مع بلوغ معدلات التضخم أعلى مستوياتها خلال 40 عاما، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقريرا قدمت فيه بعض النصائح؛ استعدادا لمواجهة الركود الاقتصادي المحتمل.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"؛ إن التضخم بلغ أعلى مستوى له خلال 40 عاما، فيما تواصلت أسعار الفائدة في الارتفاع، بينما تجاوزت أسعار البنزين 5 دولارات للغالون، إضافة لتراجع قيمة العملات المشفرة.
ولفت الصحيفة الأمريكية إلى أن كل هذه المؤشرات دليل على وجود ركود اقتصادي أو احتمال كبير لحدوثه.
ونظرا للتأثير الخطير الذي خلفه الركود الكبير لسنة 2008، فإن التزام الهدوء أو الانتظار فقط لن يعالج هذه المرة القلق الذي تشعر به بشأن رفاهيتك المالية.
ونصحت واشنطن بوست بتجنب اتخاذ خطوات بناء على مخاوف من الركود، ما قد يجعلك في وضع مالي أسوأ.
وذكرت الصحيفة أن فترات الركود لا تدوم إلى الأبد، بل تستمر في المتوسط لفترة 11 شهرا، بينما استمر أقصر ركود على الإطلاق، وهو الركود الناجم عن الوباء في سنة 2020، ثلاثة أشهر فقط.
اقرأ أيضا: أمريكا ترفع الفائدة لأعلى معدل منذ 28 عاما.. "هزة بالأسواق"
وفيما يلي، سبع نصائح لحماية نفسك سواء كان هناك ركود محتمل أم لا.
1. لا خوف من السوق المتراجعة
هذا الأسبوع، انزلق مؤشر إس آند بي 500 إلى معدلات السوق المتراجعة، التي تعرف على أنها انخفاض بنسبة 20 بالمئة من آخر أعلى مستوى لها.
ويقدّر متوسط مدة استمرار السوق الهابطة منذ سنة 1950 بحوالي 418 يوما، وذلك وفقًاا لأنتوني ساغليمبين محلل الأسواق العالمية في شركة "أميريبرايز فاينانشال".
واقترح ساغليمبين أنه يمكن الاستفادة من هذه السوق، من خلال التركيز على الشركات التي لديها ميزانيات وتدفق نقدي قوي ومنتجات يستخدمها المستهلكون ويحتاجون إليها.
ونقلت الصحيفة عن كريستين بنز، مديرة التمويل الشخصي في شركة "مورنينغستار"، قولها؛ إنه "غالبا ما تشهد شركات الرعاية الصحية والمواد الاستهلاكية أداء جيدا في البيئات التي تشهد ركودا؛ لأن حاجة الناس إلى منتجاتها لا تقل بغض النظر عن البيئة الاقتصادية".
وقد تكون السوق الهابطة الوقت المناسب للاستفادة من استراتيجية "متوسط التكلفة بالدولار"، أي أنك تستثمر المبلغ نفسه من المال بانتظام، بغض النظر عن فترات الصعود والهبوط التي تشهدها السوق.
وعلى الرغم من تعرض الأسهم للتقلبات في الوقت الحالي، إلا أنها تتعافى جيدا مع مرور الوقت بعد انقضاء الركود.
2. لا تجرب الخروج المؤقت
وأضافت الصحيفة أن العديد من الأشخاص قد يحاولون توقيت السوق، أي إنهم يفكرون في الخروج من سوق الأسهم أو تقليل مقدار استثمارهم إلى أن تتحسن الأمور، لكن من المستحيل معرفة أفضل وقت للخروج من هذه السوق والعودة إليها.
وأشار ساغليمبين إلى أنه بمجرد بلوغ النقطة المنخفضة في السوق الهابطة، فإن عوائد الأسهم لمؤشر إس آند بي 500 تميل إلى أن تكون أعلى من المتوسط.
وأضاف: "نحن ندرّب المستثمرين والمستشارين الذين يجدون أنفسهم في خضم ركود أو سوق هابطة، على تجنّب أي تعديلات كبيرة في التخصيص حتى يهدأ الوضع. وأسوأ شيء يمكن أن يفعله المستثمر الآن هو محاولة ضبط وقت الانسحاب من السوق".
