حظيت
الزيارة التي يجريها وفد النظام السوري، الاثنين، للأردن باهتمام واسع، وأحدثت صدى سياسياً
من حيث مدلولاتها، سيما أنها تأتي في إطار استكمال مسار التطبيع الأردني مع النظام
السوري، الذي يبدو أنه مقدمة لتطبيع عربي أوسع.
ويسعى
الأردن إلى تخفيف ورفع العقوبات المفروضة على النظام السوري بموجب قانون "قيصر"،
وذلك بهدف تقليل الخسائر على الاقتصاد الأردني.
ويتألف وفد النظام الذي سيعقد اجتماعات مع الجانب الأردني، مدة
يومين، من وزراء الطاقة والمياه والنقل والزراعة.
وقال
وزير النقل الأردني وجيه عزايزة إن "الحكومة ستبحث مع الوفد الوزاري السوري حل
القضايا المشتركة العالقة بما يتوافق مع مصلحة البلدين وتتويج اللقاء باتفاقيات بين
الجانبين"، مضيفاً أن وزارة النقل الأردنية ستبحث انسيابية حركة الشاحنات والركاب
بين البلدين، والعمل على حل مشكلة موضوع الشركة الأردنية- السورية للنقل البري العالقة
منذ عشر سنوات.
وتزامناً
مع الإعلان عن الزيارة، أعلنت وزارة الداخلية الأردنية إعادة فتح مركز حدود جابر/نصيب
بين الأردن وسوريا، اعتبارا من 29 من أيلول/سبتمبر الحالي، مؤكدة أن القرار يأتي لتنشيط
الحركة التجارية والسياحية بين البلدين.
وعن
أهداف الزيارة، قال الباحث في "مركز الحوار السوري" الدكتور أحمد القربي، إن النظام السوري يحاول البناء على البعد الاقتصادي الذي كان سببا رئيسيا لخطوات الأردن
نحوه، للانتقال إلى التطبيع السياسي الكامل.
وأضاف
لـ"عربي21" أن تحقيق ذلك مرتبط بموافقة الولايات المتحدة بعد خطوات حسن نوايا
يتعين على النظام السوري اتخاذها، وكذلك بمدى الفائدة الاقتصادية التي سيجنيها الأردن،
والدول العربية ما بعد الأردن.
ووفق
قربي، فإن التطبيع مع النظام السوري يعتمد على سلوكه، خصوصا فيما يتعلق بتغيير طريقة
تعاطيه في ملف الحل السياسي، وملف اللاجئين، وغيرها من الملفات المقلقة للدول المجاورة
لسوريا.
وحسب
القربي، فإن كل ذلك لا يعني أن التطبيع مع النظام السوري صار أمراً واقعاً بحكم المصالح
المتشابكة للأطراف العربية، وقال: "أساساً
العلاقات بين النظام وبعض الدول العربية
لم تنقطع أساسا، مثل العراق ومصر".
وأضاف:
"ما زال "الفيتو" الأمريكي قائماً على تطبيع العلاقات بشكل كامل مع
النظام السوري، وذلك رغم الانفتاح الأردني، والاتفاق على مشروع الخط العربي لنقل الغاز
المصري نحو لبنان مروراً بالأراضي السورية، وباعتقادي هناك تخفيف من حدة العقوبات والخطوط
الحمراء من جانب الولايات المتحدة".
وفي
السياق ذاته، يقرأ الكاتب والمحلل السياسي عمار جلو في زيارة وفد النظام للأردن، محاولة
من الأخير للعمل على توسيع الباب لإعادة التطبيع مع النظام السوري، بالتنسيق مع أطراف
عربية من بينها مصر.
والأهم
من محاولات الأردن هذه، حسب حديث جلو لـ"عربي21"، هو البحث في الموقف الأمريكي،
وتحديداً ما إن كانت واشنطن قد استثنت الجانب الأردني لوحده إلى جانب لبنان من العقوبات
"قيصر" في حال التعامل مع النظام السوري، أم إن كان الاستثناء الأمريكي يشمل
الجميع؟
من جانبه،
أشاد الناطق الرسمي باسم "لجنة المصالحة" التابعة للنظام عمر رحمون، بزيارة
وفد النظام إلى الأردن، وقال على "تويتر": "بعد قرار إعادة العلاقات
وفتح المعابر مع
سوريا، أقول للمعارضة: فاتكم القطار".
وقبل
أيام، كان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي قد دعا إلى حوار روسي- أمريكي حول سوريا،
قائلا: "لا يمكن الاستمرار في مقاربات أثبتت عدم جدواها. نحن في المنطقة من يدفع
ثمن استمرار هذه الأزمة"، معبرا أنه "من غير المقبول ألا يكون هناك دور عربي
جماعي، فسوريا دولة عربية، والدول العربية هي الأكثر تأثرا بما يجري في سوريا".