سياسة عربية

تقرير: روسيا تكثف مسعاها لتحجيم النفوذ الإيراني في سوريا

أنباء عن تنافس روسي إيراني للنفوذ في سوريا (صورة أرشيفية)

كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان النقاب عن أن روسيا كثّفت من جهودها مؤخرا لتحجيم النفوذ الإيراني في سوريا وفض شراكة السيطرة معها على القرار السوري.

وقال المرصد في تقرير له اليوم الإثنين، نشره على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "لا تدخر روسيا أي جهد في إطار سعيها إلى تحجيم النفوذ الإيراني في سوريا وفض شراكة السيطرة معها على القرار السوري، وذلك عبر أساليب متنوعة وضمن مختلف المناطق لا سيما تلك التي تملك إيران فيها ثقلا كبيرا".

وذكر المرصد، أن الجانب الروسي عمد عبر "اللواء الثامن" الموالي له إلى افتتاح مكتب انتساب للواء في مركز مدينة تدمر ضمن مقر حزب البعث القريب من "فرع مخابرات البادية"، وذلك لاستقطاب أبناء تدمر والمناطق المحيطة بها وعموم بادية حمص الشرقية إلى اللواء الثامن.

ووفق المرصد فإن الروس قاموا بتكليف شخص للتواصل مع أهالي تدمر القاطنين في مناطق النفوذ التركي، وتقديم ضمانات ومغريات لهم للعودة إليها والانتساب للواء، كما تم تكليف شخص آخر من أبناء منطقة السخنة بالتواصل مع عشائر المنطقة وأولئك المتواجدين في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية، لا سيما عشائر العمور وبني خالد بغية استقطابهم وانضمام أبنائهم إلى "اللواء الثامن".

وأضاف: "كذلك تسعى روسيا إلى استقطاب المجندين المحليين من أبناء المنطقة في صفوف الميليشيات الإيرانية عبر تقديم مغريات إضافية لهم وضمانات بعدم الملاحقة الأمنية، في إطار الحرب الباردة بين الروس والإيرانيين في سوريا".

 



وكان المرصد قد أشار أمس الأول، إلى أن القوات الروسية تعمل على مزاحمة الإيرانيين في مناطق نفوذ النظام ضمن محافظة الحسكة، عبر كسب ود الأهالي لاستقطاب عناصر الدفاع الوطني إلى الجناح الروسي بدلاً من الجناح الإيراني.

ونوه إلى أن القوات الروسية قامت صباح السبت، بجولة ضمن قرية حامو الواقعة بريف القامشلي الشرقي ضمن محافظة الحسكة، والخاضعة لسيطرة قوات النظام وقوات الدفاع الوطني، وعمد الروس إلى توزيع أدوية وطحين وخبز على أهالي وسكان القرية.

 



وكان تقرير سابق لوكالة "الأناضول" قد أكد أن إيران قوة إقليمية مؤثرة في سوريا، وأنها عززت نفوذها في سوريا، عبر حملات التغيير في التركيبة السكانية لصالح الشرائح الاجتماعية الحليفة لإيران في جغرافيات العاصمة ومحيطها، وصولاً إلى الحدود اللبنانية وفي جنوب سوريا على الحدود مع الأردن وشرقاً باتجاه الحدود العراقية.

لكن النفوذ الإيراني المؤثر في سوريا تواجهه رغبة روسية تبدو أشد صلابة، بأن تكون سوريا مدخلا لاستعادة دور موسكو ليس في الشرق الأوسط فقط، وإنما في العالم، بعد أن أصبحت جارا قويا لتركيا العضو في الناتو، وقوة فاعلة أيضا في ليبيا فضلا عن العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين موسكو والجزائر.