استمرار التسويات غربي درعا.. ماذا عن مناطق "اللواء الثامن"؟

يواصل النظام السوري إجراء التسويات في مدن وبلدات ريف درعا الغربي، وذلك في إجراء يهدف إلى تمكين سيطرته في جنوب البلاد.

وفي آخر التطورات، دخلت قوات النظام السوري صباح السبت، برفقة الشرطة العسكرية الروسية إلى مدينة طفس بريف درعا الغربي، بعد الاتفاق الذي توصلت إليه عشائر درعا مع النظام السوري، والذي ينص على تسوية أوضاع المطلوبين والمنشقين عن جيش النظام، وكذلك نشر نقاط أمنية في المدينة وتسليم السلاح، على غرار الاتفاق الذي شمل درعا البلد، واليادودة، والمزيريب.

وإلى جانب طفس، من المرتقب أن يبدأ النظام أيضاً بإجراء التسوية في بلدة إنخل.

وسائل إعلام موالية، قالت إن "مدينة طفس، تشكل العقبة الأساسية أمام الجيش السوري في طريقه إلى بسط السيطرة الكاملة على ريف درعا الغربي، إذ تختلف الأمور فيها من الناحيتين العسكرية والاجتماعية، عن سائر البلدات المحيطة".

اقرأ أيضا: "اتفاق تسوية" غربي درعا.. ومطالب بالإفراج عن المعتقلين

وأضافت أن "طفس كانت قد شهدت دخول قوات الجيش مطلع العام الحالي، وانتشاراً في عدد من المواقع والأبنية الحكومية، لكن هذه القوات سرعان ما انكفأت تدريجيا قبل أشهر مع بدء التصعيد العسكري حول درعا البلد، وتدهور الأوضاع في الريفين الشرقي والغربي، وذلك خشية من وقوعها فريسة سهلة بيد مسلحي المدينة الذين لن يتوانوا عن استهدافها في حال اشتعلت معركة في درعا". 

وبعد الانتهاء من ريف درعا الغربي، ترجح مصادر أن تنتقل التسويات إلى ريف درعا الشرقي، معقل "اللواء الثامن" بقيادة أحمد العودة، التابع لـ"الفيلق الخامس" الذي شكلته روسيا بعد تسوية الجنوب التي تم التوصل إليها في صيف العام 2018، ما يعني فعلياً انتهاء العمل بذلك الاتفاق، وانتهاء مفاعليه.

وفي الوقت الذي امتنع فيه مصدر من "اللواء الثامن" عن الرد على تساؤلات "عربي21"، استبعد المحلل السياسي الدكتور نصر فروان، من درعا، أن تشمل التسوية الجديدة "اللواء الثامن"، قائلا: "بشكل أو بآخر يعتبر اللواء أحد أجنحة النظام في الجنوب السوري، وهو يأتمر بأوامر روسية".

وأضاف فروان لـ"عربي21"، أن "اللواء الثامن" أدى دورا مساعدا في إعادة سيطرة قوات النظام، على مناطق في درعا، منها مدينة الصنمين، حيث لعب اللواء دوراً بإخراج المقاتلين منها نحو الشمال السوري، بعد أن رفضوا مساعي التسوية مع النظام السوري.

ووفق المحلل، فإن مهمة اللواء، هي ضبط الأمن والتجاوزات التي تحصل في المنطقة، وملاحقة عناصر التنظيمات "الإرهابية"، وإعادة دمج الشباب في المنطقة تحت راية الدولة السورية، وخاصة أن خدمتهم في اللواء ستحتسب، من سنين الخدمة الإلزامية العسكرية، وأخيرا مساعدة الدولة في إنهاء الملفات العالقة كافة في منطقة الجنوب.

وقال فروان إن "ما يجري في الجنوب السوري، هو تمهيد لما هو قادم، أو بعبارة أخرى، خلق الأرضية المناسبة لتنفيذ الاتفاقات التي توصلت إليها روسيا مع الاحتلال الإسرائيلي والأردن".

اقرأ أيضا: التسويات مستمرة في درعا.. وتحذير من تفكيك "الركبان"

في السياق ذاته، قال المحلل السياسي سعد الخطيب، إن "أهالي درعا يدركون جيدا أن النظام ليس جاداً في إيجاد تسوية سلمية حقيقية تضمن سلامة المدنيين وتوقف الحصار والتدمير والتهجير، وبناء على التجارب السابقة التي تم فيها القيام بعمل تسويات والتي لم يلتزم النظام ولا مليشيات إيران ولا حتى الجانب الروسي بها، فإنه من الواضح أن النظام يسعى لفرض سيطرته على مدينة درعا وما حولها إيمانا منه بالحل العسكري فقط، والذي يريد من خلاله اجتياح المدينة، وتهجير أكبر عدد ممكن من سكانها المدنيين". 

وأضاف الخطيب لـ"عربي21"، أن أهالي درعا أيضا يدركون جيدا هشاشة تلك الاتفاقيات التي لم تصمد أمام محاولات وسعي النظام الدائم والمليشيات الداعمة له لاجتياح المدينة رغم تكبده خسائر كبيرة في صفوفه.

وقال المحلل إن "الجانب المعادي لأهالي درعا والشعب السوري عموما من نظام ومليشيات إيرانية وقوات روسية ليسوا متساوين في المصالح التي يسعى كل طرف لتحقيقها وليسوا متفقين على صيغة حل واحدة، فلكل طرف منهم أطماعه ولكل طرف طريقته واستراتيجيته".

واختتم الخطيب بقوله: "يبقى أهل درعا هم الأدرى بشعابها، وهم على دراية بمكر النظام ومليشياته، وما يحتاجونه هو المؤازرة والمساندة من كل المدن السورية لفضح جرائم النظام وداعميه أمام المجتمع الدولي الذي ما زال يلتزم الصمت".