انتقدت صحيفة عبرية، سلوكيات وزارة الحرب الإسرائيلية، ووصفت سلوكياتها الإدارية بأنها "سيئة"، والتي ترافقت مع العديد من الصفقات الخارجية.
وقالت صحيفة "يديعوت
أحرونوت" العبرية، في مقال لمعلقها العسكري أليكس فيشمان، إن هناك "شيئا
سيئا يحصل في إدارة مشاريع وزارة الأمن والجيش الإسرائيلي، في كل ما يتعلق
بالمشتريات الأساسية في الخارج"، موضحة أن "هذا حصل في الغواصات وفي
شراء سفن "ساعر 6"، ومروحيات "يسعور" الجديدة، وأيضا في شراء
طائرات الشحن بالوقود، والآن يحصل في صفقة لشراء مروحيات بحرية تجري منذ 6 سنوات،
ولا نرى نهاية لها".
شيخوخة المروحيات
وتابعت الصحيفة: "في
بيانات قسم التخطيط، يبدو هذا مرتبا ومخططا حتى البرغي الأخير؛ أما في الواقع؛ فهو
حلم، وبعض من هذه الصفقات قد تصل إلى لجان التحقيق، وأخرى ستبقى مدفونة في إدارة
حسابات وزارة الأمن غير الملزمة بتقديم الحساب لأحد، رغم أن مئات ملايين الدولارات
تقع هناك في القمامة بسبب الإدارة الفاشلة".
وأفادت بأن "طمس
الحقائق وإخفاء المعطيات هما سبب وجيه آخر للتردي في ثقة الجمهور في الجيش وفي
وزارة الأمن، وأحد الأسرار الدفينة مثلا؛ بأي قدر شذت صفقة المروحيات البحرية
الجديدة عن الميزانية الأصلية، ويبدو أن الحديث يدور عن عشرات وربما مئات ملايين
الدولارات، لكن وزارة الأمن تملأ فمها بالماء، درءا للعار.
وعبّرت عن حزنها لما يجري،
وقالت: "هذه السنة، كان يفترض أن يبدأ بالعمل سرب مروحيات "سي هوك"
بحرية بدلا من سرب المروحيات القديمة، وبحسب الرواية الأخيرة لوزارة الأمن، فإن
المروحيات الجديدة ستصل في 2024 وستكون تنفيذية في 2025، وهذا موعد آخر على الجليد".
اقرأ أيضا: قلق إسرائيلي من تصاعد استخدام "حزب الله" و"حماس" للمسيّرات
وقالت: "لقد بدأت
معالجة المروحية البحرية الجديدة بالذات بالقدم اليمنى، واكتشف سلاح الجو بشكل
مبكر شيخوخة المروحيات القديمة وبعد الدراسة أشار في منتصف العقد السابق إلى
البديل، وهي مروحيات مستخدمة من طراز "سي هوك" خرجت من الخدمة في
الأسطول الأمريكي".
ورأى خبراء المشتريات في
وزارة الأمن منذ ذلك الحين، أن "هذا خيار إشكالي، لأن هذه مروحيات مستخدمة،
ولم تعد تنتج، ونموذجها الأخير نزل من خط الإنتاج في 1996 وحتى الأحدث منها يقترب
عمرها من 30 سنة".
الثقة بالجيش تتدهور
وأشارت "يديعوت"
إلى أن "إسبانيا نفذت صفقة مشابهة مع الأمريكيين قبل بضعة سنوات من ذلك فخاب
ظنها، أما سلاح الجو فأصر، وفي النهاية ما يريده سلاح الجو هو ما يحصل"،
منوهة إلى أن "المهم في هذه المروحية البحرية ليس المنصة بل الأجهزة التي عليها،
ناهيك عن أن الصيغة البرية للمروحية "بلاك هوك" تخدم في سلاح الجو مما
يفترض أن يسهل الاستيعاب والسياق".
وبينت أنه "في 2016
وقعت الصفقة؛ تم شراء 8 مروحيات "سي هوك" مستخدمة، ثلاثة منها مخصصة
مسبقا للتفكيك لأجل أن تشكل قطع غيار، والباقية هي السر التنفيذي.. ولم يمض وقت
قصير حتى وقعت صفقة أخرى مع شركة "أس.آي.أس" في ألباما لتحسين المروحيات
الخمس.. وفي المرحلة الأولى، يستهدف الترميم جلب المروحية إلى الطيران (تعزيز
المبنى، تجديد أجزاء آليه، محرك، غير.. ما شابه) وفي المرحلة الثانية، يتم إدخال
أجهزة إسرائيلية خاصة إلى المروحية، مثل البدلة الإلكترونية وإضافة قدرات تسليحية
أخرى".
وتابعت: "غير أنهم اكتشفوا
في حينه، أن وضع المروحيات أسوأ بكثير مما ظنوا، لقد استغرق الترميم وقتا طويلا،
وأنفقوا مالا كثيرا حتى وصلنا إلى 2022، ومروحيتان فقط حسنتا للطيران، أما الباقية فلا
تزال قيد العمل (الترميم)، وفضلا عن ذلك فإنه لم يتبقَ مال للمرحلة الثانية المتمثلة
بإدخال الأجهزة الإسرائيلية، وفي هذه الأيام تجري مفاوضات مع الشركة الأمريكية عن
إضافات للثمن كي ينتهي العمل، فقط مفاوضات وليس اتفاقا".
وذكرت الصحيفة أن "قسما
من الأعمال سيتم في إسرائيل، وسيحتاجون إلى تنظيم عطاءات، وهذا أيضا يستغرق وقتا،
وهكذا يبقى الوعد المحدد ما بين 2024 و2025 معلقا في الهواء"، مضيفة أنه
"في هذه الأثناء، تواصل المروحيات القديمة المصابة بالشيخوخة.. وبالتالي فلا غرو أن ثقة الجمهور
بالجيش تتدهور".
معهد إسرائيلي: ثقتنا تراجعت بالجيش للحد الأدنى منذ 2008
الكنيست يقر تحويل مبلغ مالي كبير و"سري" لجيش الاحتلال
قلق إسرائيلي من توتر علاقات الإمارات وأمريكا بسبب "إف35"