شهدت
الساحة السياسية والأمنية الإسرائيلية نقاشات مطولة حول الصلاحيات الممنوحة لجنود
الاحتلال في كبح جماح المستوطنين، ومحاولة منعهم من الاستمرار في الاعتداءات على المزارعين
الفلسطينيين، خشية أن يتسبب ذلك بردود فعل فلسطينية تصل حد اندلاع انتفاضة ثالثة.
وتحدث
الإعلامي والمخرج التلفزيوني، إيتاي لاندسبيرغ، في مقال بموقع زمن إسرائيل، ترجمته
"عربي21"، أن "الرعاية التي يوفرها كوخافي للمستوطنين لاعتبارات
مختلفة، أوصلتهم إلى مستوى أن يقتربوا من نموذج الحاخام باروخ غولدشتاين، المسؤول
عن مجزرة الحرم الإبراهيمي.
وأشار
إلى أن "تذرع كوخافي بأن جنود الجيش ليس لديهم سلطة اعتقال المستوطنين
العنيفين، ستجعلنا نصل إلى سيناريو تكرر سابقا من قبل أعضاء الحركة السرية
اليهودية الذين سعوا لتجميع المتفجرات في عدة حافلات نقل عمال فلسطينيين من شرقي
القدس".
ورأى
أن النقاش الدائر بين بارليف وكوخافي لن يكون له جدوى في حال بقي المستوطنون
اليهود منفلتين من أي عقال، دون حساب أو رقيب، والنتيجة أن يتحولوا مع مرور الوقت
إلى مجموعة قتلة، لكنهم يحظون برعاية جيش الاحتلال، بزعم عدم وجود صلاحيات قانونية
للسيطرة عليهم، مع العلم أن الأمر ليس قانونيا البتة، بقدر ما هي رغبة كوخافي بعدم
تصنيف نفسه بأنه معاد لهم لحسابات سياسية مستقبلية، وربما يمثل ذلك جزءا من قناعاته
السياسية اليمينية.
ربما
لا يبدو مفيدا الحديث عن أخلاقيات أمام جيش يحتل الأرض، وينتهك المقدسات، ويغتصب
الحقوق، لكن من اللافت ألا يبادر، ولو إعلاميا على الأقل، لأن يسعى في محاولة لوقف
هذه الهجمات الوحشية التي تشنها عصابات من البلطجية الإرهابيين اليهود في المناطق
المحتلة ضد الفلسطينيين والنشطاء اليساريين، لأن النتيجة المترتبة على ذلك أن يحزم
كوخافي أمتعته من مكتبه، ويتقاعد من قيادة الجيش، لأنه ليس لديه المزيد ليفعله
هناك.
اقرأ أيضا: منظمات يهودية أمريكية تطالب بوقف انتهاكات المستوطنين
وأشار
إلى أن السلوك المتساهل الذي يبديه كوخافي تجاه المستوطنين اليهود من شأنه أن
يجعلهم يفهمون ما يعنيه ذلك، من تنفيذهم لمزيد من الاعتداءات ضد الفلسطينيين،
بصورة مخالفة للأخلاق والأوامر، وهو ما تكرر مع الفلسطيني المسن عمر أسعد، ابن الثمانين
عاما، الذي تم تقييد يديه، وتركه يتجمد حتى الموت، دون أن يرمش كوخافي، مما أوقعه
في تناقض صارخ في ما يعلنه من مواقف إعلامية.
ويتساءل
الإسرائيليون المتفاجئون من سلوك كوخافي: كيف لا يملك الجيش أي سلطة في الأراضي
الفلسطينية الخاضعة لسيطرته، وماذا سيفعل في حال عثر على يهودي مسن تعرض لهجوم
فلسطيني، وتم تقييد يديه، هل سيبقى مكتوف الأيدي، لأنه ليس لديه صلاحيات للعمل في
هذه المناطق، أم سيتغير القانون حينها؟
وأوضح
في هذه الحالة عندما لا يتم التعامل مع المستوطنين المجرمين، سيصبح الواقع جريمة
متكاملة الأركان، وعندما لا يتم التعامل لوقف عنفهم الجسدي واللفظي، يصبح الواقع
تحت مسؤولية رئيس الأركان عنيفًا، الذي بات يصنف بأنه "الأكثر دموية"
بين قادة الجيش، لكنه يخشى عصابات المستوطنين العنيفة.
تفاصيل صادمة يرويها جنود الاحتلال عن مذبحة الطنطورة
الاحتلال يقترح ذراعا جديدا لمواجهة عجز الجبهة الداخلية
الاحتلال يتخوف من تداعيات "شعور النكبة الجديدة" بالنقب