شرعت الجزائر في إرسال دعوات الحضور إلى الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، استعدادا لاستضافة القمة العربية يومي 1 و2 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
وستقوم الجزائر بإرسال مبعوثين خاصين باسم الرئيس عبد المجيد تبون إلى كل الدول الأعضاء من أجل تسليم الدعوات إلى جميع الملوك، ورؤساء الدول والأمراء.
وكانت البداية برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، اللذين تسلما دعوة الرئيس تبون من وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة وأكدا حضورهما القمة.
وأعلن المغرب، مؤخراً، عن استقبال وزير العدل الجزائري عبد الرشيد طبي، الذي زار الرباط حاملاً دعوة لحضور القمة العربية المقررة في الجزائر.
وظلت مشاركة المغرب في القمة العربية محل العديد من التساؤلات، بالنظر إلى الأجواء القاتمة التي تخيم على العلاقات بين البلدين، بعد أن دخل الجاران في قطيعة دبلوماسية منذ عدة أشهر، اشتعلت في خضمها حرب إعلامية شرسة بين الطرفين، في علاقة بقضية الصحراء.
وفي السياق، كشفت مجلة "جون أفريك" الفرنسية أن الملك محمد السادس سيشارك شخصيا في القمة العربية، ما يفتح الباب أمام عودة العلاقات بين الجزائر والمغرب.
ونقلت المجلة عن مصادر "مطلعة للغاية" أنه "بناء على تعليمات من السلطات العليا المغربية، فقد تم إجراء اتصالات مع العديد من دول الخليج -السعودية، قطر، الإمارات، الكويت، البحرين- لإبلاغها بأن الملك محمد السادس سيشارك شخصيا في القمة العربية".
بل إن المغرب اتخذ خطوات لتشجيع قادة هذه الدول على المشاركة "على مستوى عال جدا" في هذه القمة "من أجل ضمان نجاحها"، بحسب المصادر ذاتها.
من جهتها، أوردت "الشرق الأوسط" أن "مصادر دبلوماسية رفيعة كشفت للصحيفة أن العاهل المغربي الملك محمد السادس سيشارك في القمة".
وبحسب الصحيفة، فإن المصادر أفادت بأن السلطات المغربية أجرت اتصالات مع دول الخليج لإبلاغها بمشاركة الملك شخصيا في قمة الجزائر العربية.
ولم يصدر أي تعليق من السلطات المغربية أو الجزائرية بخصوص مشاركة الملك محمد السادس في قمة جامعة الدول العربية.
وكان الملك محمد السادس قد شارك في القمة العربية في الجزائر التي التأمت عام 2005، وكانت آخر قمة عربية يحضرها ملك المغرب.
وبمناسبة خطابه بمناسبة عيد العرش في 30 تموز/ يوليو الماضي، مد الملك يده "مرة أخرى" إلى الجزائر، بعد عام من قطع العلاقات الدبلوماسية بين الجارتين.
وأضاف: "نطمح للعمل مع الرئاسة الجزائرية حتى يعمل المغرب والجزائر يدا بيد على إقامة علاقات طبيعية بين البلدين".
وقال محمد السادس في خطابه السنوي بمناسبة الذكرى الـ23 لجلوسه على العرش: "إننا نتطلع للعمل مع الرئاسة الجزائرية، لأن يضع المغرب والجزائر يدا في يد لإقامة علاقات طبيعية، بين شعبين شقيقين تجمعهما روابط تاريخية وإنسانية والمصير المشترك".
وأضاف: "أشدد مرة أخرى بأن الحدود التي تفرق بين الشعبين الشقيقين المغربي والجزائري لن تكون أبدا حدودا تغلق أجواء التواصل والتفاهم بينهما، بل نريدها أن تكون جسورا تحمل بين يديها مستقبل المغرب والجزائر".
واقترح العاهل المغربي أيضا في أواخر العام 2018 تشكيل "آلية سياسية مشتركة للحوار" من أجل "تجاوز الخلافات" القائمة بين الجارين، داعيا إلى فتح الحدود البرية المغلقة، لكن الاقتراح لم يلق استجابة من قبل قصر المرادية.
وتعاني العلاقات بين البلدين انسدادا على خلفية ملفي الحدود البرية المغلقة منذ عام 1994، وقضية إقليم الصحراء المتنازع عليه بين الرباط وجبهة "البوليساريو" المدعومة من الجزائر.
اقرأ أيضا: ملك المغرب: الصحراء معيار صداقتنا بالدول.. وماكرون يتوسط
وتقترح الرباط حكما ذاتيا موسعا في إقليم الصحراء تحت سيادتها، بينما تدعو "البوليساريو" إلى استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تستضيف لاجئين من الإقليم.
الريسوني يستقيل من رئاسة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
بلحاج يعلق لـ"عربي21" على تصريحات الريسوني ومهمة العلماء