فضيحة
أخرى للسرقة الفنية بوقاحة، وهي سرقة الفنان لورنزو كوين وقطعته الفنية التي تحمل اسم
"The
Force OF Nature"، وتمت سرقتها عن طريق فنانة مصرية،
وفوجئ الفنان صاحب الأصل الفني بالسرقة معروضة في مدخل مدينة العلمين.
فهل
هذا مقبول أو معقول؟ وهي الفضيحة الثانية على التوالي، بعد فضيحة لوحة مترو الأنفاق،
وفي الحالتين تمت الفضيحة والتشهير على نطاق دولي.
ولا
شك أن تلك الواقعتين كان يسبقهما الكثير من السرقات الفنية التي ترقى إلى جرائم، ولكن
لم يتحرك أحد، لم يتكلم أحد. وهكذا تستمر السرقات، ويستمر معها اهتزاز صورة الفن
في مصر، بوصفها ملاذا لضيقي الأفق من أنصاف الفنانين وأرباع الموهوبين والمدعين
والمزيفين، وأصبح هذا هو الانطباع مع شديد الأسف والذي منه مصر وفنانوها براء.
فمصر
التي عرفت سيف وانلي، ومحمود سعيد، ومحمود مختار، وتحية حليم، وجمال السجيني، وفريد
عبد الكريم وغيرهم من رموز الفن المصري، من غير المقبول ولا المعقول أن يمحو نفر
من المدعين تاريخ الفن في مصر.
وأصوات
كثيرة منذ زمن بعيد طالبت بضرورة احترام ملكية الحقوق الأدبية والفنية والفكرية، لصاحب
المنتج الأصلي، ولكن لا حياة لمن تنادي. وقد اقتُرفت جرائم كثيرة وعديدة، لا يكفي
هذا المقال لحصرها، ولكن يكفي أن نذكر أن الكثير من الموسيقى التصويرية للأفلام،
كانت تؤخذ كما هي، وتصاحب الأفلام المصرية، بل ما هو أكثر من هذا.
لقد
عانت السينما المصرية نفسها لا من ظاهرة الاقتباس، ولكن من ظاهرة نقل الأصل
الأجنبي كما هو بكل تفاصيله في نسخة سينمائية مصرية، وكذلك سرقات أدبية لروايات
بالكامل، وبكل تفاصيلها بشكل فج ووقح. ويستمر الباغون في غيّهم، وامتد الأمر إلى
المقالات الأدبية والنقدية، ليتم نسخها بالكامل كما هي ووضع اسم السارق عليها بمنتهى
الوقاحة والسفالة.
لقد
تعرض كاتب هذه السطور لسرقة كثير من أفكاره، بل وتمت سرقة فقرات كاملة من برنامجي
ليتم تقديمها مرة أخرى دون حياء ببرامج أخرى.
وكذلك
في المسرح أذكر من ضمن ما أذكر أن المخرج المسرحي هاني مطاوع، مخرج مسرحية شاهد ما
شافش حاجة، اشتكى لي أكثر من مرة من تردي الأخلاق الفنية وانعدام الأمانة الفنية،
بعد أن تمت سرقة إبداعه الفني وبانتظام لينسب إلى آخرين، وبالطبع هناك حالات
مشابهة كثيرة، في مجال الأغنية وكذلك الألحان.
وبلا
شك أن غياب الميثاق المهني يشجع على عدم احترام حقوق الآخر، والسطو على إبداع الآخرين،
ونسبها بكل صفاقة إلى ذواتهم الفارغة.
ومن
هنا أرفع صوتي إلى من يهمه الأمر لا بد من إعمال قانون الملكية الفكرية والفنية
وحقوق النشر، حتى تتخلص الحياة الثقافية والفنية من هذا العبث، وحتى لا نقع في دائرة
غير المعقول وغير المقبول.
صور متجددة من الربا في حياتنا.. عندما يلتبس الدين مع السياسة!