دخل الذكاء الاصطناعي عالم الفن بصورة قوية،
وباتت لوحات ترسم بالكامل من نصوص كتابية بصورة لم توجد من قبل.
"ميد جيرني" هو
واحد من أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي، من نوعية ما يسمى بصورة نصية يحركها الذكاء
الاصطناعي، وقد تطور بشكل كبير في الشهور الأخيرة، لتملأ الرسوم التي يصنعها
"ميد جيرني" صفحات الفن العربية والعالمية على مواقع التواصل الاجتماعي
وتثير دهشة الفنانين والمبرمجين.
واستعرضت هيئة الإذاعة البريطانية، لوحة صممها
ذكاء اصطناعي اسمه "دال إي 2"، على بعض تجار الفن بحي السركال أفنيو
بدبي. هذه المرة كانت الكلمات الموجهة للذكاء الاصطناعي هي "لوحة من لوحات
عصر النهضة لأم تطعم ابنتها بيتزا".
لم تخبر المشاركين في الاستطلاع بأن هذا العمل
من صنع الذكاء الاصطناعي عندما سئلوا عن رأيهم فيه.
ولم يختلف تجار الفن على ما إذا اعتبروا هذه
اللوحة فنا قيما أم لا. فكلهم رأوا أنها فن متقن. تقول إحدى المشاركات: "إنه
فن رائع، من الواضح أنها مرسومة بإتقان، إنها لوحة لأم تطعم ابنتها". ويقول
آخر: "بها حكاية وإحساس فنان". وتقول إحدى الفنانات: "مصنوعة
باحترافية، كما يبدو عليها".
لدى سؤالهم عما إذا كانوا سيشترونها، قال أغلبهم: "بالطبع". "أكيد، بعض اللوحات بهذا الفن والإتقان، يفكر
الشخص باقتنائها". وقالت إحدى المشاركات: "يمكن ذلك، ولكن ليس بثمن باهظ
جدا".
وتفاجأ خبراء الفن حين أخبرناهم أن الذكاء
الاصطناعي هو صاحب هذه اللوحة. فقال أحد المشاركين: "أن يستطيع الذكاء
الاصطناعي خلْق إحساس لدينا فهذا تطور خطير، هذا شيء مختلف."
وظهر الذكاء الاصطناعي المولد للصور مع بداية
الألفية. ولكن أول أشكاله تطورا ظهر في سنة 2015 مع مشروع شركة غوغل
الذي سمي بـ"الحلم العميق".
مطور مشروع ديب دريم - غوغل، أليكساندر
موردفينستف، يقول إن الفكرة جاءت إليه حينما كان ساهرا في ليلة. "استخدمت
صورة لكلب وقطة في البداية، وجاءت النتائج شبيهة بحبوب الهلوسة."
شارك أليكساندر الكود مع زملائه في العمل
والذين صمموا بدورهم عشرات من الرسوم السريالية ونشرها على الإنترنت. "رأيت
رد فعل الناس وهم متفاجئون ويتساءلون ما هذا."
ثم شجع أليكساندر زوجته على طباعة بعض هذه
الصور وتجميعها في معرض فني، ليصبح أول معرض فني لرسوم الذكاء الاصطناعي في
التاريخ. وفي نفس الوقت الذي ظهرت فيه صور الحلم العميق السريالية، بدأ مبرمجو
الذكاء الاصطناعي في تبني نظام جديد سمي "شبكات المتضادة التوليدية"،
وهو نظام من أنظمة التعلم الماكيني، يعتمد على وجود ذكاءين اصطناعيين يعملان بشكل
تخاصمي.
فأحد هذين الذكاءين هو فنان يتعلم كيف يرسم
الوجوه من صور الوجوه الموجودة على الإنترنت، والآخر هو ناقد فني يتعلم كيف ينقد
الرسوم ويرى إذا كانت جميلة أو واقعية أم لا. يعمل هذان الذكاءان معا باستمرار
ويتعلم كل منهما من الآخر.
وهذه هي التقنية التي تعتمد عليها تقنية
"ديب فيك"، والتي يستطيع المستخدم من خلالها استبدال الوجوه وخلق
فيديوهات غير حقيقية. فقد أصبح للذكاء الاصطناعي قدرة عالية على رسم الوجوه. وظهر
موقع اسمه "هذا الشخص ليس له وجود"، يمكنك من خلاله خلق صور لأشخاص ليس
لهم وجود في الحياة.
ويشهد العام الجاري تطورا تكنولوجيا في مجال
الذكاء الاصطناعي يفوق التوقعات، ففي الوقت الحالي تظهر ثلاثة أنظمة للذكاء
الاصطناعي المولد للصور فائقة القدرة. ميد جيرني الذي طوره المبرمج ديفيد هولز،
ودالي 2 التابع لشركة الذكاء الاصطناعي المفتوح التي أسسها إيلون ماسك. وإيماجين
التابع لغوغل. لم يتم إتاحة أي من هذه البرمجيات للاستخدام العام حتى الآن. ولكن
هناك مواقع متاحة تعطي للمستخدمين فرصة استخدام الأنظمة الأقدم.