صعد بنك "كريدي سويس" السويسري من حدة معركته القانونية ضد شركة "سوفت بنك" العملاقة للاستثمار، حيث يتطلع إلى تعويض الخسائر المرتبطة بانهيار شركة تمويل سلسلة التوريد "غرينسيل كابيتال"، بحسب ما نشرته صحيفة "الفايناشيل تايمز" البريطانية.
وتقدم "كريدي سويس" بطلب إلى المحكمة البريطانية العليا لبدء إجراءات قانونية رسمية ضد "سوفت بنك"؛ بسبب نزاع بقيمة 440 مليون دولار.
و"سوفت بنك" هو صندوق استثماري سعودي-ياباني، يقع مقره الرئيسي في جزيرة جيرزي إحدى ملحقات التاج البريطاني، وتديره شركة تابعة لمجموعة سوفت بنك اليابانية.
وافتُتِحَ هذا الصندوق الذي يعد أبرز الاستثمارات السعودية، في 2016 من قبل كل من محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، وماسايوشي سون رئيس مجموعة سوفت بنك، وفي 2017 أصبح "سوفت بنك" أكبر صندوق للاستثمار المباشر بعد أن جمع أكثر من ثلاث وتسعين مليار دولار أمريكي، إذ سيستثمرها في قطاعات التكنولوجيا مثل الذكاء الصناعي والروبوتات.
ويتطلع المقرض السويسري المحاصر، الذي واجه سلسلة من الأزمات في العام الماضي، إلى استرداد الأموال التي أقرضها غرينسيل لشركة التمويل كاتيرا، التي انتهت صلاحيتها الآن، والتي كانت مدعومة من قبل سوفت بنك.
وأدى الانهيار الداخلي لـ"غرينسل" إلى انهيار ما يقرب من 10 مليارات دولار في صناديق "كريدي سويس" المرتبطة بالشركة، والتي كان "كريديت سويس" يتطلع إلى استردادها منذ ذلك الحين.
وتقدم البنك العام الماضي بالتماس للولايات المتحدة للبحث في جمع معلومات قال إنها ستدعم دعوى قضائية يعتزم إطلاقها في المملكة المتحدة.
وبحسب ما ورد، يتطلع البنك لتحديد ما إذا كان رؤساء "سوفت بنك" على دراية بخطط "كوتيرا" لإعادة الهيكلة.
اقرأ أيضا: منظمة: كريدي سويس يخدم أجهزة الاستخبارات العالمية
وقالت شركة "سوفت بنك"، في بيان لصحيفة "الفايناشيل"، إن خطوة البنك السويسري كانت "خطوة إجرائية مطلوبة لإطالة أمد محاولتها اليائسة لإلقاء اللوم على سوفت بنك لقراراتها الاستثمارية السيئة".
وقال البنك الياباني في بيان: "نحن نرفض بشدة أي اقتراح مضلل بأن أي كيان من كيانات البنك كان ينوي الإضرار بمصالح "كريديت سوفت" أو أمواله، وسندافع بقوة عن أي مطالبة تتعلق بهذه المسألة في حالة رفع دعوى فعلية".
وتعرض بنك "كريدي سويس" لسلسلة من الأزمات في العامين الماضيين، بعد أن أدى انهيار شركة الاستثمار الأمريكية "أركيغوس كابيتال" إلى خسارة قدرها 5.5 مليار دولار، قبل أن يضطر إلى إغلاق الصناديق المرتبطة بـ"غرينسل".
في نهاية تموز/ يوليو الماضي، استقال الرئيس التنفيذي توماس غوتشتاين من الشركة بعد ثلاثة أرباع متتالية من الخسائر.
وفي وقت سابق، قال مكتب منظمة "مكافحة الجريمة وغسيل الأموال" (OCCRP)، في تقرير ترجمته "عربي21"، إنه خلال الحرب على الإرهاب، اعتمدت الاستراتيجية الدولية على مسؤولي استخبارات من أنظمة متهمة بالفساد والتعذيب، مشيرة إلى أن العديد من هؤلاء المسؤولين وعائلاتهم يملكون حسابات في مصرف "كريدي سويس".
فيما نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا عن تسريبات هائلة من البنك السويسري "كريدي سويس"، أضخم بنك خاص في العالم، عن الثروات المخفية لعملاء البنك، والذين يضمون مودعين متورطين بالتعذيب وتهريب المخدرات وغسيل الأموال والفساد وجرائم خطيرة.