوموا الانقلاب أولا قبل مقاومة الشيخ رغم أني أعتبره شريكا للدمية، ثم بعد ذلك يأتي الحساب في المؤتمر المقبل أو حتى قبله بتكوين حزب بما يجمعهم إن كان لهم إجماع إيجابي غير خصومتهم مع الشيخ.
ذلك أني أجزم أن كل ما فعله منذ وصول الحركة إلى الحكم كان تكتيكا قصير النظر في غياب الاستراتيجيا التي تنقل الشعوب من الاستبداد إلى الديمقراطية، لأن كل خياراته كانت خاطئة ومرتجلة وتابعة لمنطق دعها حتى تقع دون فهم لما يجري، ظنا منه أن التغيير أمر يسير يكفي فيه النوايا ولم يسمع أي نصيحة فكانت الفضيحة لما صارت النهضة رهينة مزايدات حليفيها.
نكث العهد واتبع المرزوقي وقد نصحت بعدم تعيينه رئيسا فضلا عن عدم اتباعه في مخالفة التعهد بجعل الانتخابات لسنة من اجل الدستور وليس من أجل الحكم.
تحالف مع السبسي دون عقد صريح حول برنامج، تحالف مع الشاهد في انقلاب بين على السبسي وغير القوائم ليترشح متوهما أنه سيكون رئيس حكومة مع الدمية رئيسا للدولة.. وتلك علة إفشال ترشح الشيخ مورو بدعوى الثورية.
كان يمكن أن يقاوموا الانقلاب أولا قبل مقاومة الشيخ رغم أني أعتبره شريكا للدمية، ثم بعد ذلك يأتي الحساب في المؤتمر المقبل أو حتى قبله بتكوين حزب بما يجمعهم إن كان لهم إجماع إيجابي غير خصومتهم مع الشيخ.
وكل ذلك حسابات دالة على أمية سياسية غريبة عند شخص لم يعمل في حياته غير السياسة.. صحيح أنه له فضل وحيد يمكن أن يعتبر نجاحا أعني رعاية أبنائه في الخارج لكن ذلك صحبه عيب هو إهمال ابناء المجاهدين في الحركة، فقد ضاعت حقوقهم وأشبعوا بالوعود، في حين أن صندوق زكاة داخلي في الحركة كان كافيا لتعويض أبنائهم لأن جل المقاومين قضوا نحبهم منتظرين جودوا.. وكان بعض المتهورين يتهمني بأني لست معهم لأني رفضت المطالبة بالتعويض الرسمي خاصة والنهضة هي التي تحكم.
اقترحت أن يكون الأمر قضية مجتمع مدني وليس قضية دولة حتى يستتب الانتقال الديمقراطي. كل تلك النصائح ظنوها "اوهام" تفلفيس وجهل بالسياسة وخاصة أم النصائح:
ترك بورقيبة واعتباره رمزا للشعب كله وإلا فكل هجوم عليه سيحييه وسيجعله الخصم الذي لا أحد منهم يضاهيه منزلة ولا تأثيرا في وجدان الشعب.
لم يعمل بالفلفسة والجهل بالسياسة الذي أمثله. وكم من فيلسوف وسياسي في تونس يهزأ من هذا التفلفس والسياسة وجلهم يطبلون للدمية. وحتى هذه الاستقالة فهي تصب في صالحه.
كانت نصائح حقيقية وكانت مجانية لأني أولا مستور ولله الحمد ولم أكن بحاجة للتزمير لأحد، والدليل أني استقلت من العمل معهم، فضلا عن كوني لست منتسبا إلى حزب "النهضة" بل إلى حركة النهوض، وكل النصائح هذه علتها لأن كل نكبة لحركة إسلامية تسهم في تأخيره.
تبعات "انقلاب" الشركاء على "الانتقال" في السودان!
اغضب كما تشاء سيدي الرئيس وكل ما تقوله سواء