3. التخلص من ديون بطاقتك الائتمانية
قال مات شولز، كبير محللي الائتمان في شركة "لاندينغ تري": "تتمثّل الخطوة الأولى لأي شخص لديه بطاقة ائتمان في سداد أرصدته في أسرع وقت ممكن؛ لأن الركود يتسبّب في ارتفاع أسعار الفائدة بسرعة."
وأشارت الصحيفة إلى أن إحدى طرق التعامل مع الديون، تتمثّل في الحصول على قرض شخصي منخفض الفائدة، أو التسجيل للحصول على بطاقة ائتمان لتحويل الرصيد. كما يمكنك التخلص من الديون بشكل أسرع إذا قمت بتحويل الديون ذات الفائدة المرتفعة إلى بطاقة ائتمان بمعدل فائدة صفري، لكن هذه البطاقة قد لا تكون متوفّرة للجميع.
4. ادخار الأموال
تنصح الصحيفة أيضا بالادخار عندما تكون لديك أموال إضافية؛ لأن الركود يمكن أن يغير ظروفك بسرعة. إذا لم يكن لديك صندوق طوارئ جيد، تجنّب المصاريف الزائدة أو المشاريع غير الضرورية.
كما تذكّر أيضا، أن ادخار ما يعادل ثلاثة إلى ستة أشهر من نفقات المعيشة، قد لا يكون كافيا في مرحلة لاحقة.
قد يتمكّن الأشخاص الأصغر سنا بفضل مرونة أسلوب حياتهم من الحصول على رفيق سكن أو اثنين أو تبديل الوظائف للاستفادة من فرص العمل الجديدة، ما من شأنه أن يساعدهم على جمع احتياطيات طوارئ كافية لمدة تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر.
وفي المقابل، إذا كنت أكبر سنا ولا يمكنك تغيير وضعك السكني أو وظيفتك أو كليهما، فعليك تجميع ما يكفي من المدخرات لمدة عام أو اكتساب أصول يمكنك تحويلها إلي سيولة بسهولة.
5. نسخة احتياطية لصندوق الطوارئ
بالإضافة إلى وجود صندوق لفترات الركود الصعبة، توصي بنز بإيجاد مصدر آخر للأموال الإضافية في حال احتجت إليها عند الضرورة. وقالت بنز؛ إن خط ائتمان ملكية المنزل قد يكون أفضل مصدر للأموال الإضافية في هذه الحالة.
6. قوة امتلاك سندات التقاعد
عندما تنخفض قيمة الأسهم، عادة ما تعمل السندات على موازنة حيازات الأسهم الخاصة بك، لكن أسعار السندات تضررت كذلك في هذه الفترة.
ومع ذلك، تمكّنت السندات من الصمود بشكل أفضل من أي قطاع آخر في السوق تقريبا خلال فترات الركود السابقة. لذلك، لا يجب التخلي عن هذه السندات حتى لو لم تكن تقدّم أداء جيّدا.
7. ابحث عن عمل إضافي
أوضحت الصحيفة أن هناك عددا قياسيا من فرص العمل الشاغرة، بينما بلغ معدل البطالة 3.6 بالمئة. ووفقا لوزارة العمل الأمريكية، شهد الاقتصاد مكاسب وظيفية في مجالات النقل والتخزين والترفيه والضيافة والتعليم والخدمات الصحية والحكومة.
وحتى إذا لم تكن بحاجة إلى المال في الوقت الحالي، فقد يكون الوقت مناسبا للبحث عن وظيفة ثانية أو عمل إضافي في اقتصاد الوظائف المؤقتة لزيادة دخلك ومدخراتك؛ لأنه قد حان الوقت للاستعداد للأسوأ والأمل بما هو أفضل.
موجة كورونا الأخيرة تتسبب بعجز في إيرادات الصين الحكومية
هيرست: بايدن يتحول إلى ترامب ويعبث بينما القدس تحترق
NYT: لا أحد يعرف كيف يمكن تحقيق الانتصار بأوكرانيا