قال المعارض التشادي، محمد بشير خليل؛ إن سلطات بلاده شنّت خلال اليومين الماضيين حملة اعتقالات واسعة، طالت حوالي 164 متظاهرا حتى الآن.
وقال بشير؛ إن الاعتقالات تأتي على خلفية مزاعم بأن "هؤلاء الأشخاص نظموا احتجاجات دون الحصول على تصريح مسبق"، موضحا أن "معظم تلك الاعتقالات كانت في صفوف مناصري حزب Transformers (المُحوِّلون)، الذي يتزعمه المعارض البارز سيكسي ماسرا".
وأشار في تصريح خاص لـ"عربي21"، إلى أن "قوات الأمن التشادية قامت بمحاصرة مقر حزب (المُحوِّلون) منذ أمس السبت وحتى هذه اللحظة، وكان ماسرا بداخله، ولم يستطع الخروج من مقر الحزب حتى الآن"، مردفا: "نحن ندين بشدة هذا التصرف الهمجي وغير المبرر على الإطلاق، ونطالب بسرعة بالإفراج عن جميع المعتقلين".
رئيس المجلس العسكري الانتقالي، محمد إدريس ديبي، ألمح خلال حفل العشاء الذي أُقيم بالقصر الجمهوري، مساء السبت، على شرف الحركات الموقعة على (اتفاقية الدوحة)، أن ماسرا مدعوم من الخارج"، مشيرا إلى أن "فرص نجاح الحوار الوطني تكاد تكون معدومة في ظل المعطيات الراهنة".
كما نوّه خليل، وهو قيادي بالحركة الديمقراطية التصحيحية "MDR"، وهي أحد مكونات "المنسقية الوطنية من أجل التغيير والإصلاح (CNCR)"، إلى أنه "تم طرد الصحفيين من قاعة انعقاد الحوار الوطني الشامل (بيت الثقافة) في العاصمة أنجمينا، يوم السبت، من جانب رئيس لجنة رئاسة الحوار، قالي أنقوتي، ومن ثم قامت قوات الأمن باعتقال بعضهم قبل الإفراج عنهم صباح الأحد".
وأوضح خليل أن "ممثلي الكنيسة الكاثوليكية انسحبوا مؤخرا من جلسات الحوار الوطني، وهو ما يمثل ضربة جديدة تفقد هذا الحوار قيمته ومعناه"، مضيفا: "ما يجري الآن هو إجبار البعض على حضور جلسات الحوار، ولو بالقوة، وعبر استخدام سياسة العصا والجزرة مع الكثيرين؛ من أجل محاولة إقرار فترة حكم جديدة للمجلس العسكري الانتقالي الحالي لا نعلم مدتها".
اقرأ أيضا: معارض تشادي لـ"عربي21": أنباء عن "محاولة انقلاب فاشلة"
بدورها، أكدت "جبهة الوفاق من أجل التغيير" في تشاد (فاكت)، في بيان لها مساء السبت، وصل إلى "عربي21" نسخة منه، أنها رصدت "اعتقال 91 ناشطا من حزب (المُحوِّلون) الذي جرى حصاره في محاولة لتقييد الحريات"، منوهة إلى أن أحد شروطها الأساسية للتفاوض هو "عدم قمع جميع التظاهرات السلمية".
وحمّلت "فاكت"، وهي من أكبر الحركات المعارضة في البلاد، المجلس العسكري الحاكم المسؤولية الكاملة عن "كل العواقب التي قد تنجم عن ذلك من استخدام الأساليب القمعية للحفاظ على السلطة".
ودعت المجتمع الدولي والدول الصديقة لتشاد إلى "أن تكون شاهدة على هذا الانتهاك الممنهج لحقوق الإنسان وحرية المواطنين التشاديين، ونطالبهم بإدانة تجريم المظاهرات من جانب المجلس العسكري الحاكم دون تحفظ".
وكانت أعمال الحوار الوطني الشامل بين المجلس العسكري الحاكم والمعارضة المدنية، قد انطلقت في العاصمة التشادية أنجمينا، يوم السبت 20 آب/ أغسطس الماضي، بعد تأجيله مرات عدة.
يُذكر أن الأطراف التشادية كانت قد وقعت في 8 آب/ أغسطس الماضي، "اتفاق الدوحة للسلام"، تتويجا لمفاوضات استضافتها قطر لمدة 5 أشهر بين الفصائل المعارضة، والمجلس العسكري الانتقالي الحاكم بمشاركة إقليمية ودولية.
يشار إلى أنه في 20 نيسان/ أبريل 2021، أعلن الجيش التشادي عن مقتل رئيس البلاد، إدريس ديبي (68 عاما)، متأثرا بجراح أصيب بها خلال تفقد قواته في الشمال، حيث يشن المتمردون هجوما لإسقاط نظامه الحاكم منذ العام 1990.
وقُتل ديبي بعد ساعات من إعلان فوزه رسميا بولاية سادسة في انتخابات رئاسية أجريت في 11 نيسان/ أبريل الماضي.
وعقب مقتله، تم تشكيل مجلس عسكري انتقالي برئاسة نجله محمد (37 عاما) لقيادة البلاد لمدة 18 شهرا، تعقبها انتخابات.
دول أفريقية تتسابق للحصول على المسيّرة التركية "بيرقدار"
أطراف النزاع في تشاد توقع اتفاقا للسلام برعاية قطرية